هو أحد أكثر العقاقير شهرة واستخداما على مستوى العالم ، فلا أظن أن أحدا لم يسمع عنه أو ربما لم يتناوله..
إنه الأسبرين؛ ذلك الدواء القديم الذي يحظي بأهمية كبيرة وشعبية واسعة ويعرف بين الناس بأنه " دواء سيولة" .
تأثيره الدوائي ومخاطره:
الأسبرين في الحقيقة هو دواء جوهري في مجال طب القلب والأوعية الدموية واستخدامه الأساسي هو بعد الإصابة بأمراض الشرايين (مثل جلطات القلب والمخ والشرايين الطرفية) كوقاية ثانوية فعالة لمنع تكرار مثل هذه الإصابات.
وهنا مكمن المشكلة على المستوى الشعبي ورجل الشارع البسيط حيث اعتاد الكثيرون اعتباره دواءا وقائيا للحماية من الجلطات عموما لأي شخص بعد سن الأربعين بشكل مطلق وهو ما يعد خطرا حقيقيا.
فالاستخدام العشوائي لهذا الدواء دون توصية طبية والاستخفاف به قد تترتب عليه كوارث طبية فادحة؛ حيث إنه يسبب زيادة في سيولة الدم مما قد يؤدي إلى مشكلات نزفية كبيرة مثل نزيف المعدة وأغشية وأنسجة المخ؛ وهي مضاعفات من شأنها تهديد حياة هذا الشخص بالإضافة إلي أنه قد يتسبب في حساسية منه ، كما أن له تفاعلات دوائية خطيرة إذا تم تناوله مع بعض المسكنات واسعة الانتشار والاستخدام مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك، والسبب في كل هذا - للأسف الشديد- هو توارث معلومات مغلوطة من مصادر غير متخصصة.
احذر:
الأسبرين ليس بالدواء الهين على الإطلاق كما قد يعتقد البعض ولا يجب استخدامه كوقاية أولية- ضد أمراض القلب- أبدا دون مراجعة الطبيب المختص ومعرفة التاريخ المرضي والدوائي لكل شخص على حدة فما قد يناسب هذا ربما لا يناسب ذاك.
الأسبرين والكورونا :
ويبدو أن شائعات الأسبرين لا تنتهي ، ففي زمن الكورونا ذهب البعض من غير المتخصصين إلى القول بأن الأسبرين يستخدم للوقاية من الجلطات الناتجة عن الإصابة بالكورونا، وهو خطأ وخطر ، من ناحية لأن التجلطات التي قد تحدث بسبب كورونا تكون في الأوردة أو شرايين الرئة ولا تعالج بالأسبرين ولكن بأنواع أخرى مختلفة تماما من مسيلات الدم، ومن ناحية أخرى "جلطات الكورونا" ليست من المضاعفات الشائعة.
فمن فضلك لا تكن جزءاً من أسطورة الأسبرين القديمة والمتجددة دائما..
-
Boles Saweeresأخصائي قلب أستهدف نشر توعية طبية سليمة ، أرى أن الطب ليس مجرد مهنة وعلم أمراض القلب ليس مجرد تخصص ... dr_bavlos@yahoo.com
التعليقات
موضوع قيم كل التوفيق لك دكتور ونفع الله بعلمك.
تحياتي لك.