لحظات عديدة هي الّتي يحسّ فيها الإنسان بالقلق، بالحزن، بالملل، بالتشاؤم والرّغبة في الانزواء بدون سبب. ربّما يخيّل له أنّه لا سبب لذلك لكنّه بالتّأكيد هناك سبب ما. سبب دفين لا تعيه حوّاسنا ويعيه عقلنا الباطن. وعدم قدرتنا على تفسير إشارات عقلنا الباطن يعمّق من مأساتنا ومأساة من حولنا الّذين يعانون بسبب تعكر مزاجنا المفاجئ. و ما يعمّق الفجوة الّتي الّتي حصلت بيننا و بينهم أنفسنا و بين العالم الخارجيّ هو عدم رغبتنا في الإقرار بتعكّر مزاجنا. إذ يكبر إحساسنا بالخطأ ومعه يكبر إحساسنا بعدم الاعتراف بهذا الخطأ و الإمعان في مغالطة الآخرين.
خوفنا من المجهول، إرهاقنا و خوفنا من مشاريع رسمناها ألّا تتحقّق هي الأسباب الّتي تصنع هاته الحالة الكئيبة. لكن، ومع أنّنا نعي في أغلب الأحيان هاته الأسباب، لا نجد جوابا شافيا لها وحلاّ جذريّا يجعلنا نقطع مع هاته الحالة. هاته التجربة المريرة مع هاته الحالة جعلتني أدقّق في البحث عن حلّ قطعيّ لهاته المشكلة وأخيرا وجدته.
حلّ متوفّر لدينا، نحن البشر بلا استثناء، حلّ بسيط ألا وهو قراءة القرآن. فالقرآن شفاء خالص للرّوح يجعلك تدبّر معانيه واستشعار روحانيّاته تنأى بروحه عن روحك الغاضبة فتهدها وعن روحك اليائسة فتنعشها. قراءة القرآن تجعلك ترى أنّ مصيبتك زائلة لا محالة وأنّ التّفكير المستمرّ في المشكلات لن يحلّها بل سيأزّمها و يجعلك تعي أنّ الحلّ ليس بيدك فلا تتعسّف في استنباط الحلول و تحلّى بخصلتي التوكّل و الصّبر و اترك الحلّ لمن بيده مقاليد السّماء و الأرض فسيحلّها حتما ما دمت به تؤمن وبقلبك تراه و بعقلك تستشعر عظمته.
image: https://tanwair.com/archives/11327
-
Dr. Marwa Mekni Toujaniأستاذة جامعيّة - مدونة مستقلة