كل هذا سيمضي...
هذا المقال ربما يحمل مشاعر قاسية، فإن كنت\ ي من أصحاب الذكريات السيئة التي ستداعب ذاكرتك.. ارجوك ابتعد عن قراءة هذه السطور
نشر في 30 شتنبر 2018 .
في رحلتي في هذه الحياة، واجهت الكثير من الاخفاقات ظننت يوما إني بعيدة كل البعد عنها، ولكن في النهاية أدركت أن احتمالية حدوث أي شئ في هذه الحياة تتناسب طرديا مع زيادة اعتقادك أن هذا الامر لن يحدث لك ابدا
الاسبوع الماضي تلقيت رسالة من أحد الأصدقاء الذين لا تجمعني بهم صداقة إلا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها فضلت أن أكون من أول الأشخاص الذين تود أن تشاركهم أوجاعها، صديقتي أخبرتني أنها اكتشفت خيانة خطيبها التي جمعتهم قصة حب تجاوزات الخمس سنوات، صديقتي طلبت مني المشورة وما عساها أن تفعل.
الحقيقة لم أكن أملك أي كلمات من شأنها أن تهون عليها، أن أعرف تماما كم جمعتهما قصة حب سويا، لم أكن اتخيل أبدا أن الأمور بينهم وصلت لتلك الدرجة، رغم تأكيدها لي أن علاقتهما كانت جيدة
لا أريد أن أطيل عليكم، اكتشفت صديقتي أن خطيبها على علاقة بأحدهن، انهارت بكت صرخت ولكن عادت إلى حياتها، ولكنها تركتني أنا بين أفكاري، ظللت فترة لا يعرف النوم طريق لي، هل حقًا يوجد في هذه الحياة ما يسمى الحب، هل هو حب أم نحن سريعي الحكم على أي انجذاب ونطلق عليه تلك الكلمة المحببة إلى نفوسنا وعقولنا، هل الحب أبادي حقًا، أم أنه متغير بتغير الظروف والأحوال ككل شئ حولنا.
صديقة أخرى كانت ترى في والدها أنه بطل أحلامها، كم تمنت أن يكون زوجها المستقبلي نسخة منه، ولكن تحمد الله كثيرًا أنه لم يكون نسخة منه، لأن ما اكتشفته أن والدها ليس بالأب المثالي، ولكنه يخفي الكثير مما كانت تود أن يظل خافيًا ليوم الدين.
حين تتابع تطور شخصية مثل الفنان أحمد الفيشاوي، وأنا هنا لست بمن يحكم على أحد، حاشا لله أن أكون هذا الشخص، ولكن أتحدث عن طبيعة الظروف التي يمكن أن تغيرنا لهذه الدرجة، وما هو المعيار في هذه الحياة وكل شئ حولنا متغير ولا يوجد ثوابت.
عندما استمع لتلك القصص تساورني غصة في القلب، أتمنى لو كنت ما استمعت إليها أبدًا، فهي تؤذني أكثر مما تؤذي صاحبها، ولكن ما عساني إلا أن أكون الصديقة المنصتة التي ترطب على أكتاف من حولها وهي بداخلها ألف فكرة وفكرة متناقضة.
حين تتعثر بي الخطوات وأصارع ليلًا دامسًا تتنهال فيه الأفكار وتنال مني نيلًا، أطمأن قلبي بأن كل هذا سيمضي مثل ما مضى غيره، وكنت أعتقد أنه لم ولن يمضي، لن أخفي عليكم سرًا هو حقًا سيمضي، ولكن ستظل بداخلنا ذكرى مؤلمة تعصر قلوبنا، نعم كل هذا سيمضي، ولكن الأهم أن ندرك جيدًا كيف سيمضي وكيف سنكون عليه بعدما يمضي!
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم