هند والدكتور نعمان

لا أدري ما الذي جعلني أتذكر مسلسل هنـــــــــــد والدكتور نعمان !!!

كنت اتنقل صباح اليوم بين القنوات الفضائية لأشاهد الجديد

واستوقفني فيلم "جدو حبيبي" ،لعله هو الذي أعاد لذاكرتي مسلسل هند والدكتور نعمان لتشابه قصتهما لحد بعيد الحفيدة التي تقلب حياة الجد رأسًا على عقب، هند والدكتور نعمان ،هذا المسلسل الذي شاهدناه جميعا ونحن صغار ولازلنا نشاهده ونتوقف عنده اذا وجدناه بالصدفة يذاع على إحدى القنوات الفضائية بطولة كمال الشناوي وليزا هذه الطفلة الجميلة التي تذكرنا بفيروز الطفلة النجمة المعجزة ،هذا المسلسل الذي كان يحكى عن الجد كمال الشناوي الاستاذ الجامعي الذي يعيش حياة هادئة روتينية فجاءت ابنته سعاد نصر وزوجها احمد عبدالوارث ليتركا له رعاية ابنتهما هند لسفرهما بأمريكا لمدة ستة أشهر وفجأة وبدون سابق إنذار تنقلب حياة الجد الهادئة رأسًا على عقب ،بل جعلته يعيش من جديد ويحيا من جديد ويتفاعل مع المجتمع ومع من حوله ويكتشف الدنيا من جديد كما لو ان حفيدته جاءت لتبعث فيه الروح من جديد بعد أن كانت حياته جامدة جافة مملة !! كانت بمثابة عودة الروح ،فتعرف على جيرانه وانخرط معهم وزار اقاربه الذين انقطعت علاقته بهم منذ عقود بل أنه دخل في أحداث مثيرة وجريمة قتل رأتها حفيدته بالصدفة وهى تلعب فعاش الحياة بصراعاتها واحداثها مجددًا مع حفيدته يعتنى بها ويرتب ملابسها ويمشط لها شعرها للذهاب للمدرسة ويأخذها للنادي ويخاف عليها، نعم كان الأمر صعبًا عليه في بادئ الأمر ولم يكن متقبلا لفكرة وجودها الذي ستغير روتين حياته الذي يعشقه وتعود عليه وعلى وحدته التي يأنس بها عن الناس وعن تطفلات البشر!!! ولكن بمرور الايام اصبح لا يستطيع الاستغناء عن هند أحبها كثيرا وعشقها كثيرًا

بقلم دينا عبدالقادر محمد الحلو

فلقد نجحت في ان تغير روتينه وتملأ حياته وجعلت منه مخلوقًا اجتماعيًا مدركًا لما حوله بعدما اقتحمت وحدته وعزلته والهدوء الذي تعود عليه وعشقه وعندما جاءت ابنته وزوجها لأخذ هند بعد عودتهما من السفر ،كانت الصدمة الكبيرة له والحزن الشديد الذي انغرس في قلبه كما لو أنه أحس بالضياع وألم الفراق وانه سيعود للعيش وحيدًا مجددًا بلا روح وبلا هدف وبلا حياة اتذكر هذا المشهد جيدا، كنا نحزن جميعًا لأجله كما لو أن الأمر حقيقيًا ،بل تلمس حزنه لفراق هند شغاف قلوبنا حتى الموسيقى التصويرية للمسلسل محفورة في القلوب ومنقوشة في الوجدان.

نحن في كثير من الأحيان نحتاج لمن يقتحم حياتنا فيغيرها رأسا على عقب يجدد فيها ويحدث نوعًا من التغير لكسر الملل والرتابة فيها ليعطينا احساسًا مجددًا بالحياة وقيمتها وبمن حولنا وأننا لا زلنا نحيا

أو على الأقل على قيد الحياة.

نحن لا نموت حين تفارقنا الروح وحسب ، نموت قبل ذلك حين تتشابه أيامنا ، ونتوقف عن التغيير ، حين لا يزداد شيء سوى أعمارنا وأوزاننا. – (نجيب محفوظ) ،

عزيزي القارئ: املأ حياتك بالعمل وانغمس في الحياة واجلس مع عائلتك ورز اقاربك واخرج مع أصدقائك، اخرج واقرأ وتعلم وسافر وعش أيامك واصنع لحظات جديدة وذكريات سعيدة في كل لحظة وكل يوم وكل وقت، فالأيام لن تعود.