جيبوتي شعب وتاريخ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جيبوتي شعب وتاريخ

السلام عليكم

  نشر في 14 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

تقع جيبوتي في شرق إفريقيا على ساحل البحر الأحمر وتتميز بالميناء التجاري الضخم وتتميز بالثروة صيد السمك وتصدير الحيوانات كالإبل والأغنام يسودها المناخ المعتدل في الشتاء وحار في الصيف وتقع في منطقة وعرة تقظيها الجبال ولا سيما المناطق الداخلية وسكانها يتميزون بالحلم والآناة وحسن الضيافة وإغاثة الملهوفين يعيش فيها المكونان الأصليان الأساسيان هما عيسى والعنفر وهناك أيضا الجاليتان الصومالية واليمنية التي تحظى بالإحترام والتقدير وسط هذه الأمة العريقة والإسلام يشكل فيها نسبة كبيرة ويدينه السواد الأعظم من البشر وهناك بعض النصارى يدينون على الكاثولكية والأرثودكسية

ويقسم فيها الحكم على النظام القبلي يتم على ضوئه توزيع الحقائب الوزارية على جميع الأطياف الشعب ومكوناته الأساسية تحت مظلة الديمقراطية والشورى والشعب يصدر عنه بالرضى والقناعة والخير ما اطمأنت إليه النفس ورضي به الجميع إذا ليست هناك قوانين ونصوص تحدد للبشرية منهج السياسة المرجوة من القيادة العامة والكل يسعى ويجد على مقدار فهمه وإدراكه للاستنباط أسس السياسة من الكتاب والسنة مع مراعاة عنصرين أساسيين للحياة هما العدل والمساواة

نشأت جيبوتي في أواسط القرن الثامن عشر حين نزل الجنود الفرنسيون في مدينة أبخ في شمال البلاد وتصالح مع سكانها القاطنين هناك وأسست المدينة على أعتاب اتفاقية أبرمت بين السكان والفرنسيين وبسط نفوده هناك في أبخ

وبعد فترة من الزمن شد رحاله وانطلق مع حفنة من الجنود إلى ساحل البحر الأحمر واستقر في منطقة دوراله وجعل أبخ عاصمة تتركز فيها جنوده وبعد مشاورات مع وجهاء وعقلاء من منطقة دوراله استقر له الأمر فيها وكانت جيبوتي آنذاك منطقة كثيرة السبخات تعيش فيها الجمال والإبل وتصعب الحياة فيها بسبب جوها الحار وملوحة مياهها وبعد عقد المواثيق وإبرام الاتفاقيات سمح للفرنسيين النزول على ساحل البحر الأحمر وسميت الأرض ساحل الصومال وبدأ لأهل الأرض عهد جديد واستعمر الفرنسيون الأرض وبدؤوا ببناء محطة القطار وبنو هناك شققا لعمال السكة الحديدية ودخلت المنطقة في طور البناء والتشييد وجاء الناس من كل حدب وصوب باحثين عن العمل ولقمة العيش فجاؤوا من الصومال واثيوبيا وعن أبخ واجتمعت الأخلاط والأجناس المختلفة في البلاد وغير اسم ساحل الصومال إلى اسم جديد يرمز إليه القبائل الأصلية في المنطقة وهو حدود عيسى والعنفر وشاع خبر بناء الوطن حتى ساهم فيه من كان في سطح الأرض من اليهود وأعوانهم وشيد المصانع التجارية والمؤسسات التعليمية والاجتماعية وصارت البلاد نقطة الإلتقاء في التجارة بحكم المرفأ التجاري وسكة الحديدية الممتدة بين جيبوتي وإثيوبيا وبعد ذالك أصبحت البلاد خاضعة للاستعمار الفرنسي

بعد حقبة من الزمن وكانت المنطقة كلها تحت الاستعمار سواء أكان الاستعمار الفرنسي أو الاستعمار الانجليزي أو الاستعمار الإيطالي علما بأن افريقيا كلها كانت تئن تحت وطأة الاستعمار

ونهضت الشعوب من السبات العميق الذي دام معها مدة طويلة وأخدت تبحث عن هويتها وحياتها المسلوبة ونثر ثوب الذل والهوان لهؤلاء الغزاة الطامعين خيرات بلادهم وقد شبعوا عنها وثارت الشعوب ضدها وفار التنور وبلغ السيل الزبى وبعد عراك طويل ونضال دام بينهم تحقق فيها النصر ورسمت تباشير الفرح والسرور على جبين الشعوب المناضلة ونالت معظم الدول حريتها واستقلالها في عام 1960 في أواسط القرن التاسع عشر وحررت الأرض من هذا العدو الغاشم بعد أن حكم البلاد قرابة قرن من الزمن .

أما شقيقتهم جيبوتي فقد بقيت تحت مخالب الاستعمار الفرنسي وظلمه ثم صاح الشعب وناضل ضد الاستعمار وخرجت الأجيال شبابها وشيوخها إلى الشوارع تنادي بأعلى صوتها الحرية الحرية وبدأت عاصفة الحرية تهب في العاصمة وتفرق الشعب لمواجهة الاستعمار بكل ما اوتي من قوة وحيلة تارة بالفكر والحوار في المحافل الدولية بقيادة رجال برعوا في السياسة ووردوا من مواردها وتارة بالضرب والتنكيل لرعاياهم وعملائهم وذاق الشعب مرارة العذاب والتنكيل والتشريد وكثر القتل وأصبحت الشوارع والزقازيق ممتلئة بالأموات والجثث الهامدة من أبناء هذا الوطن الذين نذروا أنفسهم لتحرير البلاد والعباد حاملين في أكفهم الأحجار والعصي يواجهون العدو بالصدور العارية أمام البنادق والدبابات منشدين بقول القائل

إذا أراد الشعب يوما حياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد للقيد أن ينكسر

وبعد نضال عويص وحرب ضروس ذهبت أنفس غالية على أهلها خرج الشعب على الشوارع منتصرا وسط ليلة قمرية وعمت الأفراح في البلاد ولبس الشعب ثوب الحرية والاعتزاز وخلع ثوب الذل والهوان وخرجت الجحافل في الأسواق وكل يغني على ليلاه وزفت الحياة وتنفس الناس السعداء وذهب الخوف والفزع في تمام يوم الاثنين 27/6/1977

رفع العلم المنشود ونزع العلم الممقوت

بقدر الكد تكسب المعالي                                                    ومن طلب العلى سهر اليالي

ولكن لم تكتمل الفرحة بسبب غياب الرجال يشهد لهم التاريخ بأعمالهم الجليلة لأجل هذا الوطن وذالك في أيام الحروب مع هذا الاستعمار سنذكرهم في كتب التاريخ السود لتعي الأجيال المتلاحقة مقدار جهودهم الجبارة التي دخلوا لأجل البلاد حتى لا نبخس في شأنهم ولا نقلل أعمالهم فهم أغنياء عن التعريف فمنهم حي وشهيد فقد قدموا أروع البطولات في ميادين القتال ولقوا حتفهم وهم يؤدون واجبهم الوطني ولسان حالهم يردد

إذا كان من الموت بد                                                                  فمن العجز إن تموت جبانا

عش عزيزا أو مت كريما                                                           بين طعن القنا وخفق البنود

وبعد الاستقلال والحرية بدأت البلاد تتنعم في ظل الحرية والاستقلال وبدأ أبناءها يشمرون عن سواعد الجد لبناء الوطن وتقديم الأفضل في الحياة فنثروا ثوب العجز والكسل ولبسوا ثوب التقدم والازدهار فنشطت مرافق الدولة بشتى أنواعها سواء كانت مرافق تجارية أو ثقافية أو سياسية أو مالية ودخل الناس في معترك الحياة وسادت الألفة والمحبة بين الشعب لأنهم خرجوا عن كهوف مظلمة من ظلم وقتل وتشريد دائم

وبدأت العاصمة تتطلع إلى فجر جديد من التقدم في جميع نواحي الحياة ففتحت المدارس والمعاهد واستتب الأمن في ربوع البلاد وبأت المحلات التجارية أعمالها ليلا ونهارا ورنَ جرس الحياة في الأسواق المدينة وبعد الاستقلال هرول العالم واتجه نحو جيبوتي طمعا بالاستثمار التجاري فيها ففتحت البنوك التجارية والاستثمارية وانفتح اقتصادها نحو العالم وأصبحت محطة التبادل التجاري بين القارات بحكم موقعها الجغرافي المطل على البحر الأحمر وبدأ الميناء أعماله الحثيثة ورست السفن والعبارات محملة بالبضائع في شتى أنواعها وترى فيه عيونا ساهرة للعمل ولا تتوقف فيه وتيرة الأعمال ليلا ونهارا ونشط ونما الاقتصاد في البلاد واستبشر الناس بالخير والبركة بعد العهد النكال والنضال

فلا نامت أعين الجبناء

تختزل جيبوتي مكانة مرموقة وسط هذا المجتمع العالمي وشعوب المنطقة وتعتبر حاضنة تلتقي فيها الأفئدة المفجوعة فهي المأوى المساكين والمشردين من أبناء المنطقة قرن إفريقيا وهي الأم الحنون تحن لها النفوس والقلوب والأبدان فهي بلد أمين والسلام أمن من جاءها من الخوف ومرارة الجوع فقد حباها الله شعبا مرموقا يحب السلام ويعشق الوئام وينبذ التعصب والعنصرية الممقوته فهو شعب يوزن بالذهب الخالص شعب يأنس السلام ويكره الحروب وينآها عن نفسه فهو شعب أصيل رغم تنوع انتمائه القبلي إلا أنه يوحدهم حب السلام وتفانيه بها وثقافة السلام عريقة فيه ورثوا كابر عن كابر يشهد لهم رئيسهم ذالك حيث قال في إحدى المناسبات (ليس عندنا ذهب الأسود ولا أبيض ولكن عندنا شعب يوزن بالذهب اللامع) إنه شعب عريق ينطوي تحت مظلة الإخاء لم تجد فيه الصفات السيئة التي تهدم البلاد وتقتل النفوس مكانا في حياته يمد يد العون والمساعدة لإخوانه المتضررين بالحروب من الصومال واليمن كرماء في النوازل الشرفاء في ميادين العطاء أنهم شعب عرفوا الزمان وعرفهم استفادوا من تجارب إخوانهم وكانت سماتهم وصفاتهم السابقة خير عون لهم في مشوار حياتهم وثقافتهم الإسلامية خير معين لهم والتدين والتمدن من صفاتهم المرسومة على محياهم يميزون بين الصديق والعدو والصدق والكذب بين ليلة وضحاها يعجز القلم تعداد صفاتهم النبيلة يدونها منهم التاريخ والزمان بصمت وسكوت 



  • المنتصر بالله
    أنا اسمي المنتصر بالله عندي أربعة أطفال أجتهد في عملي وأقوم بتدريس أولادي في المساء
   نشر في 14 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

جميل
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا