ليس كُل اهتمام يُنتَظر
برأيك من يجد الاهتمام والحب والدفء ويرغب عنه ؟
نشر في 26 يوليوز 2016 .
أن يهتم شخص ما بتفاصيلك، أن يغوض في غياهب روحك دون أن يخشى الغرق، تجده دائماً وقت حاجتك إليه، أن يعرف أسرارك من كبيرها وصغيرها، يساعدك في حل مشاكلك التافهه في نظر الجميع، أن يرى عيوبك ويتقبلها ويرى ميزاتك وينميها، أن يحتويك .
وفي لحظة ما، يظهر لك الجانب المظلم من شخصيته، تجده يستخدم ما يعرفه عنك ضدك وبكل ضراوة، وبالرغم من وجوده، يصبح فجأة كالسراب أمام عينيك، لم تعد تستطيع رؤيته !
في لقطة أخرى بكاميرا حياتك ، عندما يتملك شخص ما حياتك بأكملها وتجده يبتعد بدون أسباب منطقية وبتركه لروحك تتخبط بحثاً عنه بعد اختفائه تتشوش صورته في مرآة عينيك كلما زاد الوقت وطال العمر، حتى لا يبقى منه سوى صوت حديثه الخالي من كل ما كان يجذبك إليه .
يُصبح الاهتمام حينها كالقهوة الباردة، برغم حبك الشديد لها إلا أن برودتها أزالت كل ما تبقى من عبقها الفواح وطعمها الدافئ الجميل ..
ومَن منا لم يجرب شعور عودة الغائب بعد أن رغبنا عنه ؟
ومَن منا لم يعاني وحشة الإهتمام بعد التخلِّي ؟
لذلك فالأسلم لقلبك يا صديقي ألا تتعلق كلياً، أعطِ روحك مساحة من الحرية والمتنفس، حتى تقلل الآلام وتستطيع العودة إليها في أي وقت بأقل الخسائر ، وإنتبه لنفسك ألا تكون واحداً ممن يسببون الآلام للآخرين حتى لا يعود ذلك عليك في وقت من الأوقات بالمثل فالدنيا تدور .
بالإضافة، كُن بلسماً لجروح الآخرين، لا تترك محتاجاً لمن يقف بجانبه، لا تبتعد عن من هم بحاجة إليك، وكُن على ثقة بأن ظهرك في الدنيا - بعد الله عز وجل - سيظهر عاجلاً أو آجلاً من أجلك وفي وقته الصحيح .
وتذكر : قِف بجانبك :)
-
داليا هانيلست كاتبة ، فقط أوظف ما تعلمته في تحويل مشاعري لكلمات لعلها تفيد أحداً أو تمس روح آخر أو تترك أثراً طيباً ، وتنقلني من عناء التفكير لعناء الكتابة واختيار الكلمات والأخير أفضل بكثير :)
التعليقات
نسأل الله ان يهدينا للتي هي اقوم