حرب عالمية يدفع ثمنها العرب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حرب عالمية يدفع ثمنها العرب

  نشر في 18 ماي 2016 .


بقلم/ رائد الجحافي

في ظل الازمات والمشاكل الاقتصادية والسياسية وغيرها من المشاكل التي تعصف بالمعمورة والتي أساسها الاقتصاد والتنافس لتحقيق الاستقرار الداخلي للدول العظمى منطلقة جل استراتيجياتها في تأمين اقتصادها من خلال السباق نحو ايجاد اسواق لبضائعها من جهة والحصول على موارد للطاقة ما دفع بها الى التنافس فيما بينها, هذا التنافس الموجود منذ مئات السنين جعل العالم ينقسم الى اتجاهات عديدة تقلصت بفعل التحالفات القائمة على التقارب وفق المصلحة الى اتجاهين يساري ويميني.

وبما ان الحرب الواسعة والقوية والتي تمثلت بالحرب الباردة بين المعسكرين الراسمالي والاشتراكي والتي جاءت عقب الحربين العالميتين الاولى والثانية لتنتهي بصورتها السابقة مع انهيار الاتحاد السوفيتي, لكنها لم تنته على الواقع رغم محاولة المعسكر اليميني الذي تتصدره واشنطن الاستحواذ على مركز الهيمنة العسكرية والاقتصادية العالمية وشروعها في محاولة رسم خارطة العالم وفق توجهاتها المتعلقة بمصالحها وضمان استمرار هيمنتها المستقبلية الى امد غير معلوم, لتبرز القوة الندية لليمين ويبدأ الصراع مجدداً وان كانت بدايته خفية الى حد ما لكن الشواهد التي اطلت من خلال الألفية للقرن الحديث تظهر مدى استعار التنافس الذي يتخذ من الشرق الأوسط وبالذات البلدان العربية انطلاقة لعهد جديد من الصراع الدولي الذي يبرز احتدامه في الدول العربية وانطلاقاً من ارض فلسطين ومسألة الأمن القومي الدولي المتعلق بأمن اسرائيل ليخرج الأمر من كونه صراع بين ديانات او قوميات الى احلاف تغذيها مزاعم لعناصر صراع متعددة ابرزها الصراع الطائفي الذي تبرز فيه كل من السعودية وايران كرأسي حربتا لصراع طائفي وجدت واشنطن من خلاله مصلحة كبرى قد تدوم لعقود وربما لقرون قادمة, وتتحول الدول العربية الى ساحة صراع لقوى وقطبين عالميين.        

السنوات العشر الأخيرة كانت الأبرز في تطور الصراع الذي ظهر في البلدان العربية لتأتي السنوات الخمس الأخيرة التي تلت ما يسمى بالربيع العربي وتحول ارض الشام وغيرها من الدول العربية الى مناطق احتراق لحروب شرسة تتجاوز حدود المعقول.

هكذا حروب ظهر خلالها ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي تقوم على سياسة التوحش في ادارة حربها التي يكون خصومها الأنظمة المعادية لواشنطن ووقودها المواطن البسيط ومقدرات الدول, ولم تكن دول محور واشنطن بمنأى عنها اذ يجري مدها بما تحتاجه من السلاح والتسهيلات من قبل انظمة ودول موالية للولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الحروب المحتدمة تشارك كافة الأطراف فيها تحت العنوان البارز مكافحة الارهاب, وبصورة وبأخرى تتخذ من تلك التنظيمات والجماعات الارهابية سلاح غير مباشر لها وأوراق ضغط استراتيجية تحركها وفق اجندات ترتبط ومصالحها الجيوسياسية والاقتصادية.

كبريات الدول بالدرجة الرئيسية وجدت سوق رائج لأسلحتها بعد ركود عاشته هذه التجارة لعقود مضت في حين تحقق فوائد ومكاسب أخرى تتمثل في تجريب قدراتها الصناعية في صناعة السلاح الحديث.

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل اصبح للمواقف السياسية والتحركات الدبلوماسية لتلك الدول اثمان باهضة تدفعها الخزينة العربية.

وعلى غرار الحرب المتأججة اليوم حاولت السعودية توجيه ضربة لخصومها من خلال خفض اسعار النفط الى أدنى مستوى له وبذلك ارادت الاضرار بطهران وموسكو وحلفائهما من الدول المصدرة للنفط لتصبح واشنطن المستفيد الأول من هبوط اسعار النفط.

سباق محموم نحو بناء تحالفات ولو كانت شكلية اصبح العرب يدفعون ثمن باهظ لقاء تلك التحالفات.

ويستمر نزيف الدم والنفط العربي ويتدمر العرب تدميراً شبه كلي لينتعش الآخر ويعيش بسلام.


  • 1

   نشر في 18 ماي 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا