صدحت ام كلثوم في اغنيتها " أغدا القاك " بكلمات ابن النيل " الهادي آدم " فقالت
"ﻭﻏﺪﺍً ﻧﻨﺴﻰ ﻓﻼ ﻧﺄﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺽٍ ﺗﻮﻟّﻰ "
و لكن هل حقا نريد ان ننسى ؟!
دعونا الله كثيرا ان يرزقنا النسيان و يلهمنا الصبر على ما آلت اليه احوالنا و لكننا لم نتوقف يوما لنسأل انفسنا هل حقا نريد من النسيان ان يهبنا قبلته كما قالت جاهده وهبه ! ام اننا نريد ان ننسى لمجرد النسيان ... و ماذا بعد النسيان ؟! ما الذي سيتغير في حياتنا ان نسينا ؟ و هل يصبح لﻹنسان كيانا ان نسى !
نحن ﻻ ننسى و انما نعيد ترتيب ذكرياتنا بحسب اهميتها و حسب قدرتنا على تحمل وقعها في انفسنا .
تقول الدراسات ان النسيان اصعب بكثير من التذكر و محاوله النسيان تسبب ضغطا عاليا اكثر من التذكر على الدماغ .. ان ننسى مواقف كانت سببا في جعلنا من نحن عليه اليوم .. ان ننسى اشخاصا كانوا سببا رئيسيا لخدش قلوبنا و ان ننسى اقوى ذكرياتنا أمر يستنزف كامن طاقاتنا .
في إسترجاع بعض ذكرياتنا المؤلمه مع انفسنا نستلذ بها لما كان لها من حﻻوه في وقتها و لما جعلتنا نشعر به من غبطة دون علمنا انها و لﻷسف في يوم ما ستصبح مجرد "ذكرى" !
في حقيقه اﻷمر نحن ﻻ نريد ان ننسى و من المستحيل ان ننسى ... و لكننا ﻻ نملك في ايدينا تجاه ذكرياتنا المؤلمه إلا ان نرجو النسيان فاغرين أفواهنا في إنتظاره و مأملين انفسنا بالغد اﻷخضر الذي يحمل في طياته جمال النسيان الوهمي مع علمنا انه لن يأتي و لكن كعادتنا اﻷنسانيه لن نرضى ابدا بأن نقتنع بالواقع .
يا ايها النسيان .. أغدا نلقاك ؟ و يا خوف أفئدتنا من غد !
"ﺣﺒﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻧﻨﺴﺎﻩ ﻳﻨﺴﺎﻧﺎ"
ربنا هب لنا من لدنك رحمه ... و لننسى اﻷلم .. و لتبقى الذكرى
-
ساره دكينكاتبه ، عاشقه للكتب ، شخصيه كﻻسيكيه في محاوله ﻷن اعرف نفسي اكثر فكما يقول محمود درويش " كيف تعرف في زحامك من تكون ! "