انا عابر سبيل..جئتُ الى الأرض ..لبستْ روحي جسدي لتخوض تجربة الحياة..
نفخ الله فيَّ من روحه..و قال لي ابحث عن نفسك..
و ابحث عني..
ألقيتُ نفسي في بحر الحياة..تقذف بي امواج الألم تارة..و امواج الامل اخرى..
انا أعي بأنّ وطني هناك ..بجواره..سبحانه..
و أنّني في غربة هنا..
قيل لي افهمي قبل ان تعودي..
انا اعلم انيّ لستُ اسمي و لا جسمي و لا حالتي الاجتماعية و لا نسبي و حسبي..و لا معتقداتي و أفكاري..
انا اعظم من هذا..انا روح جاءت لتكتشف الحياة..
لتعرف الله من خلال اسمائه الحسنى و صفاته العلى..
لتعرفَ من هي ..من خلال منحدرات و مرتفعات الحياة.. من خلال الحزن و الفرح..
فلِمَ أنسى..لِمَ يطول حزني..لِمَ لا تتوقف دموعي؟؟
لِمَ أعيش الماضي بتفاصيله المؤلمة و اقبع فيه
و ابكي على اطلاله..
لِمَ يضيق صدري كانما اصَّعَد في السّماء..
ألأنّني بشر ..ام لأننّي لم افهم بعد ؟
يقول حبيبي عليه السلام"عجبا لأمر المؤمن إنَّ امره كله خير و ليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سرّاء شكر فكان خيرا له و ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
هذا يعني انه يجب عليَّ أن اترك الحياة تجري من خلالي..
افتح صدري لمتغيراتها لأن ّالحياة تتحرك..
أيعني هذا انه لا يجب عليّ أن اتالّم؟كلا..
من حقي ان اعيش لحظة حزني و ألمي..و لكن عِوض ان ابقى ضحيّة ظروفي مدى الحياة..
يجب ان اقف كلما سقطت الى أن افهم سنن و قوانين الحياة..و بعدها اقفز الى الضفة الاخرى من القدر..هناك.. حيث الهواء انقى و اجمل..
و عندها فقط سأدخل جنة الارض قبل جنة السماء..
"و لمن خاف مقام ربه جنتان" صدق الله العظيم
جنة الارض و جنة السماء..
و يوم تُبدّل الارض غير الارض و السموات..
هنالك نعود الى الوطن بعد غربة في الحياة..
نعود الى جوار حبيبنا و مولانا و سيدنا ..الذي خلقنا بحب و احتوانا بحنانه و رعايته في رحلتنا للبحث عنه و عن ذواتنا ..
و إن لم نصل حتى الان الى الغنى و الصحة و الحب و الايمان و التقوى..فلاننا لم نفهم بعد..سنن و قوانين الحياة..و ما سخر الله لنا الكون إلاّ لنسعد..
"ما انزلنا عليك القران لتشقى" صدق الله العظيم
"و لو ان اهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض"
هل سنكون ممن عاش الحياة بعمق و بوعي..هل سنكون ممّن وصل الى السعادة الروحية و المادية..ام ممّن بقي على السطح فخسر البيع..