يندرج هذا المقال ضمن مشروع التخرج دبلوم التراث الفلسطيني من أكاديمية دراسات اللاجئين Academy of Refugee Studies
الفن التشكيلي الفلسطيني هو بحر عميق كلما ابحرت فيه وجدت كنوزا لا تعد و لا تحصي تفتح ابوابا لعوالم من تاريخ فلسطين و نضالها .فن رسم بأنامل تعشق فلسطينيتها و بعثت رسالة إلى العالم و الامة تصرخ نحن صامدون على هذه الارض صمود الزيتون و الزعتر .
انبتت هذه الارض الطاهرة مواهب جسدت معاناة الشعب الفلسطيني و اهاته من ويلات الاحتلال .فنانون حفروا بألوانهم المرأة الفلسطينية و الطفل ليوثقوا بذلك ,وثقوا الحياة اليومية لتكون رمزا يخلده التاريخ.
المبدعون الفلسطينيون كانوا و ضلوا ابناء بيئتهم فكثيرا ما عارفناه من العادات الفلسطينية كانت عن طريقهم و من خلال لوحاتهم التي جسدت حياة اليومية لتلك العادات و حياة المدن و المخيمات و الشتات.
تميز الشعب الفلسطيني بمعاناته الفريدة فأولا لم يبقي وطنا محتل الا الوطن الفلسطيني و معاناة الاحتلال في الوقت الحاضر الا في فلسطين و منذ اغتصاب الارض عرف العالم كله وسمع بأساليب مبتكرة في الدفاع عن الوطن الفلسطيني و برغم كل هذا فان هذا الشعب الصامد الذي ظلمه العالم اجتهد بالحفاظ علي انتمائه ومدلولات هويته و كان الفنانون كجزء من هذا الشعب و رغم معاناتهم فانهم اجتهدوا في البحث عن رموز وطنهم رغم النكبات المتتالية كان لهم حلم العودة فصمدوا و قاوموا و عبروا بأساليب فنية متعددة و كان فنهم التعبيري الذي جسد الواقع الفلسطيني اهم ما اظهروه.
لقد وظف الفنانون الموروث الفلسطيني وهو ما يعرف بالعادات و التقاليد و تشمل طريقة العيش و فرحات هذا الشعب واحزانه وحياة القري و المدن, كلها دخلت و استخدمت من قبل الفنانين الفلسطينيين في لوحاتهم لإظهار هذا الموروث الغني.من الفنانين الذين خلدوا اسمهم و قدموا لنا هذا التوثيق الفنان اسماعيل شموط.
اسماعيل شموط فنان تشكيلي فلسطيني يعتبر من رواد عصر النكبة وذاق مرارة اللجوء حيث انه يعتبر مؤسس الحركة الفن التشكيلي الفلسطيني . كان ملتزما واقعيا استعمل الرمزية و تغيرات القضية الفلسطينية و نضالها التي التي فرضت عليه طريقة عمله فنري لوحته التي سميت الي اين و التي مثلت متاهة الشعب الفلسطيني و حلم العودة , و كثيرا ما صور الفنان اسماعيل حزن و فرح و نضال الفلسطيني كان العالم يقرا في لوحاته قضية فلسطين كاملة عرف عنه انه رسم المرآة بثوبها التقليدي معبرا عن الاصل و المعني و كانت عمله الرائع مع زوجته تمام الاكحل شريكته في مشروعه المتألق حتى وفاته .
قدمت الساحة الفنية الفلسطينية ايضا فنان اخر و هو سليمان المنصور هو من مواليد بير زيت نحات و تشكيلي فلسطيني صاحب لوحة جمل المحامل و التي تمثل فلسطينيا يحمل القدس و صخرة الأقصى علي ظهره مربوطة بحبل الشقاء و هي من اهم رموز الفن الفلسطيني ان لم تكن الاشهر علي الاطلاق.
فنان اخر قدمته الساحة الفلسطينية هو الحي مسلم زرارة طيار استهواه الفن التشكيلي. منحوتاته كانت تمثل حياة الشعب الفلسطيني. اهم ما قام به هو التوثيق البصري للعرس الفلسطيني حيث وثق اثواب المدن والقري الفلسطينية و عرف الفن الفلسطيني فنانين اخرين مثل عبد الرحمن المزين عرف عنه غزارة الانتاج و دقة التعبير و كانت لوحاته ابطالها افراد شعب المقارم الفلسطيني .
و لا نستطيع ان ننسي ايضا دورة المراة في هذا الفن الرائع و من اهم رواده تمام الأكحل، التي وُلدت في يافا سنة 1935، وكانت من اللاجئين الذين ذهبوا إلى لبنان، وقد أرسلها والداها إلى القاهرة للدراسة، وهناك انضمت إلى إسماعيل شموط. وانضمت إليهما بعد ذلك فنانة فلسطينية أخرى هي: نهاد سيباس، وأقاموا معرضًا لأعمالهم عام 1954، وكان هذا أول معرض يقام لفنانين فلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية. وقد لاقى هذا المعرض قبولا وتغطية إعلامية واسعة. ومع عدم اعتياد الفلسطينيين على هذا النوع من الفن التشكيلي؛ فإنه أصبح نوعًا من الهوية الثقافية للفلسطينيين، وقُوبل بحماس من جميع الأوساط الفلسطينية والعربية؛ فهذا النوع من الفن ليس لمجرد تجميل الحياة، ولكنه نوع من التعبير عن الحياة وعن كل ما يحيط بالفنان من أحداث ومواقف، وتعبير عن الحلم الفلسطيني وتجسيد للجرح.
#Academy of Refugee Studies#دبلوم التراث الفلسطيني#