بسم الله الرحمن الرحيم
اعتبري طفلتكِ "بُرعُم أخضر صغير" قد بدأ لتوِّه ينمو ويكتشف الحياة شيئًا فشيئًا، كيف تتعاملين مع البُرعُم؟ تسقينه القدر المناسب من الماء كل يوم وتعرضينه لأشعة الشمس والهواء فترة مناسبة وتحافظين عليه جيدًا من العوامل الخارجية المضرة، كذلك طفلتكِ، امنحيها كل يوم القدر المناسب من الحب والاهتمام والرعاية، امنحيها فرصة الاتقاء بالعالم الخارجي لبناء خبرات حياتها، واحمِها وادفعي عنها الأذى.
اجتهدي في تحقيق التوازن بين رعايتها وتعليمها الكثير عن الحياة والحفاظ عليها جسديا ونفسيا من الأذى (الأذى الذى قد تتعرض له من الآخرين أو منكِ أنتِ شخصيًّا)، وبين احترام مساحتها الشخصية وتقدير اختياراتها في الحياة.
اجعلي هدفكِ هو أن تكون طفلتكِ إنسانةً سويَّة وناجحة في تحقيق أحلامها الخاصة، من حقكِ أن تتناقشي معها ولكن ليس من حقكِ أن تفرضي عليها رأيكِ، من حقكِ أن تعرفي ما يحدث معها في حياتها ولكن لا تتدخلي بعنف فينشأ تصادم بينكما وتبدأ هي مع الوقت تبني حاجزًا بينكِ وبينها.
عامليها برفقٍ ولين، قد تحتاجين أحيانًا إلى بعض الحزم ولكن عليكِ أن تُفرِّقي بين الحزم وبين القسوة، وإياكِ والضرب؛ فالضرب إهانة وقد يُفقِدها الثقة بنفسها، كما أنه يترك ندوبًا بداخلها تبقى معها مدى الحياة.
كوني رفيقتها وصديقتها، علِّميها كل ما تحتاج إلى معرفته كأنثى، لا ترفضي أن تفعلي ذلك فتُضطَّر هي إلى تعلُّم ذلك من أي مصدر خارجيٍّ كزميلتها في الدراسة أو التلفاز أو الإنترنت، وبالتأكيد هناك احتمال كبير وخطير أن تحصل على معلومات خاطئة وبشكل سيء، وستبدأ بالانفصال عنكِ تدريجيًّا ويتكوَّن لها عالمها الخاص الذي لا تعرفين عنه شيئًا.
كوني لها مصدر الأمان الذي تلجأ إليه إذا عصفَت بها الحياة، ولا تكوني مصدر الخوف والتهديد الذي تهرب منه إلى شخصٍ آخر قد يستغلها ويؤذيها، حينها ستخسرين ابنتكِ ولن تستطيعي كسب ثقتها مُجددًا؛ فستبقى صورتكِ دائمًا مُعلَّقة بذهنها أنكِ أنتِ السبب في ما تعرَّضَت له من أذى.