صوت برلمانيو المغرب البارحة على الرئيس الجديد لمجلس النواب، و خلفت نتيجة التصويت استياءا واسعا في البلد، هذا المقال هو محاولة لتحليل الوضع السياسي منطقيا، و ليس سياسيا، لا ينصح قراءته للمتعصبين.
المصوتون النادمون
في العديد من المرات نسمع و نقرأ "صوتت و ندمت"، و ذلك في تعبير رافض للوضع السياسي، و ذلك في عدة مناسبات، أولها مباشرة بعد تشكيل الحكومة الأولى حين رأى المواطنون أن حزب العدالة و التنمية المتصدر للإنتخابات لم يحظ بالحقائب المرثرة، و المرة الثانية بعد انتخاب رؤساء مجالس الجهة، و المرة الثالثة خلال مسلسل تشكيل الحكومة الثانية، و أخيرا البارحة بعد انتخاب رئيس مجلس النواب المنتمي لحزب حل في المرتبة السادية في الإنتخابات التشريعية.
انتخاب المالكي ديموقراطي و منطقي
كما سبق أن اشرت في مقال سابق كتبته قبل سنة الرابحون و الخاسرون، فإن انتخاب رؤساء الجهة من أحزاب لم تحصل على المراتب الأولى في الجهة لا يتناقض مع المنطق و مع قانون الإنتخابات، فلكي تحكم لا يكفي أن تحصل على المرتبة الأولى بل يجب أن تجمع الأغلبية، و هذا ما حصل تماما البارحة، فالسيد المالكي انتخب بكل مصداقية و قانونية و شفافية و منطقية، لأنه ببساطة جمع 198 صوتا، هاته الأصوات جاءت من أشخاص صوت عليهم المغاربة و بجب احترام رغبة المصوتين، كما أن ترشح أي برلماني سواء من حزب العدالة و التنمية أو أحد الحزبين الموالين له لا طائل منه مادام التكلتل الثلاثي لا يصل لنصف عدد نواب البرلمان، مما يزيد منطقية التصويت البارحة أنه لا برلماني من تحالف العدالة و التنمية صوت لصالح المالكي، لذلك فالتحدث عن الإنقلاب على رغبة المواطن يوم 7 أكتوبر هو كلام غير منطقي و خال من كل دليل منطقي.
ما وصلنا له حاليا هو في توافق تام مع نتائج انتخاب رؤساء مجاس الجهة، هاته النتائج التي بينت أن هناك كتلتين في الساحة السياسية كتلة العدالة و التنمية و التقدم و الإشتراكية من جهة (ما فجأني هو التحاق حزب الإستقلال بهما)، و باقي الإحزاب في جهة أخرى، لذلك مباشرة بعد 7 أكتوبر و بعملية حسابية بسيطة نتستج أن 125+12 هي أبعد بكثير من تشكيل أغلبية و حكومة.
كل شيء مسرحية
أشد ما يضحكني شخصيا هو الإستنتاجات التي يخرج بها بعض الأشخاص، التي تنبني كما يلي بما أنني صوتت على الحزب الفلاني، و بما أن حزبا آخر هو من تولى الأمور، فلا داعي للتصويت، فكل شيء مجرد مسرحية.
شخصيا -و أذكر أن هذا المقال هو راي شخصي و ليس حزبي، كما أنه يستند على المنطق الرياضي، و يتجرد عن المشاعر و الأحاسيس و السياسة-، أتأكد يوما بعد يوما أن صوت المواطن له وزن و إلا لماذا كل هاته المضايقات و العلااقيل لرئيس الحكومة المعين من الحزب الحاصل على المرتبة الأولى، و النظرية الأكثر ملاءمة للمنطق هي نظرية التماسيح و العفاريت و التحكم :التي لمح لها رئيس الحكومة السابق السيد اليوسفي عندما تحدث تيار يقاوم عملية الإصلاح، و سماهم بنكيران مباشرة في ولايته الأولى التماسيح و العفاريت، قبل أن يستخدم مصطلح التحكم.
يهدف التحكم من هاته المناورات تيئيس الناس من العملية الإنتخابية -وهو ناجح إلى حد كبير في ذلك-، لإعلاء نسبة المقاطعة و تيسيير انتخاب أشخاص يعرقلون تشكيل الحكومات و ينتخبون في ما بعد رؤساء للمجالس الجهوية و البرلمان و غيرها على المقاس.
مقالات ذات صلة :
لا تنشر كل ما تسمع قبل أن تتأكد
بن كيران عليه السلام وبن كيران من الشيطان الرجيم
البرنامج الإنتخابي، بين المراجعة والتجديد
-
ضياء الحق الفلوسطالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.