خالتي فاطمة ارملة طيبة سهرت على تربية طفليها عمر وليلى ،جميع سكان الحي يحبونها ويحترمونها،احسنت ادب ولديهاودرستهما بكل اصرار ،وكبر الطفلان واصبحا طالبين بالجامعة ،عمر بسنته النهائية وليلى في السنة الاولى...انا جارة ليلى وصديقتها المقربة.

عمر وليلى شابان مؤدبان،وكانت والدتهما راضية عنهما ،الشيء الوحيد الذي كان يزعجها قليلا هو  بعض تصرفات ليلى.

_لما ترمين ملابسك على الارض؟

_لما غرفتك غير مرتبة ؟

_اهتمي قليلا بالاعمال المنزلية ستصبحين اما وزوجة .

نصائح والدتها لا تنتهي ولم تولي لها ليلى اهتماما كبيرا.

_انا ابذل جهدي ماما لا تقلقي ارجوك.

في هذا اليوم من ايام الشتاء البارد سيكون كل شيء مختلفا مع ليلى.

اسوأ ايام ليلى

خالتي فاطمة:طلبت منك مرارا ان لا تلبسي قلادتك الذهبية ،هناك اعتداءات كل يوم يا عزيزتي.

عمر:والدتنا معها حق يا ليلى.

ليلى:لا تخافا علي ،ارتديها منذ عامين ولم يحدث معي شيء.

خالتي فاطمة:ان الارض زلقة والمطر يسقط بغزارة الا تخشين السقوط بهذا الحذاء؟

ليلى:لقد تعودت على  السير به  امي.

عمر:انت متهورة قليلا، اسرعي سنتاخر.

خرجا من المنزل .كنت انتظر امام العمارة .الظلام تام .يمشي عمر قبلنا حتى المحطة ويستقل حافلة مختلفة ،وفجأة تتوقف ليلى.

_لما توقفت يا ليلى؟

_كسر كعب حذائي انظري.

عمر:اسرعي ستذهب الحافلة ،اشتري مادة لاصقة من الجامعة.واسرعنا.تمشي ليلى بصعوبة تعرج وهي  تحاول اللحاق باخيها ،كنت انتظرها في كل مرة ،لما صعدنا الحافلة انطلق السائق فورا ،يا لحظناكادت تغادر !

وصلنا الى الجامعة و جلسنا صامتتين،العرجاء  وصديقتها يلصقان الكعب ونجحتا.

 _ليلى انظري ذلك الرجل المجنون قادم نحونا .(يقال انه طبيب جراح فقد مريضا من اقاربه اثناء العملية فلم يتحمل الصدمة،وسمعنا انه ضرب فتاة امام باب الجامعة)

ليلى:ان اعوان الامن مستهترون كيف يتركونه يدخل ،لنغادر .لكنه كان اسرع نظر مليا الينا وفجأة بدون سابق انذار صفع ليلى ...يا لهول المفاجأة.احاط بنا الطلاب لم اكن اسمع كلامهم .سحبت ليلى وانا اقول :لا تبالي ،انه مجنون ،سنشكو اعوان الامن للادارة .جلسنا كان المدرج ممتلئا،تأخرنا بقينا نتحدث عن احداث هذا الصباح وحاولت مواساة ليلى.الكعب المكسور،الصفعة،صديقتي قوية،لو كنت مكانها لكنت مت من الاحراج.حضر الاستاذ .بدأ في القاء المحاضرة.ينظر باتجاهنا.لماذا..اشار بيده الى ليلى،قامت من مكانها .مشت بخطى مترددة نحو الاستاذ،حدثها بصوت منخفض (اخبرتني فيما بعد انه سالها لماذا تضع راسها على الطاولة.و اذا كانت مريضة كي يسمح لها بالخروج)

يا للصدمة!انفجرت ليلى بالضحك،صديقتي.لقد اثرت الصفعة على عقلها حتما.وصرخ الاستاذ :اخرجي،طلبة اخر الزمان...

جمعت اغراضها،يجب ان اساعدها،لن يمر الامر بسلام،استجمعت شجاعتي وتوجهت نحو الاستاذ،طلبت الاذن ان اتكلم ،حرك راسه ان نعم ووجهه لا يفسر من الغضب ،سردت له احداث الصباح بدأت علامات الغضب تزول وغادر المدرج ضاحكا وهو يقول:ياللمسكينة!

شكرتني ليلى على تدخلي لم تكن تدري كيف تتصرف 

_لا ادري ما الذي حدث لي لم استطع التوقف عن الضحك،..

_لا تفسري لي يا صديقتي ،حدث لي امر مشابه مع ابي منذ فترة.

ليلى:   انه اسوأ يوم في حياتي.

حاولت مواساتها قلت لها بان الحياة تجارب وبانه لا دخل لها فيما حدث.صديقتي العزيزة  ما يحدث معها اليوم غريب فعلا.

انتهت المحاضرات ،قررنا ان نذهب في المواصلات العامة فموعد حافلة الطلاب  بعيد، مشينا على الجسر الرابط بين الجامعة والمحطة . و نحن نتحدث عن خططنا للمراجعة فموعد الامتحانات اقترب ، واذ بسكين في رقبة ليلى . 

_انزعي القلادة.

تسمرت في مكاني. رجلاي تصطكان من شدة الخوف. قلبي يكاد يطير من مكانه. حركت عيني بصعوبة. ليلى اكيد انها مصدومة ستموت من الهلع، .احمنا يا رب . شيء غريب ، ليلى كانت تائهة وكانها تفكر بشيء ما وسمعت ضحكتها. لا هذا كثير ! 

 هل هي مجنونة؟!

نزعت قلادتها  وناولتها  اياه. رماها السارق على الارض وابتعد وهو يقول :   ليست من الذهب اذا.

(بلى هي من الذهب الخالص ،ياللغبي هكذا حدثت نفسي)   التقطتها وجرينا وجرينا....لم نجر منذ سنوات ولم نجر هكذا ابدا.مرعوبتين ،منقطعتي الانفاس.

_خير يا بناتي!!

تساءل من حولنا

_لا تتعبا نفسيكما بالشكوى ،سيفرج عنه في العيد الوطني القادم.

"دعواتك يا ام  ليلى"  ، لم استمع لكلام امي هكذا قالت ليلى بعد ان هدات، لما رايت السكين تذكرت حديثها والمثل(اللي ما ياخدش راي امو يكثر همو) .

لمتحكي لامها ماجرى ،خافت عليها من الصدمة،وصارت ليلى مختلفة تماما منذ ذلك اليوم.