الوصية الثانية..!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الوصية الثانية..!!

  نشر في 05 يونيو 2016 .


لطالما كان بوسعي رؤية الحقائق الخفية وراء تلك الأحداث التي تخلقت أسبابها وتكونت نتائجها فيما وراء الغشاوة التي تصلبت وتصالبت بين أبصار الناس وبصائرهم من جهة وبين حقيقة ما يجري لهم ومنهم وعليهم من جهة أخرى، حتى صاروا يرون ولا يُبصرون، كأن على قلوب أقفالها.. وهي نفس الأحداث التي ستصبح لاحقاً أسباباً لوقائع وأحداث أخرى لن تقل عنها سوءً..

سأبدأ من هنا..

(1)

يخبرنا التاريخ والمنطق وتخبرنا الحكمة بأن الأحداث تجرنا الى أمثالها: إن خير فإلى خير وإن شر فإلى شر..!!- وهكذا فإن كل السوء الذي نحن فيه اليوم، لن يجرنا إلا الى الأسوأ منه، طالما وأن الغالبية منا لم ترى الحقيقة بعد، أو لازالت لا تحب أن تراها.. وهذا بحد ذاته يجعلني قادراً على التنبؤ بمستقبل حافل بالبؤس والشقاء لشعب بأسره، ووطن صار منهكاً للغاية..

ليس من الضروري أن تكون نبياً لترى المستقبل وتُخبر الناس عنه، ولا ينبغي أن تكون حكيماً ومكشوفاً عنك حجاب السر الإلهي لتخبر الناس بأن لكل حدث نتيجة ممكنة ومحتملة، وأن ما يجري سوف يؤدي الى أحداث أخرى يمكننا توقعها والتنبؤ بها..

وبالطبع، فإننا لا نتوقع من الشياطين أن تفعل معنا فعل الملائكة أبداً..؟!

لا أظن أن المسألة معقدة بحيث يمنعنا تعقيدها من إدراك حقيقة أننا إذا لم نفعل شيئاً للخروج بأنفسنا من منقم الشر والبؤس والألم هذا، فلن يفعل أحد ذلك من أجلنا.. حتى الله ذاته لن ينزل من على عرشه ليفعل ما أوجبه هو علينا..!!

هذا ما يجب أن يرسخ في عقول الجميع، وخصوصاً أولئك الذين لازالوا ينتظرون تدخل السماء ويأملون في أن تحدث المعجزات من تلقاء نفسها..!!

(2)

لقد صار واضحاً بجلاء أن العواقب الكارثية للصراع العنيف الذي يدور اليوم بين التيارات الدينية الطائفية والقوى الفئوية، لم تقع ولن تقع إلا على رؤوس أبناء هذا الشعب الفقير والمخذول، ولم ولن يدفع ثمنها سوى أبناء هذا الشعب المغلوب والمطحون، والكارثة الأكبر أن هذه القوى المتصارعة وهي ترفع شعاراتها الكاذبة والمنافقة، لا تصارع إلا من أجل بقاءها وليس من أجل الشعب أبداً، ذلك أن اطالة أمد الصراع يطيل من عمرها ويزيد من حجم معاناة وتضحيات الشعب بلا قيمة.. ولا نحتاج اليوم الى أدلة لإثبات كيف أن دماء الناس في هذه الحروب - التي يرى كل طرف فيها أنها حرب يباركها الله- صارت رخيصة وبل وبلا قيمة يعتد بها..

كما أن الواقع اليوم يكشف كيف أن هذه القوى المتصارعة صارت بالفعل عاجزة وفاشلة في تغيير نفسها، فضلاً عن تغيير الواقع، أو صنع مخرج آمن للجميع. فكل ما أنتجته وقادت إليه، ليس إلا حالة من التخبط والتشرذم والتفكك تصاحبها حالة من التخاذل والركون والعجز عن إنتاج قوى اجتماعية وسياسية قادرة على تغيير اتجاه الواقع والتحول بالمجتمع الى منطقة الدولة المدنية التي تقوم على مبادئ الحرية والمواطنة والمساواة..

يجب أن ندرك جميعاً، أنه وأينما وجدت القوى الدينية المتطرفة وجد الخراب والدمار، وأن المشكلة ليست في الدين نفسه، بل في الطريقة التي يتم بها توظيف الدين وجعله مداساً لتحقيق أهداف سلطوية وفئوية خبيثة وسيئة للغاية..

إن من لا يخاف على وحدة الشعب ودماء وحياة الشعب وسلام وأمن الشعب، لن يهتم أبداً بمصير الشعب..؟!

(3)

ما هو المخرج؟!

هذا هو السؤال الأكثر إلحاحاً اليوم.

أما الجواب، فليس إلا بالتحول الى وعي وخطاب ومشروع إنساني حر وعادل ومسؤول ومتمكن.. يستوعب ويشارك فيه الجميع على حد سواء.. وعي وخطاب ومشروع قائم على التقاء الجميع فيه على كل ما هو أصيل ومشترك بينهم، وهو: "الحق في العيش بحرية ومساواة وأمن وسلام"..

وهكذا، فقد عرفنا الواقع وعرفنا المشكلة وأدركنا الحلول.. فهل سنلتف جميعاً حول القضية الكبرى التي تجسد كل حقوقنا ومطالبنا الإنسانية العادلة، أم أن الغالبية منا ستظل مصرة على العيش في هذا الواقع الذي يصنعه وعي وفعل الشراذم اللعينة؟!

من المؤكد أن الأمر مرهون بإرادتنا الجمعية، ومدى التحرر من سيطرة القوى والنخب السقيمة، كأفراد ومجتمع وشعب، ومجرد طرح هذا السؤال، كافٍ لئلا يكون لنا أي عذر أمام محكمة التاريخ..

(4)

إنها بوابة للنور مفتوحة لنا..

ودعوة أدعوكم إليها، لنمنح أنفسنا فرصة أخرى لصناعة التاريخ.. فهل من مستجيب؟!

هل من مستجيب؟!



   نشر في 05 يونيو 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا