الوصال المُعلَّق
-
نشر في 21 أكتوبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
الوِصال المٌعلَّقُ
بقلم : محمد خلوقي
**** **** ****. ****
حِينَ غَطَّى الإسْفَلْت كُلَّ الطُّرُقَاتِ، وَتَطَاوَلَتْ فِي العٌلا العِمَارَاتُ الشَّاهِقَاتُ الفَارِغَاتُ دُونَ حَيَاءٍ.. بَكَى التُّرَابُ شَوْقًا الى بَلَلِ القَطْرِ، وحنينا الى نَور الزهر، و حاجة الى دفء الشمس ..ونُفخ في البوق ان العشق المشتعل بينهما ممنوع ، لكن الشهوة بينهما فِطرة لن تنقطع ..فأمسى كل يحلم بالآخر ويشتهيه في صمْت ، ونار الفرقة والتفرقة بينهما تكوي الجوانح، والرجاء يغذي فيهماالجوارح، ويبشر بيوم عاصب لهيبه قاهر ومُحرِق، يُذيب الإسفلت عن كل الطرقات و يطهر الممرات ، والمنعرجات ، ورديفه زلزال عنيف يُقبر تلك الشاهقات .الفارغات ..والحلم المنشود دائما ان يعلو غٌبار التراب فضاء السماء .. ويعانق فيه النقع سٌحٌب الماء ..ويَنبٌت الحَبُّ عن الحٌبِّ النصرَ والضياءَ ..
للاسف ..!! حلم الوصال حتى الان اجنحته مقصوصة لم يظهر لها ،بعدُ ،اثرُ المَنْبت ، .. وصرخة الكلام منه مبحوحة يخنق صوتَها السوط ...
إن الالم من الوضع قائم وصادم ..لكن الرجاء في تحقق الشفاء والمعافاة من هذه المعاناة قائم و قادم .وزمن الإسفلت لا محالة ذائب والشاهقات لا مَحالة ساقطات ،وزمنها ذاهب ، ...والوصال المعلق بين التراب والماء والحبَّات لا محالة قادم وآت .. لان تحت الإسفلت ترابا وحَبّا نقيا معشوقا ، وفوق الشاهقات مطرا ندِيا عاشقا.. فمن الحمق ان يحُول الوسط النابث بين الأعلى والأدنى التابث .