كان الموعد يقترب كاقتراب فصل الشتاء بعد فصل ملىء بالجفاء..
كنت انتظر طيلة الوقت ذلك الموعد الذى يأست منه كما ييأس الكافرون من روح الله..
بماذا يفيد الانتظار و انت تعلم انه لن يأتى..
بماذا تفيد المواعيد التى تعلم انها لن تتحقق..
و لماذا انتظر شىء يستحيل حدوثه !
كانت تلك الاسئلة تدور فى فلك عقلى كسريان المجرات فى الكون..
احببت فتيات كثيرات ، خذلت من اصدقاء كثيرون ، و صدق البعض فى محبتهم لى ، و لم يفلح اكثرهم فى جذب قلبى لهم برغم محاولاتهم المستميته فى كسب قلبى الذى لا يقوى على تحمله الكثير و لو يعلمون..
كيف يقوى شخص على تحمل قلب يحمل بداخله سماء الدنيا ببهجتها و جمالها و يحمل ايضا باطن الاراضين السابعة..
اننى شخص لا يقترب من احد الا اذا اشار له عقله بانه يستحق ، و استجاب له قلبه بفتح مغاليقه ذات الابواب السابعة..
يفتح الباب تلو الاخر كما فتحت مغاليق الابواب امام يوسف الصديق عندما اغرت به زليخة..
كنت مازلت انتظر ان التقى بحبيبة قلبى و عقلى و جسدى و روحى و انفاسى..
كنت انتظر ان يلتحم جسدى بجسدها على فراش منعم بنعيم الجنة فى الارض..
كنت اعلم انها من اهل الجنة التى ملت منها لفترة ف اكرمها الله بالتجول فى الارض..
كنت انتظر فى الصالون لمنزلها الذى يقطن فى حى التجمع..
حتى دخل ابيها و اخيها و لم تتدخل..
قال لى هل لك من شقة تحوى الملاك..
قلت لا بل ان لى قلب سيجعلها تعيش فى قصور مثل قصور قارون و ساضفى عليها من الحنان ما يكفيها مد العمر حتى الممات..
قال لا ف ابنتى لا يجوز لها ان تخرج من بيت ابيها الا و هى فى بيت مثله او افضل..
كنت اعلم ان الحب يمكن ان يصنع المعجزات ، لكنى اكتشفت ان المعجزات انتهت منذ زمن بعيييد..
خرجت من باب الجنة و هبطت الى ارض حزينة غير الارض التى هبط لها ادم و حواء ، بل ارض بور قاحلة ، تشبه نيران ابليس وقودها الالم و الحسرة..
كان الانتظار اسوأ شى حدث لى فى حياتى ، و قررت اننى لن انتظر مجددا ، ساحيا حياتى بلا انتظار ، الانتظار يأتى من الامل..
ف لا هناك امل ،و هى لن تاتى ، و انا لن انتظر.
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !