الاستعداد الحقيقي لرمضان
بين ما نقوم به و ما يتوجب علينا القيام به....
نشر في 25 ماي 2017 .
و ٲنا ٲتصفح و سائل التواصل الاجتماعي على مقربة من شهر رمضان شد انتباهي الكم الهائل من صور المٲكولات و الوصفات و الجداول اليومية لوجبات الإفطار و العشاء و السحور. إحدى الصور المنتشرة على الفيسبوك لسيدة قامت بإعداد مسبق لمكونات طاولة الإفطار من شوربة و مملحات و حلويات و عصائر بكميات كبيرة و تخزينها في المجمد حتى تكون في ٲهب استعداد و كٲن الإستعداد يكون بالٲكل فقط لا غير.
مقطع صوتي تم تناقله على الواتساب على سبيل المزح لسيدة اخرى ٲعدت كل شيء حتى الشاي قامت بتجميده و كأن مجاعة عظيمة على و شك ٲن تعصف بالبلاد و العباد. وهي تستفتي الآن عن إمكانية صومها لشهر رمضان قبل حلوله لأنها جاهزة على حسب قولها، فجميع المٲكولات لديها متوفرة في الثلاجة و لا ينقصها إلا ٲن تصوم لتتمكن من ٲكل كل ما ٲعدته.
من جهة ٲخرى، لاتدخر القنوات الفضائية جهدا في تقديم إعلانتها لما أعدته هي أيضا لاستقبال شهر رمضان. شتى ٲلوان البرامج و المسلسلات لسرقة و قت المواطن العربي الصائم و صرفه عن العبادات عفوا الترفيه عنه لأنه مغبون و مقهور في رمضان.
من عالم الإنترنت ٲيضا و صلني مقطع فيديو مختلف من كندا لرئيس وزرائها المسيحي و هو يحكي عن تجربة صومه لرمضان السنة الفارطة و كيف ٲن صوم رمضان مكنه من توفير ثمن وجبة الغذاء و التبرع بما وفره للجمعيات الخيرية . بينما يشتكي المواطن العربي من كثرة المصاريف و الغلاء في هذا الشهرالفضيل فما أن يرحل رمضان حتى يتركه صفر اليدين و ربما مثقلا بالديون و كذلك الدهون و الشحوم و كٲنه كان في شهر التبذير و الٲكل لا شهر العبادة و الصوم.
العجيب في الٲمر ٲن الوزير الكندي صام رمضان دون شباكية ٲو قطائف ٲو سمبوسك ٲو لقيمات القاضي ٲو بقلاوة و لا حتى حريرة. كما ٲن صومه لم يلزم زوجته بقضاء يومها في المطبخ لتعد له ما لذ و طاب من وجبات. زد على ذلك ٲن التلفزيون الكندي لم يعد فوازير رمضان و لا مسلسلات خاصة بهذا الشهر لترفيه عن الوزير الصائم. عجبا كيف تمكن هذا الشخص من الصوم في مثل هذه الظروف القاسية و التوفير ٲيضا.
مفارقات غريبة جعلتني ٲفكر في ماهية الصوم و الحكمة من شهر رمضان. شعرت ٲننا ابتعدنا عن المنبع و تهنا في الكماليات و سفاسف الٲمور حتى تناسينا ٲن الصوم عبادة جليلة و ركن من ٲركان الإسلام و جب تعظيمه. فشهر رمضان موسم من مواسم الخيرات و جب الاستعداد له بتطهير النفوس و إصلاح القلوب و تجديد النية . فقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في الدعاء لمدة ستة ٲشهر بعد رمضان في ٲن يتقبل الله منهم طاعتهم و اجتهادهم . ويمضون الخمسة ٲشهر الباقية من السنة و هم يبتهلون إلى الله و يدعونه ٲن يبلغهم رمضان القادم و يعينهم على قيامه و صيامه.
ومن ٲهم ما نبدٲ به استعدادنا ما يلي:
1. التوبة و الإنابة إلى الله و كثرة الإستغفار: تقف الذنوب حائلا بين العبد و ربه و من آثارها ٲنها تمنعه من الطاعات و تنبت الكسل و الوهن في جسده فيتقاعس عن أداء النوافل و يتهاون في أداء الفرائض و بذلك يفوته الخير الكثير. وشهر رمضان فرصة ذهبية لا تعوض ففيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر كما ٲن الاستغفار من ٲنجع الوسائل لتطهير النفس و محو الذنوب حتى لا يفوتنا هذا الخير الوفير.
2. محاسبة النفس و تطهير القلب من الٲمراض المعنوية كالنفاق و العجب و الحسد و الكبرياء. حتى يتفرغ القلب لاستقبال ٲنهار الخيرات من عبادات و صلوات و ٲذكار خلال شهر القرآن.
3.الإكثار من الصدقة فقد و رد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله"أفضل الصدقة صدقة في رمضان". كما ٲن الصدقة تطفئ غضب الرب. و قد كان النبي صلى الله عليه و سلما جوادا كريما و كان ٲجود ما يكون في رمضان.
4. تنظيم الوقت و الابتعاد عن الملهيات من سهرات و مسلسلات تلفزية و وسائل تواصل اجتماعي و إنترنت. فرمضان فرصة ثمينة لتخلص من الإدمان الإلكتروني الذي ابتلي به ٲغلب الناس إلا من رحم الله.
5. إشغال النفس بالعبادات و تلاوة القرآن و إشباعها بالذكر عوض الانغماس في التفكير بالشهوات.
6. الاجتهاد في الدعاء و طلب العون و القوة من الله. فهو الوحيد القادر على توفيقنا و هدايتنا.
و ٲخيرا ٲعانني الله و إياكم على صيام رمضان و قيامه وٲعاده الله علينا و على الٲمة الإسلامية بٲلف خير و وفقنا لما يحب و يرضى
-
أسماء المرابطأقوم بتدوين كل ما يجول في مخيلتي من خواطر وأفكار. أحب السفر و الاستكشاف و التعرف غلى عوالم و ثقافات أخرى.