عزيزي الكاتب عذرا ..انت فاشل!!!
*في وقت ما ، سيكون أول ما يضعه الكاتب هو النقطة.. سيكون قد عرف معنى أن تهدر الفواصل دون جدوى!!*
أو لأنه آثر أن يلتقي ذاته في الدقيقة السبعين من اليوم الثامن من كل أسبوع، في الشهر الثالث عشر من السنة، جانيا محصول ثماره في خريف تلك السنة!!
*لا بد من البدء بفقدان الذاكرة لكي ننتبه الى ان هذه الذاكرة هي التي تكون حياتنا*
يحاول الكاتب بعجزه تخيل صورة عجائبية في نصه..يستحضر لغة لا تنطق بذاتها،وإنما ينطق بها الكاتب نفسه مع من يقرأ ما كتب..مع من يتمعن في حروفه، ثم يحاول أن يجعلها واقعاً،ثم يدرك أنه يعيش حلما صادما؛ فنص لا يقرأ يصبح نصا عقيما باليا لا حياة فيه!
*إن بعض القراء مقيدون تماما بأفكارهم لدرجة انهم لا يستطيعون تغييرها . .ان لم يولدوا من جديد!!*
إن جل الاهتمام يكمن في الحقيقة وليس في القشور التي نراها .. بل في ذلك اللب الذي يكمن وراء تلك القشور؟!
لطالما حاول الكاتب - بعد غياب - بعد أن غزاه الاكتئاب العودة إلى كلماته، ولطالما تملكه الشوق لحروف تلك الكلمات، تماما كاشتياق مغترب إلى منزله القديم.. تملكه شوق النوم بين تلك الحروف،محاولا تلمس روحه بين ثناياها،بأصابع مبللة بالحنين!!
سرعان ما يعود للوقوف على أطلال ما كتب ..متأملا كلمات قد أكل الدهر عليها وشرب ، ثم يعود فاغرا فاه يمشط ذكرى طويلة..محتضنا سعادة صغيرة لاح طيفها كانت مختبئة بين خصلاتها!!
في خضم تلك السعادة الصغيرة يأتيه صوت يهمس في أذنه، يخترق ثنايا روحه قائلاً:
*عزيزي الكاتب، عذرا أنت فاشل*
تأتي تلك الكلمات كالصاعقة لتشعره أنه نقيض ما هو عليه، وينعكس عنه نقيض ما يكنه..تزرع فيه شعورا فلا يعلم هل هو بين البشاشة والوجوم،وبين التراجع والهجوم..بين الشعور واللاشعور، وبين الجدية والفتور؟!
*أليس هو السائل الذي يحاول أن يحمل جوابه معه، والحائر الذي يبحث عن طريقه..أليس هو الصحراء التي تبحث عن المطر لترتوي ؟؟!!*
يصبح حرا من لا ينتظر شيئاً، ويصبح أكثر حرية من يكتب لنفسه اولا ولا ينتظر أن يقرأ الاخرون ما كتب..ويبقى سيل الحروف يتدفق مرسلا رسائل كافية كي توصل معنى * الفكرة الحركة* كانت قد خطت بلمسة يد حنونة!!
*بعض الكلمات إن قيلت تفقد سموها وتدخل دائرة الابتذال فتفقد معناها ورقيها..التلميح هو العجز اللغوي الأكثر جاذبية.*
الكاتب يحاول التقدم نحو المستقبل عابرا وجوه الآخرين في مناخ حروف جديدة..متأبطا كلمات لم تألفها الأسماع ولا العقول ولا القلوب..أو هكذا يظن!!
إن في البعد العميق من نفسه ثمة حاجة لأن يولد شيء ما ..فكرة التجديد تلاحقه كظله..ثم يأتيه صوت بعيد كالصاعقة :
*عذرا عزيزي الكاتب..انت فاشل*
ماهر (باكير) دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
نعم لا أقول ان هناك كتابا ليسو ا فاشلين
الكاتب الفاشل ،في نظري هو ذلك الشخص الذي يقف عند نقطة منتظرا تقدير الآخرين ،و لا يحاول العمل على نفسه و تطوير ذاته
رأي الآخرين و انتقاداتهم تبقى مسألة نسبية
لا علاقة لها بفشل الكاتب ،فكم من تافهين جعلهم بعض الحمقى عباقرة و مبدعين ..
موضوع يستحق التأمل حقا ، ابدعت اخي
بالتوفيق
لا لستَ فاشلاً حين تكتب لحفنة من الشغوفين بأرقى الكلام وأنبل الفِكَر.
لكنكَ ستصبح حتماً فاشلاً حين تنتظر أن يقرأ الاخرون ما كتبت.
مقالة جميلة جداً.
لكن... هناك من يستوعب حروفنا وتتآلف مع حروفه فيصبح فهم هذه الكتابة لينا وسهلا ورائعا ومعبرا... وبالتالي يصبح الكاتب هو كاتب مفضل لنا. وقد يحدث العكس...
لذا أعود وأقول.. ليس هناك كاتب فاشل أو ناجح... لكل كاتب من يقرأ له.
دمت بخير أستاذنا الفاضل...