لبنان على شفا النكبة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لبنان على شفا النكبة

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 05 غشت 2020 .

لبنان على شفا النكبة

...هيام فؤاد ضمرة...


لبنان جنة مقدسة أوعوا تخاطروا فيها

هيدي وصية مكرسة ومجد الرب حاميها

الأنبياء مشيوا على تراباتها

والأرز فوق جبالها حامي شواطئها

اااااااا اه

لبنان رح يرجع والحق ما بموت

والشمس راح تطلع تزين سما بيروت

من هون ما منفل، حصرم بعين الكل

بهالأرض راح نضل لو بقي خمس بيوت

لا تقول بدي روح، وتترك وطن مجروح

والروح لما تروح الجسد بدو يموت

لبنان أيتها الذبيحة على مقصل المتناطحين بالقرون الجوفاء، أيتها القتيلة النازفة بلا رحمة.. أيتها الجريحة على مسرح الموت المجاني أنى لك الزمن ليعافي جراحك والجرج يفتح جرحا يليه في مسلسل يكاد لا يتوقف، ولا ينجز حتى هذه اللحظة نصرا يذكر، أو حتى يحرك أحجار الشطرنج من مكانها باتجاه مقدمة الرقعة، والعدو هو العدو المجرم الخبيث، لا يستخرج لك غير أسوأ سوءاته، ولا يهمه كم وكيف يقتلك يا بيروت، فقلبي اليوم موجوع يكاد يصرخ قهراً وينادي.. أما كفاك جراحا يا بيروت؟..

منذ الحرب الأهلية وبقاء عرابوها بوجوههم المسلوخة، يسرحون ويمرحون وكأنهم كانوا في رحلة استجمام على شواطئ الريفيرا، وعادوا ليستعرضوا لون جلودهم البليدة، وكأنهم ما قتلوا ولا دمروا ولا عاثوا في وطنهم فساداً ولا إفساداً، وطنهم الذي آواهم وآوى من قبلهم أجدادهم، عادوا متخمي الجيوب وقد قبضوا ثمن لعبة الموت وتدميرهم لبنان وذبح البشر وهدم الحجر وتخريب وطن الجمال والحضارة غابات أجمل الشجر..

رحماك إلهي كم صبرت يا لبنان على أفعال الفاعلين وتدميرهم حياة اللبنانيين.. رحماك ربي أما من رحمة على اللبنانيين المتحضرين وقد فجر عدوهم فيهم الطائفية والمللية وقسموا لبنان الصغير كما كعكة للتحلية، وكأن ناسها ينتمون للطوائف والأديان وليس للوطن الذي يمنحهم العز والأمان.

فهل يا ماجدة الرومي ستعودين للغناء لبيروت وتقدمين أغنيتك العظيمة.. يا بيروت؟.. وهل يا جوزيف عطية ستتغني لبنان الجنة المقدسة؟..

ها هم أعظم مجرمي البشرية ومرهبي إنسانها المسالم وقد انتهكوا السلام فيها بأبشع إرهاب وقتلوا المدنيين العزل بدم بارد، ودمروا حضارة بلد يلوذ بالسكينة.. فماذا بقي للبنان من بيروت؟.. ليشهد التاريخ كيف حافظ اللبنانيون عليها، وعلى لبنان الجمال وأهله الذين لطالما تمنوا بكل مصداقية أن يعيشوا أجواء السلام والوئام، ويتعايشون مع بعضهم على تعدد طوائفهم ومللهم، كون من الواجب أن انتماء الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية هو للبنان الوطن وحده.. لبنان الأرض أولا وأخيراً، لبناء مشاعر الانتماء إليه ودعم الوفاء إلى المواطنة له كما يليق بلبنان رمز الشموخ، حيث كل القوانين السماوية والوضعية تحفظ للعبد الحق بممارسة حريتة الدينية وفي علاقته مع ربه، وبالصورة التي يتعبد بها المعبود، ليس للبشر أن يقيموا بعضهم من نواحي طرق عبادتهم ويتجاهلون إنسانيتهم على ما خلقهم الله عليه من تنوع واختلاف، فالإنسان أي إنسان مأمور بإعمار الأرض والحفاظ على إنسانها كان من يكون إلا إذا بادر للعداء..

واليهود كما هي طبيعتهم التاريخية المسجلة عبر سجل طويل من كتب التاريخ، هم مجرمي هذا الكون المتلاعبين بالعقول والأذهان بأكاذيبهم وخططهم الشيطانية، وشرائعهم التي تقودهم للعنف والظلم والتخريب وسرقة الأوطان، وآن للبشرية الحديثة أن تفهمهم وتفهم ميولهم المخبوء والمتدارى وكل دول أوروبا عانت الويل منهم ومن تنكرهم وألاعيب مخابثاتهم وخياناتهم.

فلبنان النقية الناصعة تم تلويثها بالفساد على أنواعه، وأطلقوا الأيادي الخفيفة وليست الخفية بالعبث بموازاتها ومقدراتها، وجعلوها تتجهم حزناً وكمداً على كبريائها الذي كان، فنكبوها بسوء حضورهم، وإهمالات أدوارهم، وقصور إخلاصهم، وتركوها تمور بوجع جرحها وحيدة.

فلبنان منكوبة باستهتار حكامها، واستغفال مواطنها القابع بزوايا الالتزام بالقوانين، مستسلم بكل كيانه لسلامة وطنه، فيما المسؤولين منغمسين بالعمل لمصالحهم الذاتية، وقبولهم كل هبة يقدمها الأعداء تحت تغطية مزيفة تداري وجه الحقيقة الموبوءة بفيروسات الغدر.. لله أنت يا لبنان حتى نداءات التوجع حرموها عليك

فكيف التي من كان أمسها مشرقاً بأنوار العلم والوعي والحضارة، لتتحول من باريس الشرق إلى بؤرة فساده الموبوء، فيتزايد انهياره بشكل مضطرد ويطول لقمة الإنسان اللبناني وعلاجه وتعليم أبناءه، فتتحول الحياة إلى معاناة مرهقة تسرق منه سلامه وهناءه واليوم أمنه.

اليوم تتحول مدينة السلام للانهزام أمام آلة الغدر المجنون، والسقوط المدوي بالخراب، لتتحول بيروت العاصمة إلى مقبرة المنكوبين منذ عشرات السنين، هيروشيما القرن اللا إنسانية، حين تحولت بيروت لمدينة منصهرة بلا معالم ولا أنفاس بشر بدائرة امتدت ل 8كم وربما لضعف هذا بكثير، أي هول هذا الذي صنعته دولة احتلال قاتلة للبشر ومدمرة للحضارة والحجر، من أصيب هم المدنيون ومصالحهم فأين عدالة هيئة الأمم المتحدة؟.. وأين دور من تتصدر عملية الصلح وصنع السلام بوزن الأمور بميزانين مختلفين امعاناً بالظلم والعنصرية.

هكذا تجد لبنان نفسها معصورة كحبة الليمون فلم يستطع مسؤولها فيما هو يزداد ثراءاً، أن ينقذ الناس من فقر مدقع وجفاف مقلع يزداد تكبيلا واختناقا، لم يستطع استرجاع تشغيل محطة الكهرباء بكامل طاقتها التي دمرتها دولة الظلم والإرهاب والاحتلال الصهيونية، فبأي مصداقية سيستطيعون استرجاع ما دمره انفجار اليوم الرهيب الذي بدا لنا قريبا من انفجار ذري عاتي، والأنكى قريباً من مخازن القمح ومن احتياطها الاستراتيجي الذي يزود احتياجات المواطنين، والميناء بوابتها الوحيدة إلى العالم عن طريقه تستقبل السفن المحملة باحتياجاتها من الغذاء والدواء ومتطلبات المعيشة، فحدودها البرية مع سوريا مغلقة منذ اكثر من عشر سنوات.. مسكين أنت أيها المواطن اللبناني المنكوب يحاصرك الخطر من كل جانب.. فقد وقعت بين مخالب الضيق، فمن أي كابوس رهيب ستستفيق؟.

فهل سيعودون إلى إسماع المواطن اللبناني الخطب الرنانة؟.. ويخدروا حواسه من جديد؟.. وماذا يملك الناس لاسترجاع الذي فقدوه ما داموا غير قادرين على توفير لقمة عيشهم ومعاشهم وثمن دواءهم وكسوتهم وتعليم أبنائهم، فقد شبع المواطن اللبناني خطباً يتردد صداها بالأصقاع، ولم ترى عينه عملا ما على أرض الواقع يؤكد حسن النوايا أو المصداقية، كما استوفى عقله شحناً وبرمجة على الأعصاب، ولم يتحسس ما يعيد له توازن نظم معيشته، وبات لا يستوعب أكثر مما استوعب، فكان عليه أن يعيش كل يوم المعاناة تحت التهديد، ويتلقى الوعيد إثر الوعيد، يعيش الانتظار الممل على ما ستؤول عليه أحوال حزب الله ومن ورائه ايران، وفي مقابلهم العدو اللدود دولة الاحتلال الصهيوني..

فهل تراها ايران الثرية ماليًا والمتسببة بالكثير من نكبات اللبنانيين قدمت ما يعوضهم مثالاً على ذلك عونهم على بناء محطة كهرباء واسترجاع خدمة مهمة فقدوها بسبب حرب يقودها حزبها، والتي حين دمرها اليهود بكى رئيس دولة لبنان وهو يشهد إعادة بلده إلى زمن التخلف بتخريب أدوات حضارتها، فكيف نلومه ولبنان يعاني بشدة الضائقة المالية وخلو الخزينة من المال فكيف سيتدبر أمر تشغيلها والدمار بات كاملا، والعدو أصبح أكثر وقاحة على استخدام العنف والإرهاب ضد المدنيين.

فليرينا من بسببهم حصل ما حصل في مواجهة غير متكافئة مع أخبث عدو لا إنساني جاء محتلا وطنا ويقتل شعوبا دون أن تطرف له عين، ماذا سيفعلون وما الذي سيقدمونه لهذا الشعب الصبور الذي ما زال يصبر ويحتسب رغم مشارفته على الاختناق؟.. فلم لا تتحرك ايران لانقاذهم قبل فوات الأوان.. ما الذي يمنعها؟..

لا اعتقد أن أمريكا سيصحوا ضميرها وتنفض عنها زيفها وتتصرف هي الأخرى بالإنسانية اللائقة، إن أرادت حقا أن تحكم العالم، فكيف لدولة عظمى أن تتحول إلى خادم منصاع لسيده الذي هو دولة احتلال يتزعمها رئيس عصابة قاتل ومجنون

ما أراه حقا أن العرب ليسوا إلا يعيشون زمن ذوبانهم في محلول تغريبهم فيكتسحهم اخطر فيروس يحولهم عن بشريتهم، ويذيب فيهم عروبتهم، ويجفف دماءهم بأوصالهم حتى صرنا نحتاج ضوء الحكيم حتى نعثر على الانتماء والوفاء للعروبة، فبأي شيء يبقى فيهم شرف الانتساب لأصل الدماء ودين الاسلام دين الحقيقة والقناعة هجروه وهجروا مبادئه العظيمة.

فطوبى للصابرين الثابتين على انتمائهم اللبناني رغم الاختناق، طوبى للمكلومين الذين فقدوا أحد أفراد أسرتهم وغار ألم الفقد إلى أعمق أعماقهم.. وتعازينا القلبية الحارة للشعب الصابر عن ضحايا الانفجار الشهداء.. ودعوات صادقة بالشفاء للجرحى والمتعرضين للإعاقة وهم على ما اعتقد الأشد ايلاما وعذابا وقد تحطمت أحلامهم وتدمرت حياتهم وصاروا عالة على غيرهم بعدما كانوا مسؤولين معطائين

هل حقا اسرائيل مذهولة من حجم ضربتها الكيدية العظمى، لا أظنها إلا متفاجئة لحجم الضرر من العملية الشيطانية الإرهابية التي حولت مدينة كاملة إلى دمار شامل، وقتلت ضحايا أبرياء آمنين بحجم معركة عظمى.. فماذا يقول ترامب حول بشاعة هذه العملية الإرهابية التي استهدفت المدنيين العزل الأبرياء؟.. فأين باعتقادها الإرهاب الحقيقي الذي يستهدف المدنينيين الآمنين غير المدربين عسكريا كما المواطن الاسرائيلي، أين الإرهاب الحقيقي فيما تمارسه دولة الاحتلال الشيطانة والموت يتناثر برائحة الكيد؟.. وأي حماية لنفسها تدعيها وهي دولة احتلال قاتلة تمارس أشد أعمال العنف البشري والجماعي ايلاما؟

فانهضوا أيها العرب من سباتكم.. على الأخص بعض المضللين من أهل الخليج الذين ظنوا العدو ممكن أن يتحول لحمل صغير مسالم، فانظروا أي سلام يأتيكم من دولة عدوة تحتل وطنا عربياً ومدينة مقدسة عند المسلمين، ومسجدا تاريخيا اسلاميا كان معراجا لرسول الله عليه أفضل السلام.. فهل يهزكم هذا الاعتداء الكيدي على المدنيين الآمنين فتستيقظ فيكم عروبتكم ولا تغيبكم لغة المصالح الكذوبة التي يستخدمها ثنائي الشر أمريكا وإسرائيل؟



  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 05 غشت 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا