..
تمر ليالينا هكذا بلا رائحة بلا لون خالية من ذلك الهدوء والسكينة الذي ننتظره منذ شروق شمس هذا اليوم
وكأنّ هذا الليل ينتمي لكوكب آخر لا يشبه ما سهرناه ، حتى لونه الاسود ذلك الحالك وكأنه فقد هيبته
وغموضه وروعته ورهبته .......أرأيت كيف تغير الليل حين تركتني وحدي فما بالك بالنهار ...؟؟
لربما هذا الهجران مختلف !!!! لربما لا يشبه ما عرفناه وشاهدناه من مشهد الهجر المادي المرتبط بالمكان والزمان ، الذي تحدده احداثيات وجودك الجغرافي
والزمني ، أمّا المشهد الذي أتحدث إليك عنه هو ذلك المعنوي الذس يتحدد بمدى قربك من عقلي وفهمك لتفاصيلي.... لم أقصد غيابك فحضورك غياب
بل قصدتُ بعدك عن تلك المساحة التي اختُصت بك في عقلي قبل أن تجد لنفسك موطن في قلبي ...
ألا يعتبر عدم احساسك بخلجات نفسي الضيقة هجران ؟؟؟؟ ألا يكون تجاهلك لنظرات عيوني هجران ؟؟
ألا يُفهم من اتخاذك موقف مشابه لموقف الآخرين نوع من الهجران المبطن ؟
كيف تفسر مشهد استمتاعك بالوقت برفقة أخلائك بينما تضيق الأفق من حولي ؟؟؟ ألا تراه هجران !!!!!
لم أُجبرك على اختيار مكانك بالنسبة لي ... هذا كان قرارك ، فبما أنّك قررت أن تكون بهذا القرب عليك أن لا تخذلني
سواء كنت أخٍ أو أخت أو صديق أو قريب ...وبالطبع لن تكون حبيب وبيدك قلبي وتجرحه هذا الجرح البليغ ..
ومع كل هذا فإن هنالك أشخاص لا نكتفي بإعطائهم صفة واحدة فهم الأخ والأب والصديق والرفيق والقريب وأغلى بكثير من الشريك ،
اذا امتلكت مثل هذا الشخص فاحذر جرحه لأن جرحه لا يشبه أي جرح ...جرحه يشبه جرح الروح ؟؟؟ أجل أرواحنا تجرح ولكن بندرة الشخص الذي وصفته لك الآن.
-
هناءمعمارية تستمد قوتها من اثراء عقلها بالقراءة والبحث وتطوير الذات ..طموحه شرسة ..