أبدأ بمقولة الغالي رحمة الله عليه حسين البرغوثي :

"إن شخصا لا يعطيني معرفة و لا يوسع مداركي و لا يأخذ مني معرفة و يوسع مداركه شخص لا حاجة لي به."

 كل ساعة تقضيها بدون فعل شيء يثمر في الوجود شيئاً هي ساعة خاسرة، الحياة متسعة كثيراً و رحبة، قالوا لك هي دار ابتلاء و قصدوا البلاء !

الحياة دار حياة، الدنيا هي الحياة الأدنى في صفاتها و لا يجملها ذلك طاقة سلبية ، قلبي و روحي تسعان كل هذا الشر في العالم لكني أيضاً لا أغفل عن كل هذا الخير في العالم أيضاً ، أنت تريد وعد الله بمنحك الحرية في الاختيار و تريد أن تختار الخير و لكنك تحجر على الآخر اختيار الشر؟!

من أنت إذا؟ أنت إذ أنت بهذه العقلية لأشر من الشر نفسه لأنك لم تفهم الحكمة ، و فاقد الحكمة معمي يائس كثير التباكي على كل هفوة و زلة ، لكنه أصم عن سماع تغريد العصافير و صياح الديكة كل فجر و أصم عن حفيف أوراق الشجر و ارتحال الرياح و زخات المطر و أعمى عن لون السماء و لون الزرع و الورود و الثياب و اختلاف ألوان بشرتنا بأكثر من لون و درجة و شكل العيون و شكل الأجسام و لا يشعر بملمس الماء الجاري تحت يديه.. أتأمل أحدكم هذا الإحساس؟ لو تأملتموه لما عرفتم له صفة!

و لا يشعر بالصوف أو الحرير أو الشعر المجعد أو الخشب أو معانقة شخص .. و لم و لم.. الخلاصة إنه شخص فاقدٌ لإدراك حواسه المادية فكيف ترتجي منه إدراك حواسه العقلية و الروحية و القلبية مجتمعة مع حواسه المادية تحت لواء ما نطلق عليه "الحكمة"؟!

أنت هو الوحيد الذي يستطيع بأن يعلمك أكثر مني.
- حسين البرغوثي

اختر اختياراتك، دع الآخرين أحراراً في اختياراتهم ، ليس معنى ذلك أن لا تواجه الشر فذلك اختيار لك ، و لكن معنى ذلك أن لا تبغض الشر فأنت لاشيء أبداً بدون الشر كما أن الشر لا شيء بدونك.

أما و من أجمل ما وجدت طيب أثره في حياتي هو منح الآخرين ألقاباً جميلة تليق بهم فترفع من هممهم و تدفئ قلوبهم فمن أراد لمجتمعه الرفعة و الحب فليبدأ بمنحهما للأفراد حوله ، و لقد كانت لي في رسول الله أسوة حسنة.

لذا.. إن كنت أعرفك ما اللقب الذي تظنني أمنحك إياه؟ و كيف تريد أن تلقبني؟

كما العادة دوماً أحب الانهاء بتفاعل، أرجو أن يثمر تعليقات لا من أجل التعليقات بل لأجل الصلة الإنسانية الروحية التي تجمع بيننا.

شكراً للقارئ و شكراً أكبر للقارئ المتفاعل و الناقد.