الحكم بالسجن المؤبد 67 مرة، إضافة إلى (5200) عام نعم نعم هذا صحيح.. هو حكم أصدرته محكمة صهيونية على شخص.. بالطبع ستدفعك هاته الاسطر لمعرفة المزيد عن هذا الشخص أليس كذلك؟!

كتاب “مهندس على الطريق .. أمير الظل” لصاحبه (عبد الله غالب البرغوثي) على طريقة السير الذاتية ولكنه أفضل من تلك الطرق بكثير.. ففيه الهام و مشاعر لا حدود لها..

في كلمات مسربة من السجن على شكل رسالة عاطفية ومبكية احيانا لابنته الكبرى "تالا" ردا على رسالة لها.. كلمات رجل، بطل وشهم تحمل مسارات حياته من المهد الى الاسم الذي صنعه لنفسه الان.. محطات يتحدث فيها عن علمه وكيف اكتسبه وعن بحثه في شتى المجالات العلمية منها و الادبية وعن حياته العاطفية المثيرة مع كل من زوجاته الاسيوية و العربية على حد سواء.. عن بداية اول شعلة من النضال المقاومة الذي اطلقه ضد العدو الصهيوني حتى صار قائدا لكتائب عزالدين القسام.. عن لحظات تشعر فيها بالقشعريرة احيانا و الشهامة و الهمة عزة النفس العربية احيانا و البكاء احيانا أخرى وانت تقرأ هذا الكتاب.

لاكون صريحا لم اقرأ في حياتي كتب عدة لكنني ندمت على عدة كتب قرأتها او افتتحتها لكن لم اندم على هذا الكتاب ولن اندم لو اعدت قراءته آلاف المرات.. تجربته تجعلك تتيقين ان الحياة لا تتمركز في بقعة ارضية معينة لانه جال مدن لم يتوقع حتى الوصول اليها وهو شاب.. تجربة تجعلك توقن ان الحب لا يتعلق لا باللغة ولا بالتقاليد ولا باي شيئ اخر (فبداياته مع زوجته الآسيوية التي خانني عقلي اهي كورية ام صينية لم يكن يعرف كيف يتواصل معها نهائيا واعني نهائيا.. لكنها احبها بصدق وهي كذلك).. تجربة جسد فيها ان تعلم اي شيئ يكون بالإرادة لا بشيئ آخر فتصوروا أعزائي انه تعلم صنع هاتف و قنبلة من لاشيئ..

اتمنى ان اكون قد وفقت في نقل ولو شيئ بسبط من شغف و مشاعر هذا الكتاب و هذا الشخص لدفعك لتجربة قراءته...