الفأس العريض - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الفأس العريض

  نشر في 13 غشت 2018 .

الفأس العريض
Broad hatchet
Victoria university short story prize 2016
By Julia T Harper
القصة الفائزة بجائزة جامعة فيكتوريا للقصة القصيرة 2016
بقلم الكاتبة الاسترالية جوليا هاربر
ترجمة ابراهيم عبدالله العلو

أحنت رأسها وهي تدخل خيمتها صبيحة ذلك اليوم الرمادي الحار . لم يكن هناك اية نسمة

كانت أشجار الكينا متراخية . طن الذباب وانفرجت الغابة الرطيبة عن أرض مقطوعة الأشجار

استلت حافظة مياه من حقيبتها وفتحت الفوهة ودلقت كمية وفيرة من الماء في قربتها

تقاطر الماء على يديها وبدا منعشاً حتى في هذه الساعة المبكرة من النهار

لم تتوقع ان يكون الجو حاراً رطبا في الجنوب . سحبت نفساُ عميقاً ومسحت وجهها بندى يديها بينما تصاعد بخار تحلل الأوراق تحت قدميها

نمت أشجار الدردار الجبلي حتى حافة الغابة المقصوصة . بدت طويلة مستقيمة كأعمدة معدنية ترمي بظلالها عبر الشفق . تمدد بعضها الاخر بين الأشجار المنخفضة وقد زحفت الأشنة عليها كبشر ليمون متعفن وتناثرت فوقها فطور طرية مشرقة كغبار طلع براق


خيل إليها خلال الليل أصوات خدش وقعقعة . اختلست النظر عبر فتحة الخيمة يحدوها الأمل برؤية زباد أو حتى سنجاب طائر يخرج من جحر ولكنها لم ترى سوى الظلام

كللت الغيوم ضوء القمر ولولا اصطفاق الريح عبر الأغصان الفاحمة لما تيقنت من وجود الغابة من الأساس . ومع انبلاج الصبح رأت الهضاب المشجرة ترتفع حولها على امتداد المدى

حملت منشارها بعد الفطور وبدأت بتشذيب بعض الجذوع التي تهاوت تلقاء ذاتها . قطعت الأغصان الصغيرة السهلة الحمل والسحب حتى قاعدة المقاصة الصغيرة

نضدتها فوق بعضها البعض . بدأت تلة الأغصان تتنامى مثل شحنة أو منحة أو أمل …

“كل الحكايات الجميلة تبدأ بشجرة “ هكذا قال العمدة المحلي مؤخراً وهو يسند يد مغطاة بقفاز فوق جذع مجذوذ وأخرى بأنشوطة سميكة حان أوان قصها . صفق أبناء القرية وتساءل الصحفيون عن الوظائف وبقايا النمو القديم

كانت هناك … تحمل آلة التصوير لتوثيق الفضيحة التي تحدث قرب بلدتها . افتتاح منشرة رقائق عوضاٌ عن منشرة أخشاب مفترضة . كل الحكايات الجميلة . جذوع تتلاشى متحولة إلى قوالح

مثال أسيف خاطئ لأكداس النشارة التي تكابرت خلفها لتشحن إلى بلدان بعيدة عبر البحار لتعجن ورقاً لتسطير الروايات

أحضرت معها إلى المخيم مطرقة و أسافين لتفلق الأخشاب . سوف تنسى العمدة وتستخدم رقائقها لاضرام النار

بعد يوم ونصف قضته بنشر الأغصان مسحت جبينها و حملقت بالسماء وهي تلطم الذباب الذي حام حول ابطيها وأذنيها .ثم تراجعت نحو الظل وتجرعت ملئ قربتها ماء أردفته بعلبة من الذرة بالكريما. عندما قرت بطنها نصبت خيمة من القنب فوق أخشاب الوقيد التي جمعتها وانصرفت نحو التربة المحيطة بها . كانت موبوءة بالأشواك التي مزقت جواربها وأدمت كاحليها وساقيها .اقتلعت قدر استطاعتها قبل أن تلجأ إلى معولها لتفكيك العشب المتشابك العميق . نفضت التراب عن الجذور وجمعتها على جانب الفسحة لتجف . كانت نباتات غريبة حتى أقوى مجموعاتها بدت عجفاء هزيلة أقرب إلى الموت . اخترقت كتلة من السعد ذات القمم الأرجوانية التي لطالما سببت لها العطاس وحاولت اقتلاعها برفش . ما أن حل المساء حتى أحالت الأرض المحيطة بها إلى أرض جرداء

طافت عند الغسق حول الحافة واتجهت نحو الجدول تحذر الأفاعي . خلعت قميصها وغسلته ثم دلت كاحليها في الماء . دب دفء خفيف عبر ظهرها وردفيها بفعل التعب . شعرت بإحساس لطيف . دغدغت جموع من الحشرات وسعف الأوراق قدميها وعندما اضطجعت على ظهرها تتأمل الغيوم التي توردت تخيلت الأيام والأسابيع المقبلة وما ستفعله من قطع وتوضيب وتنضيد الكتل الخشبية

سحبت نفساً عميقاً وهي تصغي إلى أصوات الجدول و نقيق الضفادع الناعم وهي تتقافز في الماء

.شعرت بارتياح عميق لأنها لن تضطر لرؤية أو التحدث لأي مخلوق آخر و بالفخر لأنها سوف تقد بيتاً من التراب

عندما نهضت أخيراً خاضت في الجدول وسحبت عصا صفراء من بين طوف الحطام وخمنت إنها جاءت إلى هنا مع التيار إذ لم يكن على هذا الامتداد من النهر أي أشجار صنوبر

حملتها — كانت تقارب القدمين طولاً — وأدنتها من منخريها . انبعثت رائحة منعشة حادة

مع تواري ضوء النهار انتزعت قميصها وقفلت راجعة إلى الخيمة . غرست غصن الصنوبر في التراب قرب خيمتها وعلقت قميصها تحت المدخل ليجف

همى طل خفيف . أوقدت ناراً ألقمتها أربع حبات بطاطا ملفوفة بورق قصدير ووضعت عليها غلايتها .دفعت البطاطا نحو الجمر حتى اسودت ثم أزاحتها بعود . حاولت فتح إحداها ولكنها صرخت عندما حرق الورق الساخن سبابتها وابهامها . أعادت الكرة بعد وهلة

هذه المرة أقل سخونة . وضعتها في الوعاء ورشت فوقها الملح والفلفل

التهمتها . لم تكن طيبة المذاق . تمنت لو أن لديها بعض الزبدة أو أنها اصطادت بعض الأسماك . تحسست حقيبتها حتى شعرت بحافة علبة . سحبتها وادارتها بلطف بين يديها

تتبسم وهو ترى اللصاقة الأرجوانية حيث يكتب الباعة بأيديهم تاريخ انتهاء الصلاحية

أزالت الغطاء المعدني بعناية فائقة مستخدمة سكين جيب .وضعت العلبة المفتوحة بمحتوياتها الخاصة في الغلاية . كانت اللصاقة تشير الى زمن طبخ يقدر بنصف ساعة ولكنها تركت ساعتها في العربة لذا انتظرت وطال انتظارها حتى شعرت أن الوقت قد أدركها . أزاحت الغلاية بعصا صغيرة ثم انتشلت العلبة من الوعاء بعود دقيق وأفرغت العصيدة في طبق من الخزف ونفخت عليه حتى برد

نزت العصيدة فحماء براقة في الطبق . كم كانت لذيذة . كشطت الوعاء بملعقتها ولعقت الباقي لآخر قطرة

في الصباح التالي مشت محاذرة عبر الأشجار المنخفضة تحت المطر . كانت النموات السفلية الرطبة خضراء تنبض بالحياة بين أشجار الدردار الجبلي الخمرية اللون . أرسلت بصرها عبر غور منخفض من الفضاء . أمعنت النظر بالأشجار المتراصفة واحدة تلو أخرى وبعد بعض الوقت توقفت عند قاعدة شجرة كينا عملاقة لتقيس محيطها وسمكها وتعد خطوطها

لم ترى عقداُ ظاهرة أو أغصان على امتداد عشرة أمتار . شاهدت قشوراً فضية تتدلى من الأغصان السفلى كطلاء عتيق

يجب أن تسقطها أرضاً باتجاه جنوب شرق بين أشجار السرخس والتوت الأسود . لذا ركزت نفسها وامتشقت فأسها وبدأت بالعمل

بعد جهد جهيد قطعت الشجة الأولى وتطايرت حزم اللحاء . كان الجذع الداخلي مكتملا كأصبع اسفنجي دهني وأملساً كعسل قشدي

تمايلت وضربت حتى انفلق الصدع المؤشر وشق الهواء كانفتاح باب سرداب أثري

تراجعت تاركة الشجرة تسقط محدثة صدمة مهولة

زعقت الطيور واضطربت الأجنحة . مطر غزير وسكون غير مسبوق …. بعدها عادت أصوات الغابة وكأن شيئاً لم يكن

ثلمت إشارة وسط الجذع ومن ثم علامات أرباع وهرعت لتحضر منشارها ومنجلها

بدأت بالقطع عبر الثلمة الأولى . تجمعت نشارة الخشب حول حذائها وانسربت بين أظافرها وتشكلت أهرامات رملية صغيرة عند ملتقى الجذع بالركام المبعثر على الأرض

لم تشعر بمرور الوقت . اهتز كتفاها جيئة وذهوباً

غطت النشارة حاجبيها . ذراعاها زلقتان من العرق والمطر . رمت بقميصها على العشب خلفها . ظهيرة رتيبة .. تلاشت الغابة عن ناظريها .. تتحسس دربها عبر المطر والغبار بعينين نصف مغمضتين تعمل منشارها بالخشب ..كل دفعة خشنة محببة كمن يقص عظاما طازجة

مع توقف المطر والتماع الشمس الغاربة عبر الغيوم توقفت … هدها الجوع

تركت منجلها فوق الجذع المقسم حديثاً و مشت بتثاقل نحو المخيم تحمل منشارها وفأسها على ساقين متهاديتين ….

استرطب خزينها من حطب الوقيد لذا أشعلت موقد الغاز مع تخفف الغيث وطبخت بعض الأرز المعلب . جلست في الطين وبدأت تأكله مباشرة من الوعاء ولكنها حرقت سقف حلقها

ثم أضافت إليه علبة من الطماطم ..اكلته بتلذذ ..غسلت الوعاء ثم وضعت الشاي على النار

تسلت بمظروف من العجائن المجففة وبرتقالتين ..ثم قدح الشاي الأثير

استعادت مطرقتها وأسافينها من ردهة الخيمة ووضعتها خارجاً بجانب بعضها البعض . جلست ترقب أدواتها ..وضعت القدح الساخن على ردفيها المتألمتين تتمطى حيناً وتضع يدها الأخرى على مقبض أو رأس حيناٌ آخر

التمعت الحواف المعدنية المتآكلة في ضوء الجذوة . أجالت النظر بالحافة حيث ركنت عربتها على الطريق القديم ثم إلى قواطعها ثانية

ابتسمت عبر الدجى بينما تطاير الشرر فوق ادواتها عبر الظلمة التي بدت بلا نهاية

أطلقت صرخة هائلة وهي تصفف اول ربع جذع في مكانه بعيد طلوع الصبح بقليل . وما أن التقطت أنفاسها حتى حشرته بين بعض الأوتاد التي صنعتها من حطب الوقيد ثم عادت تمخر الخشب بفأسها من جديد

تقشر اللحاء بطلاوة وبلطتها تحزه مترافعاً كجلد ميت ..كان الجذع العاري أشقراً كالتبن وذا عبق آسر ملك عليها أنفاسها

وفجأة قفزت فوق الجذع .. تقطعه بعنف وكأن مساً من الجنون أصابها دون أن تؤشر الخطوط. تقاذفت القلائم الخطرة حولها … ابتسامة وغد في بحر من النشارة الذهبية وفأس صارم لماع كجزازة جديدة

قطعت الجذع إرباٌ إربا وأحالته إلى موشور أنيق ووقفت تتأمل جميل صنيعها

قسمت أول كتلها عصر ذلك اليوم واحتفلت بشرابها الذي ابردته في الجدول

في بيك اب “الهاي لوكس “ طعام يكفي لستة أسابيع على الأقل .. الكثير من المواد غير القابلة للتلف تناثرت في ثناياه . صينية من البطاطا برائحة التراب أسفل المقعد ..وأكياس فوق أكياس من البرتقال الطازج الذي أوشك على التلف . بعض التفاح المتغضن هو ما تبقى لديها من مكافأة على تحقيق كتبته خلال موسم القطاف ..كانت الصحيفة المحلية فقيرة للغاية لا تقوى على دفع أتعاب كتابها ولكنها قايضتهم بفواكه

بعد أن ينفذ كل شيء كانت تأمل بزراعة حديقة خضار والركون إلى بقعة صيد دورية وقضاء أياماً كسولة قرب كوخها تحت أشعة الشمس ومن ثم خلال الشتاء في القر وتحت الثلج

كان الحوض الخلفي مليئاً بحافظات المياه والشراب وأدوات التخييم وبطائن وقماش تصفية للمياه عند اشتداد المطر وكيس نومها الشتوي وحتى معول للجليد إن اقتضت الحاجة

مظاريف من البذور وعدة لصيد السمك وأكياس من التربة الزراعية

تلتفت وهي تقود عربتها عبر الطريق المهترئ القديم وتتأكد أن الغطاء لن ينفتح ويبعثر ممتلكاتها عبر الغابة . حافظت عليها سليمة وجاهزة

أمضت أسابيع عدة وهي تقسم الأخشاب حتى انتهت من كل أشجار الدردار المتهاوية ..قطعتها .. نضدتها

بدأ الخشب يتحول إلى اللون الرمادي مع مرور الوقت وانحسر المطر .

أضحت الأوراق المحيطة بالمخيم مبيضة كعظام تنطحن تحت قدميها ..

تضاءل الجدول إلى مجرى هزيل

جرت حافظتي مياه من عربتها إلى المخيم . الماء يكفي للبقاء على قيد الحياة ولكنه غير كاف لزراعة الفاصولياء والجزر والطماطم كما خططت من قبل

تحلم أحلام يقظة… بقهوة تندلق عبر حلقها وبماء ساخن لتشطف شعرها المتيبس ..ولكنها علمت أن سخونة الجو لا تسمح بإيقاد نار ..كانت المقاصة هشة كبرميل بارود

أكلت معلبات فاصولياء وسجق باردة وسطول من الفواكه المغمورة بالقطر

حاولت أن تصنع شاياً بارداً بغمر الفواكه المجففة بالماء ولكنها رمته بعد أن علقت قشور الثمار بحلقها

تفاوتت أفكارها بين القهوة والخشب والنوم . أصبحت حروق الشمس على بشرتها أكثر إيلاما يوماً إثر يوم ..تخشب ظهرها وذراعاها لكثرة الأحمال وبدت كل استراحة بعدها أشد عمقاً ومتعة

تخلت منذ مدة عن صرة ثيابها ونامت مقمطة على خيش تطالع النجوم

تشعر بالثقل كثقل الجذوع التي جذتها لوحدها وتصحو بين الأشجار والعناكب والقاوند الضحاك كل صباح. .متسائلة إن كانت العزلة أشد نقاءً مما صنعت

بحلول الأسبوع السادس جمعت ألواحها بشكل عمودي على شكل جداري كوخ بأبعاد أربعة أمتار بأربعة عند التمام ومع الأسبوع السابع بدأت تفكر بالسقف …بترو ي وأناة ..

يجب أن تعثر على أشجار مطواعة أدق حجماً

وقفت وقد هدها التعب تحمل مطرقة بيد وقربة باليد الأخرى

كان خزينها من الطعام كافياً ولكنها تتوق لشيء أخضر.. حزمة من السبانخ أو قبضة من الشوندر الفضي

عندما أخبرت الناس عن خطتها للعيش في الغابة لم يصدق أحد أنها ستقوى على ذلك

لم تفهم شكوكهم . افترضت أن الأمر يتعلق بحرفيتها وقدرتها على البناء ومعرفتها بالأشجار وأدواتها

الآن بدأت تدرك

خلال الوقت الذي أمضته في المقتطع تسلل إليها شيء ما ببطء وتدرج ..مثل مبرد انحشر بين

صخرتين أو صنبور خرب يملأ الحوض بحلول المساء …

شيء لم تستطع تحمله أو إدراكه

بدأت بالتحدث إلى الأشجار وفي أحيان أخرى كانت تحييها …أضحت الكلمات ثقيلة تفوق مقدرتها على التحمل

عندما وجدت نفسها في خضم هذه التبادلات الشجرية خطفت بصرها بذعر كما لو أن البرية ذاتها قد تصبح شاهدة على شطحاتها في وعي الذات

بدأت تستعرض كل ليلة تحت ضوء القمر وهي في كيس النوم خاصتها أسماء ساكني الأكواخ الأخرين كتعويذة تدرأ عنها الإحساس بالجزع الوشيك الحدوث

أسماء أفراد رغبوا بما رغبت. ان يعيشوا على الأرض ويعملوا فيها. لقد فعلوا ذلك وصبروا عليه

ستيلي رد و راشيل هيننج وحتى دوجلاس موسون (1) مع إن كوخه لم يكن كوخاً من جذوع … هل اعترفوا بالوحدة ؟

استذكرت خطاباتهم القديمة ..ولكن جل ما تذكرته أرضيات مفروشة بالروث وحيطان مليسة بالطين

تحدثت زوجة الراعي في قصة هنري لوسون (2) عن عزلتها ولكن انشغالها بقتل الأفاعي وتربية الأبناء حال دون اكتئابها

استمتع ثورو (3) بوحدته ولكنه لم يبعد سوى ميل عن البلدة وعلاوة على ذلك كان رجلاً……وأمريكي. .تدرب منذ البداية على الاكتفاء الذاتي

رفعت قبضتيها نحو وجهها وتأوهت

كانت تصحو كل يوم تتمتم بأسماء الموتى أو من تخالهم رحلوا وهي تنكز الرماد البارد الذي كان … أوارها

وفي لحظات النقاء تقول ما كان الحال أن يكون كذلك

ذات صباح دلفت إلى الغابة مذهولة ..بدلاً من البحث عن أغصان تلائم السقف خطت بتثاقل إلى الحافة نحو عربتها

سحبت من السلة كرسياً مطوياً جديداً لا زال في علبته. .ودون أن تنظر سحبت الطرد إلى المخيم مثل عربة دفع مخترقة الأجمة جامعة عيداناً دقيقة وأعشاباً متفلتة في طريقها

قصت بسكينها الصغير الغلاف البلاستيكي والكرتون وأمضت دقائق قليلة تجمع الكرسي

مقعد صغير وضعته وسط غرفتها وكأنه جائزة كسبتها نظير مهمة غامضة وربما مستحيلة

نظرت إلى الكرسي وإلى الجدران نصف المكتملة ومن ثم إلى الكرسي ذي القوائم المعوجة ومقعدته الصغيرة التي لا تتسع لها أو لأي كان … شعرت بالرغبة بالضحك ولكن الأسى تشربها مثل حبر

وقعت على الأرض ملتفة ساقيها وشجر الدردار يظللها بكل إجلال وثبات …وحيدة في أرض أخشاب من صنع يديها …يكللها الغبار وقرصات البعوض

أجالت نظرها عبر السراخس والعرائش والدردار … وفرجة ممزقة انتصبت فيها فيما مضى شجرتها العملاقة

شدها وميض أحمر و ظنت لوهلة أن عربتها انزلقت عبر المنحدر . لحظة تلاشي الأمل كوريقات سعد تذروها الرياح

عربة محطمة….طلب نجدة…..أطباء ….أسرتها ….وربما مروحية

حدقت ملياً ورأت علقة سمينة تتمسك بركبتها ودم أحمر قان ينساب على ساقها

أخفضت رأسها وأراحته بجانب الحشرة المنتفخة متسائلة كم من الوقت مر على وجودها ..مقهورة ..مهزومة …يلفها الهوان………

حامت السناجب الطائرة في السماء وضحك قاوند

كانت الغابة فسيحة مثل عتمة الدجى الحالكة

……………………………………………………………………………………………

(1)steele rudd 1868–1935 ستيلي رد

كاتب استرالي ..

Rachel Hening 1826–1914 راشيل هيننج

ناقد استرالي..

Douglas Mawson 1882–1958 دوجلاس موسون

أكاديمي وجيولوجي استرالي

(2) Henry Lawson 1867–1922 هنري لوسون

روائي وشاعر استرالي شهير

(3) Henry Thoreau 1817–1862 هنري ثورو

فيلسوف ومؤرخ وناشط أمريكي شهي



   نشر في 13 غشت 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا