(لحوم العلماء مسمومة) مقولة قالها الحافظ ابن عساكر دفاعا عن إمام الأشاعرة ضد منتقديه ، من بينهم أهل الحديث (السلفية)وقد وردت في كتابه «تبيين كذب المفترى فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري» بالنص التالي: اعلم يَا أخِي – وَفَّقَنَا اللهُ وَإيَّاكَ لِمَرْضاتِهِ ، وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَخْشاهُ ويَتَّقيه حَقَّ تُقَاتِهِ – أَنَّ لُحُومَ العُلَماءِ مَسْمُومَةٌ ، وَعَادةُ اللهِ في هَتْكِ أسْتَارِ مُنْتَقِصِيهِمْ مَعْلُومَةٌ ، لأنَّ الوَقِيعَةَ فِيهِمْ بِمَا هُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ أمْرُهُ عَظِيم ٌ والتَّناوُلُ لأعْراضِهِم بالزُّورِ والافْتِراءِ مَرْتَعٌ وَخيمٌ ، والاختِلاقُ عَلَى من اخْتارهُ اللهُ مِنْهُم لِنَعْشِ العِلْمِ خلق ذميم )واصبحنا نردده دون أن نعيه فلو ابتعدنا عن مقصد ابن عساكر من هذه العبارة واتجهنا إلى المعنى لوجدنا أنها تعني حرمة ظلم العلماء أو الكذب والإفتراء عليهم بما هو ليس فيهم ، أما الإستدراك عليهم وتبني رأي يخالف رأيهم فهذا جائز ولاغبار عليه ومعلوم من أول الدنيا فقد استدرك على ابن تيميه وابن حنبل وابن الجوزية وغيرهم العلماء لكن الفهم الخاطيء لهذا العبارة جعل العلماء وطلبة العلم يكتفون بما قال به العلماء السابقين وبالذات في الأمور الإجتهادية بالرغم من أن بعضها أو أكثرها يتعارض مع الواقع المعاش فالواجب أن نعي جميعا فقه الواقع حتى نرتقي بعلمنا وأنفسنا وديننا إلى مصاف التقدم العلمي ليكون الدين متحرك وليس ساكن إلا في الثوابت التي لاتقبل النقاش لنحقق ولو بعضا من العلم الذي قال عنه تعالى(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) ﻷن هذه الآية إشارة من المولى عز وجل إلى طلب العلم بالبحث والإستكشاف وليس بالحفظ والتلقين والبقاء على طمام المرحوم وكأننا عالة على من سبقنا في إجتهاداته كأبن عساكر الذي أصبحنا نردد عبارته وكأنها قرآن منزل ، أسأل الله لنا جميعا التوفيق في كل مانصبوا إليه من خير وعلم وصلاح.