صرخات و استغاثات و فيديوهات للمعاناة و الجوع و العذاب مند سنوات، زادها الحصار المطبق الذي عجل برحيل المئات و لربما الآلاف إلى عالم البرزخ ، وعلى المباشر من أمام عدسات العالم، و لكن هل تحرك احد ؟
الغوطة الشرقية أيقونة الصبر و العذاب تتبوأ اليوم مكانة مرموقة في جدول ترتيب الماسي و المجازر في حق الإنسانية، و التفنن في ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، يقولون نحاصرهم حتى يستسلم المسلحون و يسلموا الأسلحة، فإذا سالت عن عددهم ، سيقولون لك بضع مئات ، قل لهم و كم عدد السكان ؟ وقتها سيجيبونك و بلا حرج، العدد يقارب نصف المليون ، فتتساءل كيف يدفع الآلاف الثمن لأجل خلاف مع بضع مئات، بشرا محرومون من الماء و الغداء و الدواء لسنوات، تجرعوا خلالها حياة الأسر من بني غير البشر، فرحلوا عن العالم فرادى و جماعات، أطفال في أحضان آبائهم ، و منازل كانت قائمة لم يعد منها سوى الذكرى، بعدما هدمها هادم اللذات، قبل أن يهدمها صاحب البراميل المتفجرة.
الغوطة الشرقية و اليوم دوما تحديدا، مختبر مفتوح على الهواء صواريخ متنوعة، و قذائف بعيارات متعددة ، و براميل متفجرة و الشعار اهدم اهدم و لا تهتم ، و شارك في إخراج فلم الرعب و الوعيد، و سترشح لجوائز اوسكار الرصاص و الدم، أطفال ولدوا تحت الحصار و لم يعرفوا بعد صورة العالم خارج الأسوار، هؤلاء مع أوليائهم و عائلاتهم استكثر فيهم الوحش الهواء النقي فأهداهم غيوما و سيولا من غاز السارين القاتل أتت على مظاهر الحياة في أحياء بأكملها، صانعا بذلك فصلا جديدا من مسلسل جراح ارض الشام ، و بشهادة من يصطلح عليه بالمجتمع الدولي.
لقد نقلت مواقع التواصل الاجتماعي مأساة أهل الغوطة و دوما و كل أهل الشام، و كانت متنفسا بل و بلسما يشفي صدور الأحرار بنقل الحقيقة للكون ، بعدما وجد بعض المحسوبين على الشعب السوري الجرأة للخروج محتفلين بمقتل الإرهابيين في دوما، ساعين لتشويه الحقيقة التي وجبت حمل الشعار تطهير الغوطة و دوما من صغارها و نسائها و شرفائها، ضمن الحلقات الأخيرة من مسلسل الحصار و العذاب و التجويع حتى الموت، أما الإعلام المغرض ، فكما عودنا سيتغنى بعناوينه المنادية لكشف التضليل الإعلامي، و التغاضي على الجرائم و التغني بهامة العربي ، و التنديد و الاستنكار و التصفيق و التشجيع لمن أوغلوا في جرائم الحرب و الظلم ....فلك الله يا غوطة و لك الله يا دوما و لنا الله معكم فما لنا سواه سندا و نصيرا في زمن غثاء السيل .
محمد بن سنوسي
10-04-2018
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع