هناك فكرة استطاعت أن تفرض نفسها في هذا الكون و هي العيش من أجل القيم هو الذي يخلق سعادة لا منتاهية في حياة الانسان، بخلاف العيش من أجل اشباع الغرائز فقط، وقد حدث أن ترى بعينك نتيجة لذلك فكل انسان عاش لقيمة و عمل من أجلها و ظل مثابرا نحو هدفه و ثابت عليه يوصل لمراده و يتعدى ذلك ليحقق مكاسب معنوية و نفسية و مادية.
وقد وقع في طريقي مصادفة أن وجدت خلال تصفحي في ليلة اجازة الأسبوع فيلما قديما من إخراج محمد خان، اسمه عودة مواطن، فقررت مشاهدته لأن محمد خان من المخرجين ذوي الرؤية المتميزة لمعاني في حياة قد يغفلها الناس كثيرا، و من خلال مشهد واحد لمدة ثواني قد تصل رؤيته و فكرته و الحكمة المستخلصة من الفيلم، في هذا الفيلم على الرغم من أنه يتناول مأساة رجل و جسده يحيى الفخراني في دور شاكر فهو يعود بعد سفر طويل بعد اقامته في أحد دول الخليج إلي وطنه مصر ليقرر الاستقرار بها و يتحمل مسؤوليته نحو أخوته ليساعدهم في تحقيق احلامهم و نجاحهم في حياتهم، ولكنه وجد كل منهم له اسلوبه في تعامله مع حياته وطريقة لفهم دنياه فلم يستطع مجاراة الواقع لان تفكيره كان عاطفيا اكثر مما ينبغي و ليس عمليا، الا أن الفكرة التي استهوتني ما قامت به ميرفت أمين و جسدته بشخصية فوزية، امتلكت فوزية موهبة عمل الحلويات بأنواعها و كانت تتعامل معها كأنها هواية و نمتها حتى استقر لديها فكرة ان يصبح لديها محل حلويات، و تعاملت مع حلمها بشكل خطوات عملية حتى اصبحت تمتلك سلسلة محلات للحلويات و بقوتها على الرغم من انها أمراة استقلت ماديا و معنويا عن اخوتها و أصبح لديها منزلها الخاص، و أعمالها و مشاريعها.
الفيلم عموما يحكي مآسي أخرى لكل فرد من هذة العائلة، الا ان فوزية كانت الاضاءة الوحيدة الملهمة بأن الحياة تستحق ان تعيشها ... و تبذل ما وسعك لتحقق سعادتك بعمل ما تحبه .... منذ بدء هذا العام تستحوذ هذة الفكرة مواقع التواصل الاجتماعي و كثير من الندوات، حتى باتت انها قد تغير فكر الكون أكمله ليصبح العمل الحر هو غاية لكل انسان ومازالت المجادلات قائمة في رد و صد حول ايهما الأفضل ريادة الأعمال أم الوظائف الثابتة و أيهما يحقق منفعة أكثرمن غيره، الا أن في ظل هذا التغير الاجتماعي عبر الانترنتوظهور مشاهير التواصل الاجتماعي في الحياة العامة أصبح كل فرد يستطيع أن يقتحم ريادة الأعمال و العمل الحر كيفا شاء.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة