من شابَه أباه فما ظلم،
كما قال الشاعر:
ويَنشأُ ناشيءُ الفِتيان فينا = على ما كانَ عَوّدَهُ أبوهُ
فكُنْ كما تريدُ أن يكونَ ابنُك،
إن أردت أن يكونَ حافظاً لكتاب اللهِ عاملاً به = فكُنْ قُدوتَه في ذلك، واتلُ أمامَه القرآن.
إن أردت أن يكون تَقيّاً، فكُن قُدوتَه في ذلك.
والبعض -للأسف- يكاد لا يراه ولدُه يوماً يقرأُ كتابَ اللهِ، وَتكاد جُدرانُ بَيْتِه تُصَمّ آذانُها مِن أصوات الأغاني والموسيقى والأفلام والمسلسعلات، ثمّ يَصحبُ ولدَهُ إلى كلِّ حفْلٍ مُختلَطٍ فاجرٍ ماجِن، ثُمَّ يَنتَظِرُ مِن ولدِه أن يكونَ صلاحَ الدين الأيوبيّ!
هيهات هيهات
إذا كان ربُّ الْبَيْتِ بالدفِّ ضارباً = فشيمةُ أَهْلِ الْبَيْتِ كلّهِمِ الرّقصُ
فأصلحوا أنفسَكم وبيوتَكم وأزواجَكِم = يصلح أولادُكم وبناتُكم.
ولدَك ولدَك = تالله لتسئلنّ عليه بيْنَ يديّ رَبِّك،
قال ﷺ: ((إنّ اللهَ سائلُ كلّ راعٍ عما استرعاه, حفظ أم ضيع؟ حتى يُسأل الرجل عن أهل بيتِه))
وقال ﷺ: (( ما من عَبدٍ يسترعيه اللهُ رعيّة يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيّته إلا حَرّمَ اللهُ عليه الجنّة))
ثم اعلم أنّ معاملة أولادك لك = ثمرة تربيتك لهم،
إن خيرا فخير، وإن شرّاً فشرّ،
ونفس المقدّمات تؤدي إلى نفس النتائج،
فأصلح المقدّمات = لتصلح لك النتائج،
وتربيتك أولادك تبدأ من لحظة خروجهم للحياة،
واعلم أنّ ولدَك يخرج من رحمِ أمّه كالوعاء الفارغ، فاملأه بما شئت،
ثمّ اعلم أنّه كالشّجرة، يسهُل عليك إقامتها صغيرةً ليّنة، فإن تركتها حتى كبرت مائلةً = لم يمكنْك إقامتها إلا بكسرها.
فانتبه يا أخيّ.