كنت أشاهد من فترة ڤيديو على أحد مواقع التواصل الاجتماعي و كان الڤيديو يتحدث عن مشكلة سيدة من إحدى الدول العربية الشقيقة و التي إنفصلت عن زوجها و بعد إنفصالها رفض خالها أن تختلط ببناته لأنها مُطلقة.
و لم تكن تلك أول مرة أسمع عن مشكلة مماثلة لإمرأة مُطلقة؛ فدائماً ما أسمع رفض بعض العائلات لاختلاط بناتهن بسيدات مُطلقات أو عائلات تحاول تجنب التعامل مع أي إمرأة مُطلقة.
فالمرأة المُطلقة في مجتمعنا العربي حتى إذا أعطاها القانون كامل حقوقها فسيظل المجتمع يسلبها ذلك الحق.
ففي بعض الأحيان يحاول بعض الآباء إقناع بناتهن بتحمل الضرب و الإهانة و البُخل و الخيانة من أزواجهن بدلاً من الطلاق. فالمجتمع العربي يفزع عندما يسمع سيدة تقول "أنا مُطلقة" و كأن الطلاق لم يُحلله الشرع و القانون.
فدائماً ما تكون المرأة المُطلقة في مجتمعنا موضع إتهام؛ فبمجرد طلاق أي سيدة يبدأ الناس في وضع أسباب لهذا الطلاق و دائماً ما تكن هذه الأسباب تطعن في السيدة. فالسيدة المُطلقة طلقها زوجها لأنها لا تجيد الطهي أو لا تصلح لتربية أولاد أو لأنها أهملت زوجها أو حتى لأن زوجها أكتشف خيانتها له!
و بالتأكيد مجتمعنا العربي "الذكوري" لا يضع في عين الاعتبار أن ربما تكن السيدة هي من طلبت الطلاق لعدم ارتياحها في المعيشة مع زوجها أو لأن زوجها يُهملها أو لأنه بخيل أو لأنه قام بخيانتها.
و لم تنتهي إهانة المجتمع للمرأة المُطلقة إلي هذا الحد. و لتكتمل إهانة المجتمع للمُطلقات فالمُطلقة في مجتمعنا لا تصلح للزواج مرة أخرى. فطلاق المرأة يساوي نهاية المطاف في المجتمع العربي.
و إذا وجدت المُطلقة فرصة أخرى للزواج ستجد دائماً ما يحاول الطرف الآخر في سلبها حقها و التقليل من شأنها فمثلاً تجد محاولات للتقليل من مهرها بحجة أنها "مُطلقة" فإنهم يعاملونها مُعاملة السلعة المُستعملة.
لقد حلل الشرع و القانون الطلاق للرجل و المرأة، و لأن الله سبحانه و تعالى عظم من شأن المرأة و رفض إهانتها حلل الطلاق. فلماذا و بأي وجه حق يُحرمه المجتمع بتصرفاتهم و تفكيرهم؟!
و كيف يقبل الأهالي بتعذيب بناتهن و ضربهن و بخل أزواجهن فقط خوفاً من كلمة الطلاق؟
و بأي وجه حق يبدأ المجتمع في وضع أسباب لطلاق شخصين؟ و بأي وجه حق يطعنون في شرف السيدات المُطلقات؟
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية