دوما....شاهد آخر على غثاء السيل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دوما....شاهد آخر على غثاء السيل

  نشر في 10 أبريل 2018 .

صرخات و استغاثات و فيديوهات للمعاناة و الجوع و العذاب مند سنوات، زادها الحصار المطبق الذي عجل برحيل المئات و لربما الآلاف إلى عالم البرزخ ، وعلى المباشر من أمام عدسات العالم، و لكن هل تحرك احد ؟

الغوطة الشرقية أيقونة الصبر و العذاب تتبوأ اليوم مكانة مرموقة في جدول ترتيب الماسي و المجازر في حق الإنسانية، و التفنن في ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، يقولون نحاصرهم حتى يستسلم المسلحون و يسلموا الأسلحة، فإذا سالت عن عددهم ، سيقولون لك بضع مئات ، قل لهم و كم عدد السكان ؟ وقتها سيجيبونك و بلا حرج، العدد يقارب نصف المليون ، فتتساءل كيف يدفع الآلاف الثمن لأجل خلاف مع بضع مئات، بشرا محرومون من الماء و الغداء و الدواء لسنوات، تجرعوا خلالها حياة الأسر من بني غير البشر، فرحلوا عن العالم فرادى و جماعات، أطفال في أحضان آبائهم ، و منازل كانت قائمة لم يعد منها سوى الذكرى، بعدما هدمها هادم اللذات، قبل أن يهدمها صاحب البراميل المتفجرة.

الغوطة الشرقية و اليوم دوما تحديدا، مختبر مفتوح على الهواء صواريخ متنوعة، و قذائف بعيارات متعددة ، و براميل متفجرة و الشعار اهدم اهدم و لا تهتم ، و شارك في إخراج فلم الرعب و الوعيد، و سترشح لجوائز اوسكار الرصاص و الدم، أطفال ولدوا تحت الحصار و لم يعرفوا بعد صورة العالم خارج الأسوار، هؤلاء مع أوليائهم و عائلاتهم استكثر فيهم الوحش الهواء النقي فأهداهم غيوما و سيولا من غاز السارين القاتل أتت على مظاهر الحياة في أحياء بأكملها، صانعا بذلك فصلا جديدا من مسلسل جراح ارض الشام ، و بشهادة من يصطلح عليه بالمجتمع الدولي.

لقد نقلت مواقع التواصل الاجتماعي مأساة أهل الغوطة و دوما و كل أهل الشام، و كانت متنفسا بل و بلسما يشفي صدور الأحرار بنقل الحقيقة للكون ، بعدما وجد بعض المحسوبين على الشعب السوري الجرأة للخروج محتفلين بمقتل الإرهابيين في دوما، ساعين لتشويه الحقيقة التي وجبت حمل الشعار تطهير الغوطة و دوما من صغارها و نسائها و شرفائها، ضمن الحلقات الأخيرة من مسلسل الحصار و العذاب و التجويع حتى الموت، أما الإعلام المغرض ، فكما عودنا سيتغنى بعناوينه المنادية لكشف التضليل الإعلامي، و التغاضي على الجرائم و التغني بهامة العربي ، و التنديد و الاستنكار و التصفيق و التشجيع لمن أوغلوا في جرائم الحرب و الظلم ....فلك الله يا غوطة و لك الله يا دوما و لنا الله معكم فما لنا سواه سندا و نصيرا في زمن غثاء السيل .

محمد بن سنوسي

10-04-2018



  • 3

   نشر في 10 أبريل 2018 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
و جاء المهرج ترامب ليكمل فصول المهزلة المؤلمة ،لقد ترك المسلمون سوريا للكلاب تنهشها و الله انه لزمن غثاء السيل حقا ،نصرهم الله فعينه لا تنام ولكنه الحكيم الذي يختبر ثبات عباده ، وقد ثبتوا عزلا في وجه جيوش مجيشة ،ان وعد الله قريب ،دام قلمك حرا اخي ،بانتظار كتاباتك المتميزة .تحياتي.
1
بن سنوسي محمد
بارك الله فيك و شكرا على القراءة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا