الصدق والأمانة
رأي | هبة حافظ | الأحد 29 تشرين الثاني 2020
نشر في 30 نونبر 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
محمد ﷺ صادق أمين قبل أن يكون نبيًا، مهدت هذه الأخلاق الطريق لنشر الرسالة، ثم أصبحت خلق يدعوا الناس للتحلي به مع دعوته للإيمان بالله كتطبيق عملي لهذا الإيمان.
إذن الصدق والأمانة أخلاق إنسانية قبل أن تكون أخلاق دينية، وما نشهده اليوم من انعدام الثقة والتخوين وسوء الظن بين الناس ما هو إلا نتيجة لانعدام أهم صفات الأخلاق الاجتماعية ألا وهي الصدق والأمانة.
اللبنانيون بالمجمل شعب يعشق المظهر ويبجّل الألقاب ويحب العظمة (show off)، وهي صفات لا تتفق مع الوضوح في المواقف والتواضع والتآخي التي تؤسس لصفات الصدق والأمانة بل هي صفات تؤسس للنفاق والتحاسد.
أصبحت الصداقة نفاق
فأهملت النصيحة
وأصبحت المساعدة استغلال
فأصبح العمل الخيري بأجر
وأصبحت التجارة شطارة في الاحتيال
وأصبح تحقيق الأهداف شخصي وآحادي
وأصبحت المعارف الاجتماعية وجاهة وتحقيق مصالح
لا نسأل من أين لك هذا؟ الكل يعلم من أين لك هذا، ولكن غض البصر لمصلحة ما هو سيد الموقف.
تعظيم الأنا، أنا أفضل، أنا أغنى، أنا أجمل ...
وكأن هذه الدنيا خلقت للتنافس بين هؤلاء العديد من الأنا
ماذا حصل لكلمة نحن؟ أين أصبحت؟ وكيف انزلقت من بين الحروف الأبجدية؟
ولكن نحن أفضل شعب بالعالم وأذكى وأهضم ...
كالثور يمشي حول الساقية، مغمض العينين، دائم المشي ولكن دون أن يتقدم، شعب لا يستطيع بناء وطن هو شعب ميت حيّ، ولكن يبقى الأمل في الأجيال الصاعدة والأجيال القادمة، فالأرض باقية والبطون ولّادة.
-
هبه حافظعملت في مجال علوم الكمبيوتر لمدة طويلة ثم تركت العمل لأسباب خاصة، تفرغت بعدها للقراءة ومن ثم متابعة دراستي في الفكر الإسلامي لتليها المحاولة في الكتابة. لست بكاتبة متمرسة ولكني اشعر بالحاجة للكتابة في بعض الأحيان للتعب ...