الحب موضوع الساعة وكل ساعة في مجالس سواد الشباب تجده في المحادثات،في المجموعات على المواقع الاجتماعية،في المقهى،منهم من يتغنى به و آخرون ينكرونه و قد يتخذونه جسرا نحو مآرب دنيئة،قديما لاطالما كان هذا المسمى ملهما للشعراء و الكتاب،ليكون نتاجهم قصائد و كتب خالدة المعنى عبر الازمنة و اختلاف الامكنة،تجد المعاناةو الافراح في كتاباتهم بين السعادة و الحزن تتختلف قصصهم لكن المتن والكنه واحد و هو الحب.
وكذلك اليوم نجده ،لكن بصيغة الالفية الثالثة ،فهو مستحدث ومحرف على خلاف النسخة القديمة وكذا تلك التي نسمعها بلسان الجيل الذي يسبقنا،لقد اكتسى اليوم صبغة اكثر مادية و حيوانية إلى شكل بعيد وذلك بحكم السائد من صورة سطحية لا تلامس المفهوم السامي للحب في تجلياته العميقة بقدر ما تحاول إسقاطه بشكل مباشر على عالم الاشخاص وربطه بهم.
وليس في الامر نكران لخاصية التشارك التي تعطي الحلة الابهى للحب لكنه نكران لكل نظرةواهنة لم تنطلق من الاسس المتينة والمعاني الحقيقة المرادفة لهذا المفهموم منذ الازل،وهذا الخلل في النظر ماجعل هذا الكائن السامي يكتسي حلة باهتة في المقابل،والخاصة كل الخاصة لدى شباب اليوم.
وبالعودة إلى سيرورة الزمن فالتاريخ مليء بقصص العاشقين على إختلاف كؤوس العشق التي شربوا منها سواء تلك التي نالها منهم العلقم او تلكم التي جادت بالعسل،وفي هذا الزمن ايضا نفس الشيء فالقصة لها متن واحد شخصان والمتغير فيها زمن ومكان و أطراف و النتيجة ثنائية إما سرور و اما غبن مع كثافة لهذه الاخيرة،ومن منا لم يعش هذين؟ لاأحد طبعا ،وفي كلا الحالتين نجد الصيغة الالفية للصورة الجديدة للحب التي اصبحت مختزلة في الصور و الاغاني وكذا المنشورات الفايسبوكية التي تبعث على التقزز في بعضها،ذلك ان هنالك جانبا من الخصوصية في الامر يفهم بشكل خاطيء ،فليس كل محسوس جدير بالنشراو التشارك حتى الحب نفسه قد يكون ساميا حينما لايشارك فليس دائما الطرف المحبوب كائنا يجيب نداء الحب وليس بالضرورة كائنا حيا،ومربط الفرس فيما سلف ان سن الشباب تعد فيه هذه الاشياء من طبيعيات الاشياء التي تحدث غير ان الغير الطبيعي هو عيش هذه الاشياء بصيغة الاستغراق ،فيصبح المرء يومه كغذه الذي هو كذلك صورة عن امسه، لا يقتصر الوجود على شخص محدد بقدر ما ينبني على الذات كقيمة في ذاتها وفي مجتمعها وهنا يمكن تضمين الطرف الاخر .
انت محظوظ عزيزي الشاب(ة) سواء وجدت من تشارك معه شعلة الحب هاته او لا،يكفيك ان تضع نصب عينيك ان الحب مفهوم اخلاقي روحي مبني على قداسة الاحترام و الخلق،تغذيه الاهداف النبيلة و تؤسس له،وقوامه عمل جاد كذلك مبني على ان تكون محبا له بالاساس اي كان مجال عملك،و نبراسه صدق في القول والفعل،عندها يصبح للمفهوم بعد اوسع واشمل بل واصدق،فلا تتعب نفسك بالسعي بين هذا وذاك دونما دراية فالقلب كالليث ولك الا تنسى انه كم من اسد صال وجال في البراري الضارية فروض ليصبح مطيعا وخانعاوكذلك الامر ساري المفعول بالنسبة للقلوب فلايدعها المرء تصول وتجول ايما شاءت،حسبها ان تكون سيرا في درب الخير و الصلاح فلا تقابل الاساءة بمثلها و تعطي ولا تنتظر الاخد،و النتيجة المنطقية لهذا لن تكون سوى الخير ادركناه ام لا ودمتم للمحبة منتجين