ما هو الحب?? - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ما هو الحب??

نحو مفهوم انساني...

  نشر في 31 يناير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

بلمحة تأملية عابرة على النفس البشرية في جموع سكان العالم ستجد ان الحب من القيم المجمع عليها، وفي وقفة شخصانية مع ذواتنا سنكتشف اننا نؤمن بقيمة الحب بل ونأمل بشكل قوي ان نُحِبَّ أو نُحَبْ، وفي بحثك المعرفي سيكون اول وٱخر ما تصادفه هو ان ماهية الحب من الاسئلة التي اعترت البشرية في الاجابة عليه منذ الازل،

اعتقد انها اكثر مقدمة قد تفتح شهية الاطلاع وفظول الاجتهاد ،

دائما ما تكون اللغة ارضيتنا في الفهم الا اننا عند البحث في الحب اصطلاحا لن نجد سوى عبارات تظم معاني ادبية وترجمات لمواقف رمانسية، وفي اللغة يبدو الامر عسيرا خاصة مع وجوده في حقل دلالي ( التعاطف) تتداخل فيه مفردات اخرى تكاد تترادف فيما بينها والظاهر انها متراتبة، الا اننا سنحمل معنا تأصيلا لغويا كاشتقاقه من الحبيبات التي تسمو فوق الماء وارتباطه ايضا ببذور النبات، هذا التأصيل اللغوي يجعلنا امام عاطفة سمياء هي منبع

كل الأحاسيس الإيجابية

الشعر ليست وظيفته تعريف الاشياء وهو دائما ما ينظم لغاية الجمالية والاثارة وان كان يترجم العواطف الا انه بدا عاجزا عن ترجمة الحب وغالبا ما تطغى فيه تخيلات الاستعارة على الواقعية الا ان هذا لن يمنعنا من ذكر ما ادلى به امبراطور الشعراء المتنبي في بيت شعري حين قال : الحب ما منع الكلام الالسنا والذ شكوى عاشق ما اعلنا، هذا البيت يتماشى مع سمو وغموض ماهية الحب.

العلوم التجريبية ادلت بدلوها ايضا حين اكتشفت ان الاحساس بالحب ينشأ عن تعطيل المناطق المسؤولة عن التفكير في الدماغ وتنشيط المناطق المسؤولة عن العاطفة ، الامر الذي جعل تفسيره يسير أكثر نحو الميتافيزيقية التي تنم عن عجز العقل.

الحب في الادب غالبا ما يكون من المواضيع المسلية ، ومجال لرسم نوع من المثالية المفرطة عليه الا اننا فيه نكتشف ايضا جمالية هذا الشعور وابتهاجه عن المشاعر الاخرى واستوقفني اقتباس من تولوستوي في ٱنا كاترينا حين كتب وانا ابحث عن تعبير ينقل حرارة الحب لم استطع لذلك سبيلا او لم استطع البوح به فقط لانه سر خااص جدا بصاحبه ، وهذا يفسر كونه اكثر شعور عمقا وابهاما وغموضا ولذة.

الحب موضوع مندرج في اطار الفلسفة باعتبارها الٱلية المعرفية الطامحة الى تقديم تفسير شامل للعالم وما يحيط به، فهي الباحثة عن الحقيقة وعن الخير والجمال وايضا عن المعاني.. لنعرض ملخصنا فيها على ديننا الحق بترجمته المحمدية ، لنرى ان كنا استطعنا تكوين نظرة تَعَلُّمِيَّة عن ماهية الحب بنقائه وفصاحته دون الانجراف خلف الرؤى الجاهلة والصورة المفبركة للعولمة الإمبريالية

تعَرَّض سقراط شيخ الفلاسفة لهذا المفهوم وهو ما يتلخص من اجابة النبية 'ديوتيما' له عن سؤاله ما هو الحب! ويقول انه متفق معها؛ إنه الإقتناء الأبدي السَّرمدي للخير ورأي مكتسب يُتوق الى الأفظل والهادف الى الولادة في الجمال سواء كان الجمال في الروح او في الجسد ويضيف ، ولكي يصل الانسان الى الولادة في الجمال فلابد ان يترفع عن الشهوانية ولابد للجمال ان يكون غير مدنس بالتلوث الجسدي وبكل ألوان وتفاهات الحياة ويَخلص إلى انه اذا كان الحب كذلك فهو حقيقي وان لم يكن فهو ليس بذلك. وفي محاورة اخرى له مع فيدورس حيت يقول: يجب ان نعرف طبيعة وقوة الحب وان نرى ان كان يجلب فائدة ام ضررا، سقراط هنا تكلم عن الحب في زمن كانت فيه الانسانية تبحث عن الخير والصفاء وتترجم الفطرة الٱدمية بسمو مثالي ،لقد حاول فرزه عبر الثنائية الازلية للخير والشر وذلك احتكاما الى نتيجته بل وترك مجالا اوسع للغوص فيه..انه الولادة في الجمال، والتوق الى الافظل ، هو شعور سامي ترقى به في مدارج الخير والجمال، ويبقى الحب عصيا عن الفهم هل هو يتوقف على جمال الغير واثارته لنا!ام انه موجود فطريا ضمن الانسان!

سقراط تكلم بنقاء وحكمة وربما لم يخطر بباله يوما عن عصر اختزل فيه الحب في أضيق التجليات واقزم المفاهيم

الحب ينشئ عن الخيال في جزئ كبير منه فهو نتاج لتكوينات من الاحلام والاوهام المخادعة هكذا عبر عنه فرويد وهكذا تبناه في جميع اعماله ويضيف العالم النفسي ان جهاز المناعة يكون في اضعف حالاته حين يحب، وان الدافع اليه غالبا هو الرغبة والتوق الى السعادة والحاجة والنقص والخصاص، إنه نفسه الذي قال ان الجنس سبب شقاء البشرية، ببساطة لانه يقوم على اشباع الرغبات العابرة وارضاء المتع الحسية التي لا تنقطع عن التناسل ولا تنطفئ ثورتها، فحين يرتكز الانسان في حياته على اشباع العواطف معتقد ان الانسان كائن راغب اكثر منه كائن عاقل فسيحيى تعيسا لا محالة، الملاحظ ان فرويد اخذ الحب من جانب انه ناتج عن اضطراب نفسي وانحصر على الرغبانية، وهو ما يعاب على تحليلاته وتتقاطع مع علم النفس القرٱني.

جون جاك روسو لم يكف بدوره عن الاشارة لخيالية الحب وكتب في خطاب حول اسس اللامساوات ان العبرة من الحب شعور اصطناعي ولده استخدام المجتمع له واحتفت به النساء بكثير من الاقبال والعناية كي يؤسسن لمملكتهن ويجعلن من انفسهن الجنس المسيطر الذي تجب له الطاعة ، وفي معالجته للتربية قدم الرغبة الجنسية على انها ليست احتياج طبيعي بل وذهب الى تخيل انه عاش رجلا وحيدا على جزيرة منعزلة فمن الممكن ان يموت دون ان يجربها، واذا قائل قال ان الانسان وحده كفرد سيكتشف ان له جنسانية تكمن في المكان الذي تتوالد منه الحيوانات ، ففي ذلك يقول كيركيجارد ان اخذها بعين الاعتبار من عدمه متوقف على الفكر، هذا الفكر الذي يعرف ذاته انطلاقا من التربية الجنسية الذكية للطفل ، وقولك انها لم تدرس لنا فهو دليل على عطبك العقلي، فالاب الذي حارب من اجل مأكلك ومشربك قد يقبل منه هذا العذر اما انا وانت فأمر ذلك متاح لنا بالوفرة.

هناك اناس ما كانو ليشعروا بنشوة الحب لولا انهم سمعوا من يتحدث عنه باثارة، ولولا خيال الاديب والراوي والمخرج لما رأينا العاشقين حالمون في اللذات الزائلة ببسالة موجعة، فغالبا ما تكون رغبة الٱخرين في الحب وممارساته هي من تجعله مرغوبا في اعين الٱخرين، هل هي ثقافة القطيع مثلاا..

يدرك الاذكياء في زماني ان الجنس فقط ما يهم في ادعاء الحب وتأوهاته اما الباقي فتمويه معسول واحتيالات حيوان اجتماعي ،وربما يرجع ذلك في احسن تقدير الى محاولة القضاء على العزوبية الكئيبة والوحدة الفارغة، وقد يكون الحب فيها مصيدة لنغطية النقص العاطفي والعقلي ، لكنه ليس بذلك، في مفهومه الاخلاقي السامي،

انه نتيجة للرومانيسة اللينة التي ولدت في اعقاب الحروب العالمية باحثة عن ايقاض الشعور في مقابل الامتثالية البورجوازية وكان هدفها تأهيل اقبال الناس على الٱخر وحب الفرسان وابراز معاني السمو والنبل في مقابل نظرية هوبز القائلة ان الانسان هو ذئب الانسان الٱخر ، هي لا تعدوا ان تكون حركة تحررية ضد المادية العلمية والتجارية،وأدى ذلك الى تحرير الجسد الامر الذي فسح المجال امام كل التعابير الجسدية كالرقص والازياء والانساق المنظمة لغاية الكشف عن طاقته اللذوية، وفي خظم هذا الكفاح تشوه الحب ليفرض نفسه كحليف موضوعي، وٱلية عاطفية لإخضاع الٱخر لشهواتنا الشخصية،

هكذا اعتبره روسو وٱخرون كمجرد حيلة للضعفاء كتب في الاعترافات انه حيلة معدية فالحب لم يكن طبيعيا عنده كما لم يكن بريئا بل حاملا لأخطار محققة ويكفي ان نذكر هنا تعطش الرغبة المؤرق الذي يقلق الفكر. ومشاعر الندم التي تعقب الممارسة التي ارتضاها العالم للحب، لنكتشف تناقض مع تعريف سقراط الحكيم، وأضاف روسو انه حين يتبنى المرئ مفهوما مثاليا ونبيلا ومتكاملا عن الحب فليعلم انه خاسر لا محالة لانه لن يرضيه شيئ بعد ذلك،

الحب ينشأه الخيال ،وخاصة خيال الشاعر والروائي والمخرج ليقدم الينا في اجمل صورة فننتحر لأجله ونعدم العقل او نتخيل انفسنا ابطالا خارقين، ومحركه هو تلك الصورة المتخيلة التي يبنيها كل فرد عن الجنس الٱخر ( فارس الاحلام) فرويد يقول ان كل شيئ فينا يحركه اللاشعور

لذلك الدكتور مصطفى محمود يعتبره غبنا وعبودية ووهم لا يستحق الافتخار به في شيئ،

سمعنا كثيرا عبارة المفكر والكاتب الدكتور مامون مبارك الدريبي القائلة ان الحب ليس له وجود ضمني بل هو صناعة ،صناعة تتم عبر الايام المطردة ، عبر المواقف والسلوكات والتواصل المندمج ، عبر رابطة معلنة للجمهور ، بعيدا عن شعائر الشيطان من خوف واختباء، وعبر كل هذا فهو يكون مسبوقا بالإرادة ، الحب سلوك مسبوق بالارادة ،والارادة يعني الاختيار الحر ، ونحن بهذا التحليل ننتقد اطروحة روسو الذي اختزل الحب في العلاقات الخارجة عن مؤسسة الزواج ،العاطفة الجياشة ،الجنسانية ،مدخل لرغبة مؤقتة ،

لذلك وجب الحذر من الانصياع وراء الجهل والتمرد على مبادئ قوانين ،والانجراف بهذا الحب الى الرابطة المقدسة فالحب بهذا المفهوم هو بالتمام والكمال تلك المحبة الفطرية الحيوانية ,وبمجرد ما يزول الحب الجسدي بشكل حتمي ومع انطلاقة الحياة الزوجية فسيزول معها كل شيئ بشكل حتمي لتملأ بالرتابة واللا مبالات مع تعاقب الايام، هذا ان حصل وتجاوز شهر العسل تم يتحول ما تبقى من العمر الى محاولات فض الاشتباك ، اربع حالات طلاق في الساعة ، اجعل العمق مصدر حبك.

الحب اطلق عليه الثقب الاسود للفلسفة، انه احد عجائبيات التاريخ التي بقيت بلا تفسير مثله مثل قاتل كينيدي ومثلت برمودا، لماذا هو فقط الذي يسموا بنا من بين المشاعر الاخرى وفي مقابل ذلك قد يعبدنا الى اذل مقام، مخيف ومدهش ، يجعلنا نعانيويجعلنا نحلق عاليا ،ربما نفقد انفسنا وربما نجدها قد يكون محزنا وقد يكون افظل شيئ في الحياة، هل يصح القول ان الاول حب والثاني ليس حب، شيئ ٱخر مثلا، هل نتحكم فيه ام يتحكم فينا ، لذلك سنرتضي انه صناعة وسنسد الخيال عنه ونحن بانتصارنا للمعرفة نصنع مناعة فكر نتغلب بها على التيار الواقعي الجارف،

لماذا فسرنا الحب بالنظرات المتولهة والايدي التي لا تقوى على الابتعاد من الاجزاء الحميمية ، واللهفة على الجسد واندماجهما وامتزاج اللعاب ، فم يظم الٱخر فتختلط اسنانهم وتتماص السنتهم عبثا هل هذا هو السلوك الذي ارتضيناه للحب ان يمارس فيه هل غرق الجسد في الٱخر يعني حبا ، كلا ولا فأن ينتصب عضوك وتشتعل رغبتك لا يعني انك تحب بل يعني فقط انك منتصب وانك مستعدة للتوالد. انها ثفافة التلفاز والسينما والاذاعة والاغاني والمجلات طبعا هناك من يعذر الشباب بهذا ، لكن لن اجد عذرا لنفسي ، فالبوصلة وعلامة الطريق في المعرفة توجد ، والعقل هو القائد بهدى الله وليس جهاز التحكم بيد احد غيري.

امانويل كانط في كتابه ملاحظات عن مشاعر الجمال والسمو، كثب ان الانسان من خلال الجنس يهبط لما هو ادنى من مرتبة الحيوان ,وحتى عند العلاقة الجنسية التي يسمح بها الزواج قال بأنه ينبغي ان نحفها بالكثير من التهديب حتى يتسنى لنا الحديت عنها في مجتمع متحضر ، ومن المهم ان نذكر في هذا السياق ان المجتمعات التي تأخد مفهوم الحريات بشكل لا يخضع لاي قيود تعتبر سياسة مضللة وحيوانية وليست مرنة مع الانحلال الاخلاقي الذي قد يغترب فيه الانسان ، فالقانون يساعد على انشاء الحضارة، لكن طبعا ليس بمنع التحرش وان كان يستحسن ذلك وانما بسد منابعه واغلاق بؤره ،

هذا الفيلسوف كانط الذي ستحترمه ، عندما تقرأ له قال ان المرأة تحب ان تجعل من نفسها شيئ مناسبا لذائقة كل رجل اما الرجل فيسعى ليتمتع بها باعتبارها شيئ للمتعة وحتى حين يحب امرأة فإنه يشيئها ، كذلك ويتحولان الى شيئ في حد ذاته .إنه كانط صحراء الحب الذي بلغ بكتابانه درجة السمو المذهل بماذا بالحب حب المعرفة وحب الانسانية والخير .

سوف لن نتحدث عن الحب دون المرور على ٱرثر شوبنهاور هذا المتشائم العدمي الكبير الذي اغتال الحب واعتبره مجرد فخ للغريزة الجنسية ، في كتابه العالم ارادة وتمثلا، يقول حتى وان بدى الحب نقيا ومزينا بالنزعة الشاعرية فإن جذوره تتأصل في الغريزة الجنسية لذلك مافتئ يدعو بأنه على المرئ ان يفعل الممكن ليخلص الذات من الرغبة العبثية في الحياة ، لهذا فان الحبيبين الذين يعيشان معا ويظنان انهما يتصرفان وفقا للوهم العاطفي هما في الواقع خاضعان لعادات القطيع ، والشخص الذي يتصور السعادة الابدية في معنى امتلاك حبيب معين وانه اذا لم يحصل على تلك السعادة فسيعيش معانات لا توصف انه لشيئ لا يعقل فهذه ظاهرة غير معروفة عند الحالحيوان ونحن نمثل لذلك بمثل شعبي الا مشا واحد ايجو عشرة ، صدقا هذا هو الشطط العاطفي الذي لا يحكمه قانون غير العقل وليس اي عقل بل العقل الاخلاقي السامي،

يدعونا الفيلسوف من خلال اهم اعماله العالم ارادة وتمثلا الى تأمل النظرات الملتهبة التي يتبناها عاشقان وسط البشر او التي يلقي بها عابران لبعضهما البعض على قارعة الطريق او تلك السلوكات الصبيانية التي يباشرها المكبوتون في منأى عن الابصار او في الظلام وسط الازبال او في الاماكن المغلقة متوسطة الاضاءة و يتسائل لماذا في الخفاء دائماوبشكل خاطف ؟ ويجيب انهما يعرفان لا شعوريا انهما خائنين وغير راضيين على ممارساتهما البهيمية، تلك كانت الاجابة بشكل قاطع، على اي يبقى شوبنهاور اكثر من تأمل سلوكيات الحب وممارساته البذيئة ليعطينا في نهاية الامر فكرة انه لم يعرف الحب الصحيح،

انه لاندهاش ان نصدق على انفسنا ان تكون غاية الحب وركيزته هي الانحطاط في المستنقعات الكريهة، بل وربما ينبغي ان نندهش كيف يبقى موضوعا بهذه الدرجة من المحورية في حياة البشر قابعا في الظل من دون ان تتناوله الكتب والمعارف بالاعتبارية الكافية وتتصدى له علوم التربية بالمعالجة والبحث، لدرجة اصبح الحب يقع في الاذن مثل اللفظ الاكثر تعهرا وفي افظل الحالات كفاحشة او تفاهة ، شيئ واحد يفسر ذلك انه ليس لدينا اي مفهوم عنده، ومن دون مفهوم سيبقى الحب مجرد كلمات عاطفية خالية من اي معنى، وعليه يجب ان يتمكن مفهوم الحب من العقلانية واقصاء الفكر الغرامي باعتباره لاعقلانيا ويرجع الى الحمق والجنون، ولهذا تعاليم الاسلام ابدع من تصدى لهذا الانحطاط،

سورين كيركيجارد تحدث عن الحب المطلق وهو الحب الزواجي ، الذي لا يمكن تصور غيره ، فالحب لدى هذا المفكر الاخلاقي مرتبط بالزواج وهو مادته واعتبر ان الزواج السعيد غير المشروط هو ذروة الحب وبدايته ، هنا حيت يكون للحب غاية اسمى من السرير ، وذكر في البديل ان الحب الزواجي يقود معركته عبر الزمن وينتصر عبر الزمن وتتحقق بركته عبر الزمن ،وهو الرحلة الاكثر اثارة التي يمكن القيام بها في الحياة فهو بذلك لن يتبدد مع الوقت بل لا يمكن تصور الحب المطلق في غير هذا الموضع وان كان ذلك مستحيلا فالحب المطلق كذلك يعد نوعا من المستحيل ،

هذا النبيل قال ان الرجل العقائدي ذو الارادة الحرة لاداء واجبه هو رجل الارتباط والزواج، تلك المؤسسة التي تعد اللبنة الصلبة للحياة في داخل المجتمع المشترك، انه الميثاق الغليظ بتعبير القرٱن والحب المطلق هو المودة والرحمة التي يجعلها الله بين فرسان الايمان اعلاء لاختيارهم الاخلاقي الصلب، هي هويتنا الغراء التي لا تلغي الجمالي او الفكري او العاطفي بل على العكس تحقق التكامل بين افظل ما فيهم جميعا، ولكن الخطر يكمن في نهاية الامر ان ينسى المرئ كونه فردا فريدا وينطلق في سلوكيات القطيع ذلك هو المنحدر، وذلك هو الدين الكامل والشريعة الانسانية الحظارية المذهلة من اولها الى ٱخرها ، انه منهج حياة العظماء وإن لم يعرفوه ، فلا يوجد ما هو اسمى منه في هذه الارض، ما فتئ يعلمنا ان الانسان الذي يمضي حياته في زقاق المجال الجمالي سيهلك وستهلك المتعة الوقتية اذ تقبع الكٱبة والقلق واليأس خلف الحياة اللاهية فتنساب ٱلاف اللحظات الحزنية وتفقد الحياة حقيقتها في عينيك سريعا.

نيتشه في كتاب هذا هو الانسان حين سأل الاجيال اللاحقة التي ستقرأه : هل جهزتم ٱذانكم لسماع تعريفي عن الحب ؟ انه الشيئ الوحيد الذي يليق بفيلسوف..الحب..ووسيلته هي الحرب..ومبدأه هي الكراهية القاتلة للجنسية ، بل وذهب الى اعتبار الحب عمل اجرامي لمن لا يملكون ما يكفي من الارادة ليفرضوا معيارا لرغبتهم ولا يستطيعون التسامي بها الى ان تكون رغبة في الابتكار أو المعرفة..تجريم الحب الذي يذمر الذات الانسانية..وقبله تنحية دعاة الحرية الفردية..اخلاق الضعفاء..شتانا بين هولاء وبين الانسان القوي الذي يتمنى انماء ارادة القوة لديه

حسب التعبير الفرويدي وهو يرد على انتقاده للحب، فان الشهوة ليست سما بل على العكس زبدة الزبد لمن يتملكون ارادة الاسد واضفاء السمة الروحية على هذا الاندفاع من خلال ربطه بالروح او السعي الى التسامي به، وهذا ما يفسر تصاعد الندم مع كل اثارة جنسية غير خاضعة للشروط ..تشعر بها حتى الهلع، انها البهائمية وتتاقضك مع النفس الانسانية .وزرادتش يقول انه اذا كانت العفة ثقيلة على الانسان فينبغي الالتفاف حولها حتى لا تصبح طريقا للجحيم

العاطفة والجنس وروعة الايام الاولى جميعها اشياء مؤقتة ولا يبقى سوى الكلمات التي نتبادلها والنقاشات التي تتري العلاقة كتيرا ما تسمع هذا..لذا فالسؤال الحقيقي الذي نطرحه على انفسنا قبل الزواج هو الٱتي هل استطيع ان ابقى مع هذا الشخص حتى سنوات شيخوختك ؟ لكي نجيب عن هذا السؤال علينا ان نتعلم ان نحب ما وراء الذات اي الرغبة في التسامي ، اما الذين لا يبحثون الا عن تجميل تمثيلاتهم لمضاجعة امرأة فلن يخدعونا في هذا الصدد ، فحرية الانسان الغير مقيدة هي التي تدفعه للذوبان الكامل في الحب ونوع من تخصيص الذات وعبودية تامة خضوع كامل لذلك لم يبرر الحب التحرري فلسفيا وحتى جون بول سارتر او مدلل الجسد ومتعدد التجارب العلاقاتية قال في اواخره' حين نعتقد اننا نمر بتجربة الحب العارض يكون عقلنا قد اتلف تماما اذ كيف للحب ان يكون عارض 

وعودة الى نيتشه الاعزب ففي تتأمله للحب عملا وليس فكرا أحب فتاة لكنه اكتشف سلبيات الشعور ..الحب انانية الحب عبودية لكن عقله الراجح اوصله الى ان احتياج المرئ لان يكون محبوبا لهو أعظم المنشودات "انه لا بد وان يكون الحب المخلوق المحوري لكل شيئ الامر لا يتعلق بعادة ان نحيا بل بعادة ان نحب" وهكذا منحه مذاق الحب منظورا جديدا للعالم وانطلق به نحو السحاب الخالدة حيت يصبح من خلاله كل شيئ ممكن لقد حول حطام حبه الى معجزات وكتب انتصارات سجلت باسمه ، هل تعد حياة نيتشه مثالا على سلوكية الحب وسموه؟ والرجل العظيم هو من يحافظ على نفسه حرا انيقا في مجاراته لامور الحياة المتعددة بسلوكيات الحب التي يتدفق منها كل ماهو جميل وراقي،



   نشر في 31 يناير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا