دولة الأرشيف (4) - قرار خطير ( ق.ق.ج)
(دولة الأرشيف) سلسلة قصصية ساخرة على نمط (قصة قصيرة جداً)
نشر في 23 غشت 2019 .
"لا تتخذ أية قرارات من رأسك." كان الأمر صارم بنبرةٍ قوية وعالية بحيث لم تترك معها أحد لم يسمع
بدأ الموظفون يتجمعون في الغرفة بينما كان يؤكد منفعلاً: "هذه المصلحة قائمة منذ أيامها الأولى التزام التعليمات وعدم الخروج عن مسؤولياتها"
"وما هي مسؤولياتنا؟!" سأل الموظف متحيراً ..
" مسؤولياتنا هي تنفيذ ما يرد إلينا من تعليمات المستوى الأعلى والحفاظ على صورة وسمعة المصلحة أمام الناس بهذا الحد من الانضباط"
"لكن ما دخل المستوى الأعلى في هذا الأمر ,, أو تلك المشكلة التي أثارت أعصابك؟!" سأل مستنكراً
="ماذا حصل؟؟" سأل موظف
="أنا لا أفهم شيء" ردد موظف آخر
"أنا هنا أمثل المستوى الأعلى، أنا مديرك .. وعليك أخذ تعليماتي بمحمل الجد .. أنا هنا المسؤول!" أكد عليها كأنه يذكر الآخرين بشيء
"نعم، أنا أعرف أنك هنا المسؤول، لكن ما وجه المسؤولية فيما حدث؟؟ أنا مازلت لا أفهم أيُّ قرارٍ اتخذته أنا؛ أثار ثائرتك؟"
"دائماً القرار الخاطئ لا يراه متخذه حين اتخاذه، لكن يراه صحيحاً وصواباً وإلا ما كان ليتخذه .. هكذا هو الحال .. في حين أن فرصة الآخرين من حوله في تفنيد قراراته ورؤيتها بشكل أشمل تكون أكبر .. ولهذا أنا أتفهم أنك لا ترى خطأً فيما اقترفته، لكني -أبداً- لا أتفهم أن يتكرر منك نفس الخطأ مرةً أخرى!"
لم يدرِ الموظف ماذا يقول أمام إصرار مديره على تخطئته دون أن يُعلِمه خطأه .. فلم يتكلم وظل ذاهلاً إلى أن سأل أحد الموظفين في المكتب مستفسراً: " ما الذي حدث يا سيادة المدير، ما نوع هذا القرار الذي ألهب أعصابك هكذا وأفقدك السيطرة على نفسك؟"
رد المدير:" هذا الموظف المخطئ المهمل قلب الورقة في الدفتر بغير إذن"
-
Taric Ov (طارق عوف)مدون حر، محب للفلسفة والفنون واللغات