العدوان الثلاثي بل الرباعي الجديد.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العدوان الثلاثي بل الرباعي الجديد..

العدوان الثلاثي الجديد..

  نشر في 16 أبريل 2018 .

العدوان الثلاثي الجديد..

هيام فؤاد ضمرة..

لم يكن قرار ضرب سوريا متسرعاً في تطبيقة على ما ظهر لنا في ذلك رغم أنّ أمر ضرب سوريا مبيَّت منذ زمن ليس بالقصير بين الثلاثي الاستعماري الجديد أمريكا وفرنسا وبريطانيا، فالأمر مبيت إنما الأمور كانت تجري على مراحلها المتتابعة مرحلة فمرحلة، سبع سنوات احترقت خلالها مراحل عديدة وتدمرت أثناءها مدن بأكملها فوق سكانها المسالمين العزَّل ومئات أجساد الأطفال الرضع انتشلت من تحت ركام الأنقاض ومئات البراميل المتفجرة أسقطت على مدن وقرى سوريا ولم يتحرك ضمير المستعمرين الذين يدعون اليوم أنهم قد دبت فيهم الحياة وتحرك ضميرهم فجأة بين ليلة وضحاها، فالضمائر الاستعمارية وحدها القادرة على استعادة الحياة بعد الممات، لتميته مصالحه ثانية وسريعا في لحظات حين يتحول إليها الدور وتصبح هي المسيطرة التي بيدها نشر الموت الزؤام ..

في واقع الأمر كان جيش التحالف قد حدد ثلاثون موقعا استراتيجياً لاستهدافه وضربه بالصواريخ المجنحة الذكية من فوق سطح البارجات البحرية الأمريكية على ما تداولته الأخبار، واستنفرت المطارات والقواعد العسكرية الفرنسية والبريطانية والأمريكية تلك المنتشرة ضمن الدائرة المحيطة بسوريا لتكون على أهبة الاستعداد حين الحاجة للمدد.. فعلى أي الأسس تم اختيار تلك المواقع داخل دمشق ومحيطها؟

ما الذي أرادت بالضبط أمريكا ومن لف في دائرتها أن يتدمر في سوريا؟

هل هو قصر الرئيس الأسد لضمان التخلص منه؟.. هل هي مؤسسات الدولة الفاعلة؟.. هل هي المطارات العسكرية ومخازن الأسلحة الممتلئة بالسلاح الخطر؟.. أم هي القواعد الروسية والايرانية تلك الداعمة لنظام الرئيس الأسد؟؟

الغريب في الأمر أنّ الصواريخ المجنحة الأمريكية الذكية لم تستهدف ما ينهي وجود الرئيس الأسد أو يخلخل نظام حكمه.. إنما استهدفت كل ما هو عسكري إضافة لاستهدافها مركز البحوث العلمية السوري في برزة دمشق دون أنْ يحرك الجيش الروسي ساكناً ودون أنْ يستخدم صواريخه التي بها قتل الشعب السوري بأطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه، تحت حجة الأدعاء على أن مركز البحوث هو الذي يجري به تحضير السلاح الكيميائي، وقد فاجأتهم الاستعدادات السورية رغم سرعة الضربة التي استمرت ل 50 دقيقة فقط ،أصابت فيها تسع مواقع حيوية في النظام الدفاعي، فهل ستكتفي أمريكا بهذا القدر وتترك ما حددته من المواقع الباقية؟.. وهل حقاً قوة التصدي التي تحدثت عنها دمشق قد منعت القوة الأمريكية من إكمال مخططها التدميري؟.. مكتفية بالاعتراف على أنها نجحت بإسقاط 13 صاروخا قبل وصولها لأهدافها؟.. فأين تكمن الحقيقة ومن منا يدركها على صدقها أم عدمه؟.. ولماذا ابتعد الدور الروسي واستكان في مخابيه خلال الضربة الثلاثية العدائية؟ وكان الجيش الروسي أوقف نفسه لعدة أشهر في حصد المواطنين السوريين وهدم المدن فوق رؤوسهم تحت حجة إبادة الدواعش، وعلى الرغم من اعلان قائد الأركان الأمريكي الجنرال جو دانفور أن العدوان الثلاثي قد أدى مهمته ولم يعد هناك حاجة لضربات أخرى، وأنّ مهمتهم في ضرب برنامج الأسلحة الكيميائية قد اكتملت وبذلك انتهت المهمة.

إذن الذي كان مستهدفاً حقا هو قدرات النظام السوري وليس الرئيس السوري قاتل شعبه كما باتوا يطلقون عليه، فقدرات النظام السوري القتالية هي من تهدد نظام أمن العدو الاسرائيلي المحتل وليس الشعب السوري الذى لاقى الويلات في هذه الحرب من كل الأطراف المتكالبة عليه والثورة الفعلية ضاعت بين رؤوس الحراب المتكاثرة على الخاصرة السورية، انهالت عليه الويلات من جيش نظام الحكم ومن مقاتلي داعش الذي ثبت أنه وليد يهودي منأب يهودي وأم أمريكية أو العكس، ومن الجيش الروسي وأخيراً من جيوش التحالف الثلاثي الأمريكي والبريطاني والفرنسي ومئة بالمئة هناك طرف رابع لم يعلن عنه رسمياً بعد، ألا وهو الطرف الصهيوني صاحب المصلحة الأولى والأخيرة، دول جميعها عاشت على لحم الشعوب المستضعفة تغرس أنيابها فيهم لتمتص دمائهم، وتاريخهم جميعا منغمس بدماء الشعوب المستهدفة للاستمعمار وامتصاص خيراتها الاقصادية حتى القطرة الأخيرة.

ما عدنا نستغرب الموقف العربي وقد تسابقت فيه الدول العربية والخليجية بصفة خاصة على إعلان تأييدها للضربة الثلاثية أو الرباعية لتأديب نظام الحكم في سوريا، عن أي تأديب يدعون وقد خبرناهم يتقنون الكذب وهم أول من يصدقوه حتى لحظة الاعتراف وعودة الضمير كما فعلوا قبلاً بالعراق.

ومسارعة حلف شمال الأطلسي إلى اخراج بيانه في دعمه للضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفريقها على سوريا لتقليص قدرات جيش النظام على شن هجمات كيميائية على شعب سوريا وبالحقيقة لايقاف القدرات التي من شأنها أن تعرض دولة الاحتلال النشاز الأكبر للخطر.. المضحك في الأمر أن روسيا التي وقفت في محضر الفرجة خلال الاعتداء على سوريا هي الآن بدأت الجعجعة واحكام السيناريو بالاعتراض على الهجمة الرباعية التي انتهكت القانون الدولي والانساني وتعدت على دولة منهارة في أصلها لكسر آخر شوكة فيها.

بات متعوداً أن نشهد صناعة الهجمة الاعلامية وافتعال تيارات العداوة وتشويه الصور وشيطنة الأشخاص، فالاعلام اليوم هو لعبة الخبثاء في التصنيع والتحسين والتشويه وإظهار عكس الحقيقة وتلبيسها جلباب البراءة أو جلباب الشيطنة فلكل مرحلة صورتها المصنعة على ما لأأرادته دول الشيطان المخربة للسلام .

فاليوم يعتبر الرئيس بشار الأسد بطل السيناريو كله وهو بعيون كثيرين ليس إلا المجرم الأكبر الذي تقع على عاتقة كل المظالم التي حلت بالمنطقة وبالشعب السوري بالخصوص، وتوارى المجرمون الآخرون الحقيقيون في ظلمة اللعبة الخبيثة، ليتجهزوت للظهر ذات لحظة انقلابية بالغة إلى حمائم سلام يبيضون وجوها ويسودون أخرى وهم في الحقيقة من شوهوا وتلاعبوا بأمن بلاد العرب وبالذات العراق وسوريا وليبيا واليمن الحزين، ودمروا كل ما بهذه البلاد من حضارة تبسطت أو تقدمت وقتلوا الانسان بدم بارد حقا ليس بأيدهم لكنهم هم من يمكسون بأيدي القتلة المغسولي الأدمغة.. هكذا عرفنا كيف تتم صناعة الحروب الداخلية وتلك المتعدية على شرعية الدول والحكومات، والتي تشتغل على تأمين أمن دولة الاحتلال ربيبة الاستعمار الحديث.. فمن ذا يمكنه إسقاط سيناريو نظرية تمكين المحتل الصهيوني في حضور قوى العالم الاستعماري المتقاسم لكعكة الضعف العربي في ظل الانحطاط والهلهلة العجيبة؟؟                                                                                                                                                                                                                                                 


  • 2

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 16 أبريل 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا