جلتُ بخاطري في ربوع العالم الاسلامي وتأملت حالنا اليوم وما آلت إليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم , أأبكي وأرثي لواقعنا المرير أم أبني آمالي وأتصبر بتاريخنا المنسي .. أين أحفاد سعد وعمر .. أين أحفاد حمزة والزبير , أين أصحاب الهمم العالية والنفوس التواقة للجنة ..
** كنا عظماء ** نعم ! وكانت تخشانا أعظم الدول , كانت اللغة العربية تُشَرفُ من يتعلمها ويتقنها .. يقلدوننا في كل شيئ ..
لماذا ؟؟؟ لماذا انقلبت الطاولة علينا ؟ أين العظمة والقوة التي كنا نمتلكها ؟ أين العز الذي كنا فيه ؟ أين الشهامة والمروءة التي كانت من سماتنا ؟ كلها تلاشت وتبخرت وصارت هباءا منثورا .. في زمن بيع فيه الدين بعرض من الدنيا , واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .. ألهتهُم الحياة الغَرُورْ وأنستهم هدفهم الذي خُلقوا من أجله والغاية التي بُعث لأجلها المصطفى صلى الله عليه وسلم , وكل هذا على مرأى ومسمع أعداء الدين الذين انتهزوا فرصة ضعف المسلمين لينقضوا عليهم انقضاض الذئب الجائع على فريسته الضائعة بحملاتهم الفكرية والاعلامية .. لتبدأ أفكارهم وعاداتهم تتفشى وتنتشر انتشار النار في الهشيم في وسط مجتمعاتنا ..
فتخلت ذات الخمار عن خمارها , وتزخرفت بأبهى الألوان والعري .. باسم ماذا ؟؟ باسم العصرنة والحرية المزعومة !
خلت المساجد من روادها لتمتلئ المقاهي والملاعب عن بكرة أبيها .. وصار أقصى هم الشاب , لباس يلبسه .. وفتاة يمضي بها وقته !
صرنا كالدمى بين أياد دخيلة تحركنا كيفما تشاء بتكنولوجيتها وإعلامها , أشربونا من كأس عاداتهم ووضعوا بصمة في كل بلاد اسلامية بل في كل بيت مسلم .. صارت لغتهم رمزا وشعارا للتقدم والتحضر بينما كانت لغتنا فخرا لمن يتعلمها , ولكننا بالفعل نشعر بالفخر حين نتكلم بسلاسة وبطلاقة بلغتهم بل ونتنحنح وكأن لسان حالنا يقول : أنظروا إنني أجيدها ! ونشعر بالخزي والعار اذا تكلمنا بلغتنا !
أإلى هذا الحد يا أمة الاسلام ؟ ألا تشعرين بالحنين الى الماضي البعيد المنسي ؟ ألا تشعرين بالشوق للعز والعظمة التي كنا فيها ؟!
هيا يا أمة التوحيد أفيقي وانهضي لإمساك زمام الأمور , سوريا تغتصب , العراق تنزف , فلسطين تصرخ !
فلسطين .. القضية الفلسطينية !! نعم كانت القضية الوحيدة التي تشغل بالنا !! لكنها الأن تعددت ولم تعد قضية واحدة بل قضايا كثيرة أبت التوقف ..
فلتنهضي يا أمتي .. والتغيير يبدأ من الفرد !
-
ريحانة الأدبوقد قُذف في قلبي حب الكتابة.. لا أدري هل أنا من رغبتها أم هي من اختارتني .. المهم.. قد صرنا واحدا !!
التعليقات
أحزنني كلامك الرائع الذي هو حقاً حال أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تحية لك شكرا..