التكنولوجيا والغباء المتصاعد
وإنقلبت موازين الأمور
نشر في 28 فبراير 2023 وآخر تعديل بتاريخ 05 مارس 2023 .
كم من مرة لاحظنا فيها فيديو تافه يحصل على نسبة مشاهدة خيالية.. ومرات أخرى صور تحمل معان ضعيفة و مخلة داخل طياتها.. لكنها حصلت على الإطراء المبالغ فيه!
فما الذي يحدث هنا؟! منذ التطور التكنولوجي الأخير والبعض في غباء متصاعد.. وأصبح كل تطور ذكي ظاهري يترجم على شكل بلاهة داخلية، حتى بدأت تدريجيا مفاهيم الثقافة والوعي والإنتباه تنتقل إلى الإهتمام بأمور أتفه من أن نضيع وقتنا الثمين عليها..
فهنا إنطلاقة خرافية لأغنية تحصد ملايين الإعجاب.. وإن جربنا فقط الإستماع إليها بأذن الجيل الماضي لوجدنا بأن العمل كله يعتبر جريمة في عالم الفن!
وهذه مقالة تحمل جميع دلالات الفشل الفكري للكاتب.. ومع ذلك فهي تحصل على أعلى نسب المشاركة!
لكن ما الذي يجري هنا؟ ولما وصل بنا الحال إلى هذا المستوى المتدني من التفكير؟ منذ متى ونحن نقلب موازين الأمور بهذا الشكل؟ نحيي الجاهل المغرور ونميت المثقف المتواضع..
هل ما نسميه بالتطور التكنولوجي هو السبب؟ فهل هو ما يجعلنا نرى الذكاء في الغباء والسفاهة؟ فهل هو ما يجعل الإبن يتفاخر بثقافته الألكترونية أمام والديه؛ وتجده لا يملك من تلك الثقافة شيء غير كيفية الغوص في بحر وسائل التواصل الإجتماعي..!!
إن الصالح والطالح موجود في كل عصر، لكن في الماضي كان الصالح غالبا ما يحتل الكفة الرابحة، لأن الأمور كانت تقيم حسب معانيها بالشكل الدقيق.. كان هناك الوعي، الثقافة الحقيقية، الذكاء الكافي لخروج العلماء من مجتمع تمتع بجميع أركان الإتزان..
وترانا نشكوا من جور الحكام وغلاء الأسعار والقلة في كل شيء.. دون ان ندرك بأن كل ذلك من صنع أيدينا...
فيقول عز وجل في كتابه الحكيم:-
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
سورة الرعد، الآية (11)
بقلم:#أسن_محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة