لا يُعدّ الطب عن بُعد ذلك المُصطلح حديث العهد كما يحسبه الكثيرين، إذ إنّ أول نشأته كانت في سبعينيّات القرن المُنصرم، حيث بدأ الاعتماد على استشارة الأطباء عبر الهاتف من ثمّ عبر موجات الراديو، وقد لاقى إستحسانًا كبيرًا لدى الغالبيّة نتيجة ما وفّره من سهولة تواصل خصوصًا في الحالات العاجلة.

ممّا يلفُت الانتباه بأنّ أحد المجلات الأمريكيّة عام 1924 استشرفت المُستقبل عبر نشرها صورة تخيليّة على غلافها تُظهِر اتصالًا مرئيًا ومسموعًا بين طبيبٍ ومريضه، وقد أعطت اسم هذه التقنية "Radio doctor" مُتسائلةً فيما إذا كان من الممكن أن يشهد العالم مثل هذه التسهيلات في المستقبل! ... وقد شهِدها على أوسع نطاق كما نرى.

الطب عن بُعد وكورونا

وممّا لا يخفى على أحد هو ازدياد حجم الشعبية التي حظي بها التطبيب عن بُعد في الأشهر القليلة الماضية، إذ إنّ جائحة فيروس كورونا كان لها النصيب الأكبر في صعود شعبيّة الطب عن بُعد واحتلالها للمراتب الأُولى ضمن الحلول البديلة التي ساعدت الشركات في تعويض خسائرها جرّاء الإغلاقات التي طالت جميع القطاعات. فقد عَمِدت الكثير من الشركات إلى التوجُّه لتوفير منصّات تضم العديد من الأطباء بتخصصات مختلفة، وهو الأمر الذي ساعد المرضى بإتمام استشاراتهم وحجز مواعيدهم مع الأطباء المنشودين.

فوائد الطب عن بُعد خلال أزمة كورونا

تمكّن الطب عن بُعد أو التطبيب عن بُعد من توفير مجموعة من الفوائد الكثيرة التي رفعت مستوى الرضا لدى الأشخاص الذين قاموا بالاستفادة من خدمات الطب عن بعد، ولعلّ أبرزها:

• تقليل معدل الاحتكاك المباشر مع الكوادر الطبيّة التي تتعامل بشكلٍ مباشر مع مرضى كوفيد-19، أو حتى التي تتواجد في المُنشآت الصحيّة التي ترتفع بها احتماليّة انتشار الفيروس وانتقاله لأيّ من المتواجدين.

• المساعدة في التقييم الصحّي المبدئي لبعض الأشخاص الذين يُعانون من أعراض يُشتَبه بأنّها مؤشرات للإصابة بفيروس كورونا المُستجد، وبالتالي إعطاء الأولويّة في الرعاية لأولئك الذين يحتاجونها.

• العناية ببعض مرضى كوفيد-19 عن بُعد؛ لتخفيف حجم العبء المُلقى على المُستشفيات والأطباء وتقليل انتشار الفيروس قدر الإمكان من خلال إبقاء المرضى في بيوتهم.

• توفير خدمات الرعاية الصحيّة اللازمة للمرضى القاطنين خارج حدود المدن التي خضعت للإغلاقات.

• إتاحة الفرصة للأطبّاء بتنظيم مواعيدهم مع المرضى مع أقل فُرص احتكاك مع بعضهم البعض، من خلال جداول مواعيد محدّدة تُباعد بين المواعيد المحجوزة في العيادة قدر الإمكان.

كيفيّة الاستشارة عبر الانترنت

كحال أيّ شيئٍ جديد فإنّ يستصعب الناس استخدام التكنولوجيا الحديثة، لا سيّما كِبار السّن، لِذا ربمّا لا تصُب مثل هذه التقنيات في صميم قناعاتهم، ويحتاج الأمر مجهودًا مُضاعفًا لإقناعهم باستخدام أي تقنية إلكترونيّة، ناهيك عن العزوف الذي بدأ يتصاعد من جيل الشباب بسبب الخصوصيّة والأمان الذي باتت تُروّج له العديد من الوسائل الإخباريّة، بالتالي يُلقَى على عاتق الشركات الحاضنة لتقنيات الاستشارة اون لاين الكثير من العبء لإيصال خدمات الرعاية الصحيّة اللازمة بأبسط وأسهل الطرق، إذ عمِدت بعض الشركات إلى إنشاء تطبيق خاص بهذه الخدمة وتيسير أمور التسجيل والمتابعة، ممّا رفع من نسبة الأشخاص المُستفيدين من مثل هذه الخدمات وجعلها تلقى رواجًا سدّ ثغرات النقص نتيجة الإغلاقات المروريّة للمدن والمحافظات على مستوى الدول.

يمكن الإطلّاع على مزيدٍ من التفاصيل عن نشأة الطب أو التطبيب عن بُعد عبر الرابط التالي:

https://tebcan.com/ar/Jordan/tebline/Admin/%D8%B9%D8%A7%D9%85/Articles/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8-%D8%B9%D9%86-%D8%A8%D9%8F%D8%B9%D8%AF-%D9%8A%D9%82%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A2%D9%84%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D9%88%D8%AD%D8%AC%D8%B2-%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%B9-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%83_3121