9:00 pm
الرسالة الأولى بعد المئة
قصدت منزلكِ باحثاً عن أي أثر لكِ، عن أي دربٍ يوصلني إليكِ، نظرت من نافذة غرفتكِ أتأمل أشياءك المميزة، رفوف مكتبتكِ التي حملت كل أنواع الكتب، ومكتبك الزهري، والكرسي الخشبي الذي تركه جدك بعد رحيله.
حبيبتي ..
كيف الوصالُ إليكِ ؟!
لقد اشتقت لعينيكِ الجميلتان كأنهما لؤلؤ مختبئ بين المرجان، اشتقت لجنونك، أتذكرين حينما سافرنا معاً إلى غابات ألميرا وتسلقنا الأشجار الكبيرة دون أن نخاف، اشتقت إلى رائحة عطرك المميزة، وكأنه عطر آشوري أو من العصور السومرية.
حبيبتي ...
أنا لن أطيل العتاب ولكن ..
لما كل هذا الغياب ؟!
في المساء
جلست أمام عتبة منزلكِ آملاً أن أجدك تفتحين لي الباب، فانتظرت طويلاً إلى أن بلغني النوم، ولم أصحى إلا على أصوات العصافير ساعة الفجر.
لقد سئمت الانتظار
دائما أتذكر ذاك الشعور عندما كانت نبضات قلبي تتراقص على نغمات نبضات قلبكِ، وكيف كانت شمسنا تجمعنا على دفئ العاطفة وكيف كانت أمسياتنا تهوى أن تداعب مشاعرنا، وكيف كان نور القمر يزور فؤادنا فيرى شرايينه قد انساب منها دم أحمر مثقل بالحب.
لقد فاتك ربيع مدينتنا، فشقائق النعمان قد أبهرت الناظرين برقتها وجمالها، واستضافت الأشجار الخضراء الطيور القادمة من الشرق، وتفجّرت ينابيع جديدة على جبال لوسيا و زاريا.
قبل أن أختم رسالتي أريد أن أخبركِ بأني قد حلقت ذقني لأنك كنتِ قد طلبتِ مني ذلك في آخر لقاء كان بيننا، والمفاجأة أني مازلت أحلقها صباح كل يوم آملاً أن ألقاكِ في إحدى هذه الصباحات.
حبيبتي ..
سكرات حبنا أذهبتلي عقلي، فلا تطيلي الغياب، لأن حوض بذور ورد الأكاسيا التي زرعناها معاً تنتظر دفئ يدكِ وشمس ابتسامتكِ.
إلى محبوبتي كورلا كورنازيرا
#غزوان_الحمصي
-
غزوان فرحان نواياشاعر || مؤلف || كاتب || قارئ || أخصائي صحة نفسية والعلاج النفسي