تسعة عشر عاماً هي رأس مالي مع الله ولست أدري إن ربح البيع أم جئته ببضاعة مزجاة !
يقولون أن العمر كالجسد كلما زيد عليه عام ، اقترب من الشيخوخة أكثر … وأنه كما الزهر ؛ يصل ذروة نضجه حينا ثم ما يلبث أن يذبل
أحسبني أقف الآن على مشارف نهاية عقدي الثاني .. ولا أظنني تعلمت درسا أعظم مما علمني إياه الزهر; يذبل حينا ,وينضر أحيانا
والسر دائماً هناك ؛ في قلب العبد ، فلو أخلص ﻷخلصت له الدنيا وما فيها !
كذلك السر في الماء الذي يسقى به الزهر ، فلو سقي بماء موصول بالله .. منقطع عن الدنيا ومواجعها .. ما ذبل قط !
فمن كان الله أمانه فمم يخاف ؟
الصلة بالله .. هي فضل الله يؤتيه من يشاء .. ولكنها تأتي للقلب فإن وجدته لله خالصا وإليه ساعيا ومنه وجلا أقامت وإلا ارتحلت !
الحياء ، يصفه الكثيرون بالفضيلة .. واكتشفت مؤخراً أنه للفتاة والفتى سر حياة ! ربما إحدى مشكلات جيلنا أنهم تعلموا الخوف من آبائهم ، ومن ورائهم يصنعون ما يشتهون والأصل أن تخاف الله .. فالله أكرم من أن يجمع على عبده خوفين ! فإن خافه في الدنيا أمنه الله يوم القيامه وإن أمنه في الدنيا أخافه الله يوم القيامة . صاحبوا أولادكم .. ربوهم على الخوف من الله لا منكم .
هذه الصورة التقطتها في ذكرى يوم مولدي في حديقة الكلية .. في الصورة زهور نابتة بين شبكة صرف المياة .. ربما لم أدرك حينها ما تعنيه لي هذه الصورة ! المقاومة في أبهى صورها .. أن تقاوم كل ما يدفعك للركون إلى الأرض .. أن تقاوم كل الأسباب التي تدفعك للاستسلام … أن تقاوم اليأس .. والقبح .. أن تقاوم نفسك .. وتنمو وتزهر ! ربما ﻷجلك حينا .. وﻷجل غيرك أحياناً لكن لا تترك نفسك تذبل .. قاوم ولو وحدك. قاوم مهما اعتبروا جمالك خيانة وسط القبح قاوم مهما بدوت وحيداً … ثمة زهرة أخرى في مكان آخر في نفس الوقت تقاوم نفس القبح لأجلك .. قاوم ﻷجلها ! لست وحدك :’)
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)
التعليقات
مجرد قراءتك نرقي في إيماننا و نراقب الله في أنفسنا، اللهم يجازيك عنا كل خير.