حببيتي سلام عليكي أينما كنت، اعلم أنك لم يأذن الله أن تأتي بعد، ولا ادري هل ستأتي يوما ما أم أن الهي له تدابير آخرى، أي كان فإني حقا لدي الكثير لأقوله لك.
فأنا أحبك من أعماق أعماقي، فقد كنت تظهري في منامي بصورة شبه يوميه، لقد رأيتك عدة مرات، بكافة تفاصيلك، رأيت عيناكي العسلية التي اورثتها لكي، شعرك وخديكي و أنفك، حتى رائحتك فيها مألوفة لي تشبهني، تحملين كافة جيناتك مني أنا وأباكي، وهذا يسعدني كثيرا.
رغم أني احترق شوقا لرؤيتك إلا أني أعدك أنك لن تأتي إلا بعد أن أدرك حقيقة هذه المنحة العظيمة التي يهبها الله لمن يشاء، فأنا لا أريدك أن تعيشي في هذه البلد البائس الكاره للحياة والبهجة، أريدك أن تحيي في مجتمع أفضل مما وجدت، أريدك أن تردي ما تشائي، ولكن بعد أن اخبرك بقيمة جسدك فلا يكون متاح للجميع ولكي أن تختاري الطريقة التي تفضلي أن تظهري بها.
أريدك أن تمارسي الرياضة التي تحبيها، دون تعليقات محبطة على سبيل، روحي غطي نفسك، هو دا الحجاب، أريدك أن ترتادي الدراجة إذا ورثتي حبها من والدتك، وأن لا تعبئي كثيرا برأي من حولك.
أريدك جميلة حرة محبة مبتهجة، تقدري قيمة نفسك فلا تعطيها إلا من يستحق، أريدك مطلعة محبة للعلم وللقراءة، سوف احتفظ بجميع كتبي حتي نقرأها سوايا ونتناقش بها، طلما حلمت بصديقة تبادلني حب القراءة، فما أجمل أن تكون الصداقة بين أم وابنتها.
أريدك محبة لوطنك مع سوء أحواله، أريدك صاحبة قضية وحلم عظيم نسعي معا لتحقيقه، أريدك سمحة تقدري اختلافات البشر بل وتخليهم على ما هم عليه دون محاولة لتغييرهم، أريدك ساعية للخير ولرسم البسمة على وشوش البشر.
هناك الكثير من الكلمات التي بداخلي ولا يسعني ان اخرجها في رسالة واحدة حتي لا تصابي بالملل، سأعدك بتكرار رسائلي حتي نقرأها سويا يوما ما.
والدتك المحبة
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم