وإنني حيُُّ وحرُُ حين أُنسَى
حوارُُ مع صديقة أو قد تكون (الأنا)...
نشر في 31 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أنت شخص وحيد ... وحيد بالمعنى الكامل للكلمة ...
لا أحد يستمع للأغاني التي تعشقها ... لا أحد قد قرأ ما قرأت أنت من كتب ...
لا أحد يضحك على النكات التي تجدها أنت ظريفة ...
لديك ذكريات لكنها كعملة أهل الكهف لا قيمة لها اليوم، ولا أحد يريد سماعها برغم أنك تجدها ثمينة جدًا ...
أصدقاء الماضي رحلوا واحدًا تلو الآخر . تغيرت الأماكن والاهتمامات. أنت صانع طرابيش رائع. أنت صانع سيوف بارع. لا أحد يريد ما تجيد عمله ولا يتعاملون به، برغم انك أفضل من يقدمه.
تتساءل عن اليوم الذي يستعيد فيه الناس وعيهم ... متى يسترجعون جمال الماضي؟. متى تعود أنت مهمًا؟. لكن هذا لن يحدث أبدًا ...
في النهاية انت تتجه إلى النهر المظلم. النهر الذي عبره كثيرون من قبلك ولم يعودوا. سوف تعبر إلى الجانب الآخر وسوف ينساك الجميع ..
د. أحمد خالد توفيق.
قاطعتني وقد أغرورقت عيناها بالدموع قائلة:أتعلمين! بِت نسيََا منسيََا وأنا على قيد الحياة… غِبت فِترة عن بعض مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بي وقد عطلت حسابي عليها فلم ألقى رنة هاتف من إحداهن تفقدتني و سألت عني؟ لم يشعر بغيابي أحد وما زادني وجعََا أنه إذن لم يكن لوجودي يومََا أي معنى، لقد كنتُ واهمة وطُعنت من كل من حولي وخاصة صديقاتي…
ضاعت مني حبال الفِكر حينها وصُدمت لم أستطع الرد عليها تسمرت مكاني...و فقط بعيوني الدامعة واسيتها في خجل مرددة ….
إن مقدار حب من حولك لكِ يظهر عند الشدائد وحين تغيبين عن الأنظار، ليس بكثرة التواصل والتنزه والمسامرة بينكم… فقط حينما تغيبين تبدأ أواصل الود أن تتبدد وحبات المودة أن تتساقط حبة بعد حبة حتى ينفرط عقد الصداقة كاملََا.
حينها فقط يقترب منْ صَدق القرب من قبل، ومن أقسم سِرََا بينه وبين نفسه على ألا يفارق مهما ابتعدتي وفارقتِه.
كنتُ اقرأ قديمََا إذا أردتي شيئََا بقوة ، ابتعدي مُطِلقة سراحه من قيود القُرب، فإن عاد إليكِ واقترب فقد صدق المودة وإن ابتعد فقد كشف زَيف وِده وأمسى كرتََا قد محروقََا.
تتابعت بالأسئلة التي زادتني حيرة ولا أعلم هل وافيتها بالرد أم فاجئتني وشتت أسئلتها بنات أفكاري…
هل البُعد يزيد الجفاء؟
لا سيدتى، ليس كل من نبتعد عنهم ينسوننا، منهم من يحارب في الوصول إلينا، ومنهم من لا يكلف خاطره بتحريك شفتيه والسؤال علينا.
لكننا أيضََا لا نبالغ في البعد حتى لا نزيد المسافات بيننا إتساعََا، وقد يكون بُعدنا في وقت تحتاجنا فيه صديقاتنا فنصاب بسوء الظن ويُساء فهمنا.
لكنني أبدََا لم أقصر معهم فلماذا لا يعاملونني مثلما أعاملهم!
هوّني عليكي يا حبيبة، ليس بالضرورة أن نُعامَل بنفس طريقتنا في تعاملنا مع الآخرين فهم ليسوا مثلنا في طريقة تفكيرهم و تركيبتهم النفسية وبيئتهم التي تربوا فيها، وليس هذا دليلََا على أفضلية أحدنا ولكنها الحقيقة لقبول إختلاف الآخر ولـ تقبل تباين ردود أفعاله عند مختلف المواقف.
إذن لن أكترث بأي منهم منذ اليوم ولن أتكلم مع أحد؟
يا الله، تريدين أن تعتزلي الناس أجمعين، أن تُغلقي عليكي غرفتك ولا تقابلين أحدََا وحدك وقلمك وبينكم كتاب!
لقد وصلت إلى هذه المرحلة يومََا وها أنا هنا قرابة السبع أعوام في عزلة وكأنهم سبعَ سنين عِجاف.
فما أصابني -رُغم ما استفدت به من مميزات الخُلوة والانفراد بالنفس- زادني حزنََا على حزن وباتت ملامحي يكسوها الشجن ولا أُخفيكي سرََا أنني حتى الآن لم أستطع الخروج من شبح الوحدة ومن أسر غرام الإنعزال.
فما الحل ... لا تقبل كرامتي القرب تارة أخرى ولا أنتِ تنصحيني بإستمرار البعد؟
لا أعلم كيف أنصحك وأنا أحتاج النصيحة، ولا أعلم كيف لا أعطي لكِ المشورة وأنتِ تحتاجينها، ولكن جُلَّ ما أعلمه أن من ذاق الألم أقدرهم على إزاحته عن طريقك وقد ذُقت مرارة العزلة والاكتئاب فلا أريد لكِ بتجرع المزيد..
أريدك أن تنظري لنفسك في المرآة بعين امرأة ناقضة لحال إحداهن التي بالغت في الحزن وتذوقت -روحها البريئة- مرارة الخذلان.
أنتي جميلة جدََا سيدتي (صِبغة الله ومن أحسن من الله صِبغة)، خُلقتي في أبهى صورك، تستحقين الحب والإحترام حتى وإن لم تجديه من خارجك فامنحي كل ما تفتقدينه لنفسك، ولا تتخيلي لوهلة أنه شيُُ من أنانية، بل هو من باب إحقاق الحق فإن لنفسكِ عليكي حق.
ولا تفتحي بابََا قد أصابك يومََا بشئ من وجع، لا تعودي لمثل هذه الحسابات الإلكترونية، غيّري كل شئ حولك، كي تتغير طاقتك السلبية وتُشرق هالتك الباهتة من جديد، ولكن إذا جاءتك إحداهن نادمة على أيام البعد فلا ترديها، فقد كوني بها رحيمة.
إكترثي لـ ذاتك وطوريها واعديها لـ مشهد يومِِ عظيم، ولا تُحبطي أبدََا فبعض الصحابة لم يمش في جنازته سوى عددا يسيرََا من أصدقاؤه وهو عند الله عظيم.
فقد تكوني من المغمورين في الأرض المعروفين اسمََا في السماء فأهلََا بالوحدة المثمرة وتذكري...
.
لا تألُف الروحُ إلا من يُلاطِفُها
ويهجر القلبُ من يقسو ويجفاهُ
فلا وِصَال لمن بالوصل قد بَخلوا
و من تناسى فإنّا قد نسيناهُ
أنهت حوارها معي بجملة اعتراضية لربما كانت تفكر في أمر ما طيلة وقت حديثي لها...
عندما أُخطَب وابدأ مسيرة حياتي الجديدة مع من أحب، لن أدعو أحدََا على المجئ لن يعنيني مَن من صديقاتي سيحضر، فلا أحد يكترث لي وما عاد يعنيني في حياتي وجود أحد.
لن أهرع عندما أفرح بإلصاق منشور على الفيسبوك كي أُعلمهم ويفرحوا لي، لا أحد يفرح لأحد وماهي إلا شكليات وإكليشيهات تعبيرية نستخدمها في الفرح وعبارات محفوظة دون تفكر.
لم أرد وقتها ولكنني وعدتها أنني سأناقش مثل هذا الأمر بإستفاضة معها... بعد أن أتحاور معكم في مفردات هذه الجملة وطقوس هذا الفِكر...
-
Lamis Moussa Diabامرأة بـِ أُمة
التعليقات
ليس لي إلا أن أستنجد بواحدة من روائع
جبران خليل جبران ...
و هنالك الذين يعطون ولا يعرفون معنى الألم في عطائهم و لا يتطلبون فرحا و لا يرغبون في إذاعة فضائلهم هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي
بمثل أيدي هؤلاء يتكلم الله و من خلال عيونهم يبتسم على الأرض
جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه
ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك و أنت تعرف حاجته
فإن من يفتح يديه و قلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى من يتقبل عطاياه و الاهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه
...
أبدعت حقا ..بالتوفيق في مقالات أخرى
أصدقاؤنا بهم عيوب أكيد فالكمال لله..ما يعنيي في صديقي هو رؤية جانبه الجميل،ودعمه..وتفهمه،لا أحب اللوم ولا العتاب حتى لا أضع صديقي في موضع تبرير سخيف
العلاقات الإنسانية فن جميل..يستحق منا عناء التعلم..لإسعاد النفس أولا،أنت تجد ما تتوقعه صدقيني رائعتي..وما تخاف منه يقع....
أنت إنسانة عميقة جدا..ورائعة أحلامك وكتاباتك بكل المقاييس..القراءة لك متعة والإقتراب من عالمك أمان
١ ٠ إن مقدار الحب ممن حولنا يظهر جليا .. عند الشدائد
٢ ٠ مقولة (حقيقية نسبيا ... ليس قاعدة ) ، الشى او الشخص ... اذا بعد عنا لفترة ...فإن عاد إلينا واقترب فقد صدقت فعنده المودة ...وإن ابتعد طويلا ... فقد كشف زَيف وِده
٣ ٠ .هل البُعد يزيد الجفاء؟.. ليس في كل الاحوال ... بل احيانا يزيد الشوق ...
٤ ٠ أبدََا لم أقصر معهم فلماذا لا يعاملونني مثلما أعاملهم!.؟؟؟ . الناس تحكمهم طباعهم ... ولديهم فروق شخصية ... تتباين في طرق التعامل ...
٥ ٠ من اجمل واحكم الاستراتيجيات.. في المقال ... تستحقين الحب والإحترام حتى وإن لم تجديه من خارجك فامنحي كل ما تفتقدينه لنفسك، ولا تتخيلي لوهلة أنه شيُُ من أنانية، بل هو من باب إحقاق الحق فإن لنفسكِ عليكي حق....
لميس ..( فكر ... وحس ... ومشاعر ..و تألق دائم .