اصبح لا يمر علينا يوم دون ان يمر من امامنا فيديو من تلك الفيديوهات التي نجلس ساعات وساعات نتصفح فيها بحثا عن شيء يبهرنا او يضحكنا مملوء بالتفاهة وانحطاط الاخلاق  ,فمثلا فيديو لشاب اشبه الي السفهاء منه الي العقلاء يقوم بمضايقة المارة او التعرض لفتيات او ازعاج رجل كبير في السن في محاولة يسميها هو ب"مقلب" :اي الضحك علي الشخص الذي امامه حتي يصبح مادة لسخرية الجماهير وضحكهم.

وتلك البرامج المسماة ببرامج المقالب التي تقلب معدة المرء قبل ان تاتي لها ببعض الفكاهة تجعلك ان لم تسب البرنامج الذي تشاهده سببت الضيف وان لم تسب الضيف سببت المضيف او (البهلوان) في وجهة نظري و ان لم تسب الاخير سببت تلك القناة التي افسدت عليك يومك و صيامك و رمضانك و العياذ بالله.

تلك البرامج التي اصبح الكثير ينتظرها من العام الي العام ليروا شخصا معتوه يقوم بافعال يندي لها الجبين و تقشعر لها الابدان في الضيوف الذين يمثلون علينا كما يمثلون تماما في افلامهم و مسلسلاتهم ويدعون ان قد غرر بهم وانهم لم يكونوا علي دراية مسبقة بما سوف يحدث بهم وانهم سوف يلقنون ذلك المعتوه درسا لن ينساه ان تمكنوا منه و فور انتهاء المقلب يسمحوه وكان انه لم يهن كرامتهم ولا يم يخض في شرفهم ولا يسخر منهم امام مرئ ومسمع من الجميع.

ذلك المعتوه الذي لعب بهم لمدة تتراوح من نصف ساعة الي خمسة واربعون دقيقة تقريبا لاجل ان ينالو علي حفنة دولارات لا يوجد بها قطرة شرف ولا اخلاق ولا احترام لعقول الجماهير ولا حيائهم ,ولا يمنع ان نضفي علي مقلبنا الفكاهي المرح بعضا من الوضاعة و سفالة اللسان من اقوال و سباب و شتائم قذرة كل ذلك باسم الضحك و اللعب.

و ماذا في شهر رمضان ايضا؟!

ياله من مقلب راااائع! .

و الحقيقة يا سادة ان الضحية الوحيدة هي الجماهير ,فالضيف و صاحب البرنامج و الشركة المنتجة كلهم مستفيدون من مشاهدات الجمهور المسكين الذي دائما في بحثا عن شيء يلهيه و يضحكه او بالاحري يضحك عليه.

فادعوا كل من يقرا هذا المقال انه يقاطع تلك البرامج التي هي والله تستخف بعقله بدلا من ان ترفه عنه و ان كان سيتابعها لا ينشرها و ينشر مقاطعها احتراما لعقول الاخرين.

وسلامتكم