الأغبياء في منأي عن الإحساس و الشعور..!
نشر في 08 شتنبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لو تخطينا الحقيقة المفترضة عن الأغبياء وهى كسلهم عن التفكر والعقلنة ؛ وأعلي عن ذلك أنه إن كلف نفسه عناء التفكير ، يفكر من الياء للألف وليس من الألف للياء ؛ ترى ظاهرته خاملة في إحساساته، بها خلل يجعل ردة الفعل لديه تظهر في غير موضعها ، وغير وقتها أو قضية كمالية لدي العامة لا تستدعي الوقوف مطولا عندها ، يجعلها أساسية بل تشكل حجر الأساس في حياته او لحظته ..
للأغبياء أحاسيس لن يفهمها إلا إثنان ، وثالثهما مجتذب
الأول من له نفس الظاهرة ؛ ويكون الفهم بالتضامن معه في قضيته .
الثاني من له وسعة إستيعابهم ؛ وذاك أخشي عليه أن يلحقه عدوى غبائهم ؛ لكن مؤكد أنه سيقابل ما يثير عصبيته منهم ، ويكونان في نظر الناس العكس ..
الثالث شخص ليس هو بالمثل معهم ولا هو مستوعبهم يريد فقط إجتذابهم إليه كي يستخدمهم أدوات في يديه ، يلعب بها متي شاء و يهوي بهم للحافة متي أراد، او متي رأى منهم الخطر علي قضيته ،
أسحب نظرية إيريك هوفر وأفكاره حول طبيعة الحركات الجماهيرية ، إلي ذلك الموضوع ، أقول أن الغبي مؤمن صادق ، غباؤه جعل الناس بمنأي عنه ؛ بات يعيش الحياة بفكرة تختلف عن أفكار الأخرين كلٌ له نظرته حول الحاضر والمستقبل ، ويسحب كل منهم الماضي علي الحاضر بزاوية تختلف عن بعضهم البعض ..
يشكل النوع الثالث ( المجتذب) ما يشبه بحركة جماهيرة في محيطه ، ويبدأ في إجتذاب الغبي إليه بأن يعظم من رؤيته للأحداث وأنه علي المسار الصحيح ، بعد فترة تري الغبي كليا مدافعاً عنه بكل ما أوتي من قوة ؛ وإن إستدعي الأمر يفديه بحياته ، يكون الغبي قد وصل إلي مرحلة فقد الثقة بذاته إلي حد إنكار ذاته وإنحطاطها ؛ ومن ثم ينضم إلي القضية التي أوجدها المجتذب ، الغبي لا يمكن أن يفسح المجال لمناقشته في القضيه والأخذ منه والرد عليه ، لكنه ليس لديه مانع من الإنضام الي قضايا أخري حتي لو مناقضة تماماً لقضيته الأولي ؛ المهم لديه أن لا يختلي بنفسه ولا يعيش العزله حتي لا تنغص عليه حياته عيشته ، وذاته التي أنكرها ، أقول ان الغبي لديه النقص ؛ الذي جعل الحركة الجماهيرية إجتذبته منه ؛ و المجتذب لديه نقص العيش في سلام وسعادة ، ولم يرى خير من الغبي إستخدامه كي يطيح بالأخرين أرضا ، حيث أن العامة العاقلين يلزمون الصمت وسط جو مشحون بصراع الأغبياء والشاحنين لهم ..
فا اللهم لا تجعلنا من الأغبياء ، وإن كنا منهم لا تجعل في طريقنا مجتذب ، يسير بنا تارة نحو الشرق وتارة أخري نحو الغرب ؛ ولا تجعلنا مؤمنين صادقين ي رب العالمين، وإجعل لنا في غباءنا الرضا عن ذاتنا ، والركود الي السكينة والإبتعاد عن الهول والصراع ؛ وإجعل العقلانين محتويين إيانا وإجعلنا دوما موضحين للعامة موقفهم النبيل تجاهنا..