اعلم ويعلم قلبي، و عقلي في يقين ان لاشيء يضر مع اسم الله و بدون اذن الله والعين تدمع مؤمنة ان الله ارحم من ان يعذب مؤمنا وان يتركه وحيدا في ظلمات ومتاهات الحياة.
لكن الروح ضاقت مما ضاقت من هذه الحياة، و البدن تهالك لا من سقم ولا من جوع بل من مصائب الدنيا و فقرٍ دائم ودينٍ خانق و زمن قاتم ولا سبيل الا الصبر والصبر بات طويل الامد ولربما لم يعد الفرج آت.
حقا انا اسف يا رب. أاسف على ما آلت اليه نفسي، فالمرض مستشري فيها وفي عروق الجسد، يمتص مافيه من قوة و صبر، فالاصابة بليغة و الدعاء بعيد ولا مفر من جحيم زماننا.
لا قنوطا ولا جحودا ولا كفرا انما هروبا واستسلاما من هذا الزمن.
اني ارى عيونا مؤمنة تدمع، اطفالا بريئة تُشرّد، امهات تُفطر قلوبها على ابنائها مما بلغ الجور في معيشتهم.
صلوات ترفع، ايادي تبلغ السماء، و حناجر جفت، و نظرات الى السماء برفع الهم والغم، ولكن ما من مجيب.
اعلم ان فينا ضعف و لسنا من القائمين والعابدين فجرا ولا سحرا، ولكنا عبادك يا رب خلقتنا وآمنا، الا ينبغي للمسلم ان يتنعم من هذه الدنيا! السنا خلفائك في الارض! السنا بشرا لا حول لنا ولا قوة الا بك يا عزيز يا جبار!
اني ارى الظالمين في ثراء ، و ارى الكفرة في عطف الزمان، و من بلغ فيهم الجبروت والطاغوت ان يتآمرو على لقمة الفقير يزدادون حفظا في رحمة القدر.
لقد بلغت اكثر من نصف عمري وانا متمنيا ان يحتضنني القدر في رحمته يوما و يسعدني سعادة لا تمتزج بغبطة، ولا حزنا يترقب من بعيد.
ما السبيل! ؟ لا سبيل الا الاستسلام و الخروج من هذه العاتية الداهية الغير عادلة، ظالمة متهالكة دنيا فاجرة وانا منها براء وانا منها براء.
اللهم اغفر و ارحم فأنا آت اليك ليس كما تبتغي ولكنه قراري ومبتغاي وانت ارحم الراحمين.
هل هذه هي السعادة؟؟ هل الاستسلام هو الحل؟؟
ما على الإنسان الا ان يعيش قصة حياته كما هي ويتقبل دوره في هذه الدنيا مهما صعب فانها مسرحية لكل منا دوره حزين او سعيد و النهاية هي الجائزة لمن احسن في دار القرار الاخرة.
الانتحار او الاستسلام ليس فقط بقتل البدن بل يكون باستسلام النفس فتكون جسدا فقط لا روحا بنّاءة مقاومة لعراقيل القدر، فالشجاعة في المضي قدما مهما كثر الشوك في الطريق؛ والسعادة كل السعادة في النهوض بعد الوقوع.