قدّم معهد الفضاء المدني ( CSI ) بالتعاون مع مركز النجاح و التنمية المغرب ( CSD ) مساق « على درب نجاحك » من برنامج النجاح في عالم متغيّر، شارك فيه مشاركين من مختلف الدول العربية عبر المنصة التعليمية Schoology . مساق دام لمدة ثمانية أسابيع انطلق منذ يوم 25 يونيو (6) 2018 و ينتهي في 19 أغسطس (8) 2018.

مساق اهتمّ بتنمية القدرات و صقل المهارات و إنشاء روادٍ قادرين على تجاوز العقبات و على اجتراح سبل جديدة للتغيير الإيجابي البنّاء في مجتمعاتهم، قادرين على قراءة النفس والمحيط بما يعزّز الثقة بالذات ويرفع الشعور بالمسؤولية ، صانعي و ناشري ثقافة النجاح و التغيير التي تقطع مع ثقافة اليأس و اللامبالاة و الإتكالية.

اعتمد المساق على التعليم التشاركي ، كما اعتدنا دائما ، كان هناك تنويع و ثراء من حيث المواد التعليمية و طرح ذكي للمهام و أسئلة النقاش، كما تخلّلها تمارين جماعية تتمثّل في المهمة الإضافية التي تتطلّب عمل جماعي من مجموعات متكوّنة من 7 أعضاء من دول مختلفة تكون بمثابة التحدّي خاصة و أنّهم غير متواجدين في نفس المكان فمن الصعب التواصل بين المجموعة الواحدة في الوقت نفسه وسيلتهم الوحيدة هو التواصل عبر الفيس بوك أو الواتسآب أو الوثيقة التعاونية.

كل مشارك أيضا كان مطالبا بعمل فردي يكون بمثابة الورقة النهائية ( المهمة الختامية ) ينقل من خلالها المعارف المكتسبة خلال المساق و هو حرّ في اختيار الوسيلة فإما يؤطّر ورشة عمل أو تسجيل فيديو أو عرض تقديمي أو كتابة مقال...

كما كان هناك عنصر التشويق و الإثارة من خلال دغدغة مخيّلة المشاركين حيث تمّ اطلاق رحلتين الأولى إلى الزمن الماضي و تحديدا إلى سنة 1105 و قد طُلب من المشاركين تصوّر مقابلة مع العلاّمة أبو حامد الغزالي و نقل الحوار الذي دار بينهم حول رأيه فيما قاله عالم الفلك الأمريكي نيل تايسون الذي يتهمه بأنّه سبب تأخّر المسلمين في كل المجالات... أمّا الرحلة الثانية فهي إلى المستقبل إلى عام 2117 و قد طُلب هذه المرّة تخيّل ما قد يحدث من تغييرات و تطوّرات التي سيشهدها عالمنا العربي و الإسلامي.

اعتمد المساق على العديد من الطرق التي تفتح الآفاق أمام الإبداع و الحريّة و التجرّد من كلّ شيء و إطلاق العنان للخيال و التخيّل و التصوّر و تدعو لممارسة التفكير كالتفكير الإبداعي و التصويري و التفكير من خارج الصندوق و العصف الذهني....

كانت هذه رؤيتي لمساق « على درب نجاحك » الذي شاركت فيه هذه المرّة كميسّرة و هي بالنسبة لي تجربة جديدة أخوضها بعد أن شاركت تقريبا في ست دورات تدريبية أثّثها المعهد، فالشكر كل الشكر للسيد فوزي جوليد، رئيس و مؤسس معهد الفضاء المدني، على منحي هذه الفرصة التي تعلّمت منها الكثير، كما أشكره على جهوده المتواصلة في نشر المعرفة....

نسأل الله أن ينير درب كل من سعى إلى طلب المعرفة أو ساهم في نشرها.