أتأمل الفراغ طويلا، أهم بجمع شعث أحرف علها تسكن أجيج النار داخلي، ما أصعب البدايات، وأي بداية هذه جمعت عند جلوتها خاتمة محضة، لطالما كانت المقدمة تضعفني وتشل سائر حركاتي، فدعني أكتب بقلب نابض، قلب ما عرف الخلاص من قيود الماضي و الحاضر ...
اليوم وأنا على أعتاب المقبرة ألمح طيفك البعيد يتراقص بالمكان، لم يتغير فيك أي شيء، الهالة النورانية ذاتها، والإبتسامة المشرقة التي ما فارقت يوما ثغرك، خيل إلي أني أسمع صوتك العذب الرخيم حينها ، ما زال الصوت يصدح بأذني ويهز أسوار أبنيتي، ما زال يصاحبني في يقظتي وغفوتي...
على أعتاب المقبرة التي ما استطعت يوما تجاوز أسكفة بابها، تعاتبني نفسي تقتلني وتفتق جراحي، أتغادرنا الروح بصحبة من سكن القلب، أم تقتل الموت فينا كل منفذ للحياة، حتى ما إذا عنت استقبلناها بجسد متهالك ونفس مهترئة، أما يزال القبر الذي اخترته بجوارك منصوبا يناديني ليدثرني بلحاف أتربته، أم سيقت له جثث ما زالت أفئدتها تصرخ أرجعوني أستمرئ لذاذة الحياة؟
ها أنا ذا طويت صحائف بذة أكل عليها الدهر وشرب، وما زالت صورتك الخيالية ترفقني وتأبى إلا أن تميس أمام بصري، تمد يدك على طولها وتسحبني هامسا هذا مرقدك عزيزتي ...
#شيماء