آه آه آه تعبت، تعبت من المسئولية، كم أتمنى أن أرجع لطفولتي وأيام صبايا، الأيام التي كان المرء فيها لا يبالي لما يحدث حوله ولا يكترث لأي أحد مهما كان.
كم كانت أيام جميلة، بعيدة عن المسئولية والحزن والتفكير طوال الوقت، كم كان لا يزعجني فيها أي شيء غير تكرار الأسئلة، والتنبيه من أمي؛ التي كانت تخاف عليا وتوجهني ولكن بطريقتها واسلوبها، كم كانت توبخني لأنها تريد مني أن أكون مسئولة أكثر مما كنت عليه، ربما لأنها تريدني أفضل منها وتتمنى لي الخير، فكانت كثيراً ما ترشدني، لكني ومع صغر عقلي كنت أتضايق، ولكن عندما أفكر في هذا، أضحك وأفهُم وضعَ ابني من كثرة كلامي معه، وشعور الضجر على وجهه يضحكني، ربما يريد أن يقول لي: «ارحميني بقا!».
- «أكان هذا هو كل ما يضايقك في عمرك الضائع؟»
- « بلى هذا».
أريدُ أن أرجع لهذا الوقت، أريد أن أنسى الهم والمسئولية، أريد ألا أكون مسئولة عن أحد، ألا يكون ورائي عملا يجب إنهاؤه، ألا أحاسبَ إن قصرتُ، أريد أن أعيش خالية البال، لا أفكر بمن حولي وما يحدث.