و غدا ننسى ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

و غدا ننسى !

  نشر في 29 أكتوبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

صدحت ام كلثوم في اغنيتها " أغدا القاك " بكلمات ابن النيل " الهادي آدم " فقالت 

"ﻭﻏﺪﺍً ﻧﻨﺴﻰ ﻓﻼ ﻧﺄﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺽٍ ﺗﻮﻟّﻰ "


و لكن هل حقا نريد ان ننسى ؟! 


دعونا الله كثيرا ان يرزقنا النسيان و يلهمنا الصبر على ما آلت اليه احوالنا و لكننا لم نتوقف يوما لنسأل انفسنا هل حقا نريد من النسيان ان يهبنا قبلته كما قالت جاهده وهبه ! ام اننا نريد ان ننسى لمجرد النسيان ... و ماذا بعد النسيان ؟! ما الذي سيتغير في حياتنا ان نسينا ؟ و هل يصبح لﻹنسان كيانا ان نسى !


 نحن ﻻ ننسى و انما نعيد ترتيب ذكرياتنا بحسب اهميتها و حسب قدرتنا على تحمل وقعها في انفسنا .

تقول الدراسات ان النسيان اصعب بكثير من التذكر و محاوله النسيان تسبب ضغطا عاليا اكثر من التذكر على الدماغ .. ان ننسى مواقف كانت سببا في جعلنا من نحن عليه اليوم .. ان ننسى اشخاصا كانوا سببا رئيسيا لخدش قلوبنا و ان ننسى اقوى ذكرياتنا أمر يستنزف كامن طاقاتنا .


في إسترجاع بعض ذكرياتنا المؤلمه مع انفسنا نستلذ بها لما كان لها من حﻻوه في وقتها و لما جعلتنا نشعر به من غبطة دون علمنا انها و لﻷسف في يوم ما ستصبح مجرد "ذكرى" !


في حقيقه اﻷمر نحن ﻻ نريد ان ننسى و من المستحيل ان ننسى ... و لكننا ﻻ نملك في ايدينا تجاه ذكرياتنا المؤلمه إلا ان نرجو النسيان فاغرين أفواهنا في إنتظاره و مأملين انفسنا بالغد اﻷخضر الذي يحمل في طياته جمال النسيان الوهمي مع علمنا انه لن يأتي و لكن كعادتنا اﻷنسانيه لن نرضى ابدا بأن نقتنع بالواقع .


يا ايها النسيان .. أغدا نلقاك ؟ و يا خوف أفئدتنا من غد !


"ﺣﺒﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻧﻨﺴﺎﻩ ﻳﻨﺴﺎﻧﺎ"


ربنا هب لنا من لدنك رحمه ... و لننسى اﻷلم .. و لتبقى الذكرى 








  • 3

  • ساره دكين
    كاتبه ، عاشقه للكتب ، شخصيه كﻻسيكيه في محاوله ﻷن اعرف نفسي اكثر فكما يقول محمود درويش " كيف تعرف في زحامك من تكون ! "
   نشر في 29 أكتوبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا