ليس الحكيم هو ذلك الشخص الذي نتخيله بلحية بيضاء دائما. الحكيم هو شخص عادي جدا صمته في محله وكلامه رزين، لا يوزع الأحكام على الناس ليريح عقله ، بل يتعامل مع الكل بدون إصدار أحكام عليهم لأنه يعلم أن الناس تتغير وأن سلوكهم يحتمل الصواب والخطأ، ليس كباقي الناس ، فهم يتعاملون مع غيرهم إما "ولد الناس" أو "ولد الحرام" , "بنت الناس" أو "بنت الحرام"، يؤمن حكيمنا أن كل بني آدم خطاء ويعطي فرصة لكل مخطأ أن يعود للجادة. الحكيم لا ينصح في الجموع ولا يقلل من شأن شخص ليثبت عظمته.
إنه القائد في صمت، يحرك الجموع نحو أهدافهم بتحقيق أهدافه, يربي بالقدوة رغم أنه لا يحب أن يكون قدوة لغيره لأنه يعتبر ذالك تقليلا من شأن غيره فكم من عظيم أسر نفسه في قدوة كان بالإمكان له أن يكون أفضل منها. لا يقارن نفسه بأحد, لأن لكل ظروفه الخاصة، غالبا ما يقارن حاضره بماضيه فيرى كم تطور وتحسن.
حكيمنا لا يلقي لنباح الكلاب بالا مادام مهتما بجمال زقزقة العصافير. لا يلقي بالا للنقد إلا أحيانا لتطوير قدراته.
ينور دروب الآخرين بعذب كلامه و يستنير بالحكمة مهما كان قائلها.
لكل حكيم كتاب وكتاب حكيمنا الحياة، الكتاب المرئي يقرأ تجاربه ويطوي صفحاته السوداء ومن حين لآخر يدون بقلمه تاركا بصمته ولا يترك كتابه في رف يقتات على الغبار.