رأيت عائلة فقيرة من "الباكستان"، بينها طفل في الثامنة، يرتدي رداءًا ممزقًا، وينتعل حذاءًا تقادم به العهد حتى لكأنه تحفة أثرية.
رأيت هذا الطفل، وقد انبسط وجهه، وتعالت ضحكاته، يكاد لفرط سروره أن يطير في السماء.
ورأيت في يده كسرة خبز يابسة، يقضمها بأسنانه قضمًا، كأنما هي قطعة لحم لا كسرة خبز، وهو بين أهله سعيد، لا يشتكي ولا يتبرّم.
ورأيت عائلة من ”بلادنا"، بينها طفل، يرتدي أحسن الثياب، وينتعل أجود النعال، وهو متبرّم ساخط، شاك باك.
رأيته وقد رفع عقيرته، ونفش عن ريشه، يُخاصم أباه في هذا الطعامٍ، فهو لم يَستطبه، وفي هذا الشراب، فهو لم يعجبه.
وعلمت عندها، أننا نعيش في نعم لا نحسُّ بها، ولا نعبأ بها.
وأن غيرنا محروم من أقل هذه النعم، ومع ذلك فهو سعيد شاكر.
وكم قد ذهب بي الخوف مذهبًا بعيدًا، لأني أعلم أن زوال النعم منوط بعدم الشكر لها، فإذا عُدم الشكر عُدمت النعمة.
فهل يعي هذا أبنائنا المترفون؟!، وهل يُحس بهذا الخطر الناظرون المعتبرون... ؟!
التعليقات
شكر النعم و الرضا هي تربية يلقنها الاباء للأبناء من خلال القدوة و التوجيه.
و ما نراه في أبنائنا اليوم ليس إلا نتيجة لخلل في التربة. هذا رأيي و الله أعلى و أعلم