بلا مقابل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بلا مقابل

عن غياب العطاء الخالص

  نشر في 17 ماي 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

أ تدري ، تلك الهدية الفخمة التي منحتها لرئيسك تملقا، فابتسم ببرود  ثم زج بها في أسفل درج بمكتبه ،

ليتك أهديتها لشخص أجدر ، لذلك الحارس البشوش الذي طالما عبست في وجهه و كأنه هو من  سن يوم الاثنين بداية للأسبوع !  أو لعاملة النظافة تلك التي تمسح الغبار عن مكتبك كل صباح و تجمع كؤوس القهوة التي لم تكلف انت نفسك عناء التخلص منها قبل مغادرة مكتبك...

لكنك لم تفعل لأنه عطاء "بالنسبة لك" بلا مقابل..

و أنت في سيارتك ال " فول  اوبشن"  يقصدك محتاج ، تبحث عن أقل القطع النقدية قيمة لديك ، تفتح النافذة و تمده بالقطعة ، لكنك لا تغلق النافذة  و لا تغادر فورا ، بل تنتظر المقابل! تنتظر أن يمطرك ذلك المسكين فيضا من  الأدعية مقابل ملاليمك المباركة!! حتى أنه قد يساورك الندم ان غادر بهدوء !

بالمناسبة، هو ليس مجبرا على ذلك ، الأصح أن تتبع أنت  عطائك دعاء لله أن يتقبل منك و يغفر تقصيرك ...

على ذكر التقصير، انه فعلا موجع ان كان سهوا لكنه مفجع حين يكون عمدا !

 كتقصير ذلك الاستاذ مخدر  الاعصاب،  يلقن الدروس برتابة  و سطحية مميتة،   يمضي الحصة راكدا يتربع كرسي المكتب بلا روح ، يذخر الطاقة للحصص المهمة، حصص الساعات الإضافية...

و في ضفة أخرى غير بعيدة ، كائن آخر يتربع كرسيا آخر، أكثر رفاهية،  يجعله -للأمانة- بروح ، لكن بلا ضمير! 

فأول درس يتلقاه صديقنا ، أن خدمة المواطنين واجب مقدس، لكن  المواطنين "شيء" نسبي ، متغير غير ثابت ،  يتغير بدلالة ارتفاع المنصب ، فيتحول من "عامة الشعب" عند الحملات الانتخابية  ليختزل في " المقربين أولى" مع أول استراحة في القمة على الكرسي المخملي !

استفحلت في مجتمعنا  النرجسية،  الوصولية  و الانتهازية و صارت المقايضة و المقابل عملة الأغلبية . لا أدري متى سنرقى بأرواحنا و ضمائرنا ، متى سنستأصل هذه الأورام ؟

في انتظار طفرة ما ، تعدل حالنا يوما ما،  لنحاول ما أمكن أن نتعايش بضمير ، فلنخلص في حبنا ، في أعمالنا، في عباداتنا...و  لنخلص نوايانا لله وحده دون البحث عن مقايضة عطاء بثناء . 


  • 10

   نشر في 17 ماي 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

مقال رائع. ٲؤمن ٲن المقابل دائما موجود فقط يجب تحديد مع من نتعامل. ٲن يكون عطاءنا خالصا لوجه الله ٲن تكون تجارتنا مع الله و له فقط. إذا استحضرنا هذه الفكرة سيتغير عطاؤنا و تتغير نتائجه. و سنكون دائما رابحين
0
رجاء حافيضي
تماما أختي، شكرا على المرور العطر ...

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا