فلنرتقي .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فلنرتقي ..

  نشر في 15 يناير 2018 .

قرأت منذ يومين منشور لأحد الأصدقاء على الفيس بوك رداً على أحد الفيديوهات التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي لشاب يعلم كيف يتم وضع المكياج المناسب للشباب، بغض النظر عن رأي الشخصي في الشاب وفي دعايته وما نشره .. 

توقفت عند تساؤل الصديق الذي كتب " هل نحن الأمة التي .. أرسلت للناس؟!"!

انظر حولي في هذا المجتمع الالكتروني الذي نعوم به، فإجدنا نتحول إلى كائنات هلامية شفافة، يمكنك أن تسصتنع اسماً وهمياً لك لتكشف به عن شخصيتك الخفية، لكن ما يستوقفني ليس فقط الألقاب، أكثر مما يستوقفني الكلام البذيء العاري تماماً من أي خلق أو دين، في أي جدال أو نقاش كان، هناك ذلك العدد الذي يفاجئك بمدى هبوط مستواه السلوكي والأخلاقي.

هل أصبح أسلوب الاستعراض الجنسي الأسلوب الذي نناقش من خلاله فكرة ننبذها، أهذه هي التعاليم التي تربينا عليها، حتى أننا في ذمنا لبعض المظاهر التي يعترض عليها البعض بحجة أنها مخالفة للشرع والدين، هل يأمرنا هذا الدين في ذمها مستخدمين أقبح الألفاظ وأكثرها خدشاً للحياء العام.

وبالطبع هذا الأسلوب منتشر أكثر بين طبقة الشباب الذكور حصراً، إذا يلجأ أحدهم لفكرة الطعن بعرض مناقشه بألفاظ نابية لا تمت للموضوع بصلة "جبلي أمك ..@@"، هل هذا حقاً الأسلوب الحضاري للنقاش، والأفظع بأن خلافه يكون ضد أحد المنشورات التي تعارض فكره المتحفظ.

هذه الازدواجية التي تسوقنا لأن نتوه في ذاتنا، لكننا بالطبع لسنا تلك الأمة، فتلك الأمة لا تستخدم الأخلاق والدين بالطعن في من يجادلها، ثم أنه ماذا عن التبجح الجنسي الذي لا ينتهي على مواقع التواصل الاجتماعي، من علم شبابنا أن الذكورة والرجولة والقوة تأتي من الفعل الجنسي والقدرة على اختراق عالم الشرف والأعراض، من نسي أن يعلم هذه الفئة بأن الأخلاق والعلم والمعرفة هي طاقة القوة وليس الطاقة الجنسية التي تحولت إلى مرض مثير للاشمئزاز.

وفي مقال سأنشره قريباً سأتحدث عن التحرش الجنسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الأرض الواقع في مجتمعاتنا التي تدعي التدين والأخلاق.

لكن بالعودة لحديثي عن الارتقاء، بحديثي عن الأمة التي كانت خير من أرسل إلى الناس، عنا من نتساءل بأي حق يبتلينا القدر .. عن كل مرة تقع واقعة ضد الأخلاق والدين، ضد إنسانيتنا وإذا ما حاولنا التطرق إليها فإن كل ما سنلقاه من رد "أنها ظاهرة منتشرة ولا يمكننا أن نغير من الواقع شيء".

ربما لو مست الواقعة أحدنا لأدرك بأنه ليس من المستحيل أن يغير من هذا الواقع، أن يتم بيع القاصرات والتحرش بهن وبيع صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي ليس واقع لا يمكننا أن نغيير منه شيء، لكنه يدل على أن النخوة التي كانت موجودة سابقاً قد تبخرت، أننا اليوم لا نفتقد فقط لأخلاقنا، إنما لأنسانيتنا كذلك، ،ومن العار علينا أن نصف أنفسنا بتلك الأمة.

نحن أمة اتخذت الجهل منهجاً لها، وإن كان لابد من تغير هذا الواقع، فعلى كل منا أن يبدأ من نفسه، أن ينظر إلى كل ظاهرة تشبه هذه الظاهرة بأنها مرض يجب استئصاله، أن نوقظ الإنسان الذي بداخلنا وليس الوحش الأناني، لنرتقي لأن العالم ينبذنا. 

إلى من يحب أن يبقى عالقاً في قاعه فهذه مشكلة شخصية، لكن مني ومن كثير من الذين أعرف بأنهم لا يرضون على أنفسهم هذا التصنيف ندعو أمتنا لترتقي، المشكلة ليست مشكلة أحد، المشكلة تمسني أنا وأنت، فالمرض عندما ينتشر فإنه يتغلغل فينا جميعاً. إننا لا نبحث عن الشهرة إننا نبحث عن الأمة  .. فلنرتقي!!



  • 2

   نشر في 15 يناير 2018 .

التعليقات

Ahmed Tolba منذ 6 سنة
أكثر مما يستوقفني الكلام البذيء العاري تماماً من أي خلق أو دين، في أي جدال أو نقاش كان، هناك ذلك العدد الذي يفاجئك بمدى هبوط مستواه السلوكي والأخلاقي
من أسوأ مانراه حاليا صدقتي
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا